على الرغم من تأثر العملية الإنتاجية بشكل سلبي في كثير من القطاعات بسبب جائحة كوفيد 19، إلا أن معدلات النشر الأدبي لعام 2020م واصلت نموها الذي سلكته خلال السنوات الأربع الأخيرة، وتعكس إحصائيات النشر الأدبي التي جمعها الباحث "خالد اليوسف"، ارتفاع إجمالي العناوين المنشورة لهذا العام إلى أكثر من 660 عنواناً أدبياً، وما زالت الرواية تتصدر المشهد الأدبي بأكثر من مئتي رواية، وهو أعلى معدل تحققه الرواية السعودية في عام واحد، كما بلغ عدد الروائيات في مؤلفات هذا العام 123 روائيـة مقابل 78 روائيـاً، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة أيضاً، ويعطي دلالة على رسوخ حضور الصوت النسائي في الأدب السعودي، تحديداً في مجال السرد، بعكس الشعر الذي ينخفض فيه إنتاج الشاعرات عن الشعراء بفارق ملحوظ. وبرزت اللقاءات والأمسيات الأدبية الافتراضية كبديل لأنشطة القطاع بعد إلغاء أو تأجيل الفعاليات الحضورية بسبب الجائحة، ولم يقتصر هذا النوع من المبادرات على المؤسسات، بل امتد إلى مبادرات فردية وظفت فيها الصفحات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي لعقد اللقاءات الأدبية، ومن خلالها أقيم العديد المسابقات الأدبية عبر الفضاء الافتراضي وحظي بعضها بإقبال واسع، فعلى سبيل المثال، تجاوز عدد المشاركين في مسابقة أدب العزلة 95 ألف مشارك نظمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، والتي تأسست وأطلقت استراتيجيتها العام 2020م. وحسب مسح المشاركة الثقافية بلغت نسبت حضور الأمسيات الأدبية والشعرية 3.60 %، ولا تعبر هذه النسبة بالضرورة ضمور الإقبال، فبحكم طبيعة النشاط، تجذب الفعاليات الأدبية شريحة معينة من المهتمين، غير أن المسح يشير إلى أن التركيبة الديموغرافية لهذه الشريحة تغلب عليها الفئات العمرية الأكبر سناً وفئة الذكور.
مشاركة :