قام عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي بزيارة إلى ست دول بمنطقة الشرق الأوسط في الفترة ما بين يومي 24 و30 مارس الماضي، وهو ما يبرز أهمية المنطقة في السياسة الدبلوماسية الصينية، وتقدم العلاقات الثنائية إلى مستوى أرفع. وفي هذا الصدد، قال لي تشنغ ون، سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية، إن العام الجاري يصادف الذكرى الـ10 لـ "الربيع العربي" والذكرى الـ20 ليوم 11 سبتمبر، والذكرى الـ30 لمؤتمر مدريد 1991 والذكرى الـ40 لتأسيس مجلس التعاون الخليجي، بينما تواجه دول منطقة الشرق الأوسط حالة من عدم اليقين إزاء مستقبل المنطقة. وأشار لي في مقالة نشرها على موقع منتدى التعاون الصيني العربي الإلكتروني، إلى أن زيارة وانغ يي عززت بلا شك الصداقة التقليدية بين الشعب الصيني وشعوب منطقة الشرق الأوسط، وصبت حيوية جديدة للتعاون بين الصين ودول المنطقة. وأكد أن هذه الزيارة قد طرحت رؤية صينية بشأن مستقبل المنطقة، والتي تتمثل في الاحترام المتبادل وتعزيز الحوار والتعاون لأجل تحقيق السلام والتنمية المشتركين، مضيفا أن منطقة الشرق الأوسط شريك طبيعي في بناء الحزام والطريق، ولا بد أن تشهد الصين ودول منطقة الشرق الأوسط توثيقا لعلاقتهما وتعميقا لتعاونهما. وذكر لي أن الصين حافظت على علاقات جيدة مع دول منطقة الشرق الأوسط، ولا تزال أكبر شريك تجاري مع المنطقة. وأنشأت الصين علاقات شراكة استراتيجية مع 13 دولة في هذه المنطقة، ووقعت وثائق تعاونية حول بناء الحزام والطريق مع 19 دولة بالمنطقة، وتشهد اتجاها مشجعا في التعاون في شتى المجالات بين الجانبين. كما طرح وانغ يي إقامة مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية الذي يقوم على أساس المبادئ والمواقف المشتركة ويساهم في صيانة الأمن والأمان والازدهار والتنمية، وهو ما يمثل اتجاها لتنمية العلاقات الثنائية بين الجانبين. ومنذ تفشى جائحة كوفيد-19 في العام الماضي، شهد الجانبان تعاونا بدأ من التكافل إلى تقديم المساعدات الطبية وحتى التعاون في مجال اللقاحات. كما تعزز التعاون الثنائي من خلال مواجهة الجائحة، حيث حضر بشكل افتراضي وانغ يي ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مراسم إطلاق مشروع مشترك لإنتاج اللقاح الصيني، وهو ما يشير إلى توثيق الروابط بين الصين ودول المنطقة. والجدير بالذكر أن وانغ يي طرح في أثناء زيارته مبادرة من خمس نقاط لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، والتي تتمثل في الاحترام المتبادل والتمسك بالمساواة والعدالة وتحقيق عدم الانتشار النووي وبناء الأمن الجماعي والتسريع في التنمية والتعاون، حيث توفر الحكمة الصينية سبيلا لحل مشاكل الحوكمة والأمن والتنمية، كما تتيح فرصة جديدة لتعزيز التعاون بين الصين ودول المنطقة. وأشار لي إلى أن الصين ودول منطقة الشرق الأوسط جميعها من الدول النامية، وأن الصين تعتبر دول المنطقة نعم الصديق لها، لافتا إلى أنه يثق بأن شعوب الصين ومنطقة الشرق الأوسط ستقترب وستتعزز صداقتها بشكل متواصل، وأن الصين ستعمل مع دول المنطقة لتقديم مساهمة أكبر في السلام والتنمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
مشاركة :