رفعت وزارة الصحة بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر درجة الاستعداد القصوى للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس داخل المشاعر المقدسة في ظل توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن يكون الجو حارًا خلال النهار ومعتدلا ليلا مع إمكانية تكون السحب الرعدية الممطرة على مرتفعات مكة المكرمة والطائف. وأكدت الوزارة جاهزية مستشفياتها فى المشاعر المقدسة والبالغ عددها 8 بجانب 94 مركزًا صحيًا موزعة في منى ومزدلفة وعرفات للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، كما قامت بتوفير أسرة مجهزة بالمراوح، فيما قامت هيئة الهلال الأحمر بنشر فرق التدخل السريع في كافة المواقع التي يتوقع أن تشهد ازدحامًا وكثافة في حركة المشاة. وأكد الدكتور موفق أبوطالب مدير الإدارة العامة للحج والعمرة بصحة منطقة مكة المكرمة تجهيز 187 سريرًا للإجهاد الحراري بالمستشفيات وأكثر من 590 مروحة رذاذ للمستشفيات والمراكز الصحية بالمشاعر المقدسة مشيرًا إلى أن الوزارة نصحت الحجاج عبر الإرشادات والحملات التوعوية بضرورة الاهتمام بالوقاية الصحية وأيضًا البعد عن التعرض لأشعة الشمس وخاصة وقت الذروة. ومن جهته أوضح الدكتور خالد الحبشي مدير عام هيئة الهلال الأحمر بمنطقة مكة المكرمة وأمين لجنة الحج بأن حالات ضربات الشمس والإجهاد الحراري كانت تعتبر في السابق من الحالات الخطرة التي تهدد سلامة حجاج بيت الله الحرام ومع توافر المعدات الطبية الحديثة والكوادر الفنية المؤهلة لم تعد تلك الحالات بالنسبة للعملية الإسعافية خطرة حيث أصبحت كوارد الهيئة تجيد التعامل معها بكل احترافية. وقال إن الهيئة عملت خلال الأعوام الماضية على تجهيز فرق الاستجابة المتقدمة التي تتكوّن من 74 فرقة بالإضافة إلى 24 فرقة للدراجات النارية كما تمت إضافة فرق الإسناد المكونة من 103 فرق إسناد متأهبة لمباشرة مثل هذه الحالات والحالات الطارئة بالإضافة إلى تواجد ما يقارب من 1000 متطوع ومتطوعة تم توزيعهم على طرق المشاة ومواقع التجمعات والكثافة البشرية. وعن الأمراض الناجمة عن ارتفاع الحرارة وكيفية وقاية الحاج منها أكد عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى الدكتور سعيد الغامدي أن حج هذا العام سيشهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة والرطوبة وهي من الأسباب الرئيسة لوقوع ضربات الشمس مما يعني ارتفاعًا كبيرًا في الحالات المصابة واستعرض إحصائية لحالات الإصابة بضربات الشمس في مواسم الحج الثلاثة الماضية حيث شهد موسم حج عام 1433 حالتي إصابة بضربات الشمس فيما ارتفع العدد عام 1434 ليصل لـ (33) حالة وتضاعف العدد قرابة عشر مرات في موسم حج عام 1435 حيث سجلت (234) حالة ضربة شمس،وتوقع الغامدي أن يشهد حج العام أكثر 1200 حالة إصابة بضربات الشمس بسبب الحرارة الشديدة هذا الموسم. أما الدكتور أحمد السلومي عضوهيئة التدريس في جامعة أم القرى فقال إن الإصابة بضربة الشمس تعنى ارتفاعًا في درجة حرارة الجسم وفشل الجسم في عملية التّبريد عن طريق إفراز العرق مما يؤثرعلى مراكز ضبط الحرارة بالمخ ويرتفع السّائل حولها. من جهته أوضح الدكتور طلال قطب رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج إيران ورئيس الهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف بأنه تم تركيب مكيفات فى جميع مخيمات حجاج إيران في مشعر عرفات وإبلاغ كافة الحجاج بعدم خروجهم في الفترات التي تشهد ارتفاعًا شديدًا في درجة الحرارة والبقاء في مخيماتهم كما تم نصحهم أيضًا بكثرة شرب السوائل، فيما حث المطوف طارق عنقاوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا رؤساء البعثات بضرورة تبليغ الحجاج بعدم الخروج من مخيماتهم أوقات ارتفاع درجات الحرارة واستخدام «الشمسيات» بالإضافة إلى استخدام التكييف في المخيمات. وأوضح المهندس المطوف عباس قطان رئيس مجلس إدارة مطوفي حجاج الدول العربية أن المؤسسة تحرص في كل عام على إقامة الدورات والندوات وورش العمل لرؤساء بعثات الدول العربية التابعة للمؤسسة حيث يتم التباحث والتناقش حول إجراءات السلامة والوقاية الصحية والبيئية التي تشدد عليها وزارة الحج، وأبان المطوف طارق علوي عضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الإفريقية غير العربية ومدير العلاقات العامة بأنهم في المؤسسة عقدوا العديد من الندوات وبرامج التوعية لحجاج المؤسسة وتم شرح كافة النقاط والتعليمات الصحية والطبية للوقاية من أخطار الاجهاد الحراري وضربات الشمس وتفاعل الحجاج مع تلك البرامج والتي انعكس ايجابًا في وضع جداول خروجهم ودخولهم للمخيمات. وقال: المطوف محمود دمنهوري عضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا لقطاع العلاقات العامة والإعلام بأن المؤسسة أعطت كافة رؤساء بعثاتها حقائب التوعية وكثفت من حملاتها التوعية مع زيادة كميات عبوات المياه وتوجيههم بالابتعاد عن المناطق المكشوفة والمرتفعات.
مشاركة :