علية العلاني لـ القدس : الحرب الحقيقية ضد الإرهاب في تونس لم تبدأ

  • 9/21/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الخبير في الجماعات الإرهابية المتأسلمة علية العلاني في حوار لـ»المدينة» أن الحرب الحقيقية ضد الإرهاب في تونس لم تبدأ إلاّ بعد صدمتي عملية باردو، وعملية سوسة التي كشفت العديد من النقائص اللوجستية والاستخباراتية، ويمكن القول إن بين النجاحات: قرار إقامة الجدار، والحاجز الترابي بين تونس وليبيا، ثم عزل 110 كوادر أمنية، ثم مقاومة شراسة التهريب المرتبط في جزء منه بالإرهاب، ثم تغيير عميق في المؤسسات الأمنية، ومناصب المحافظين، والولاة، والمعتمدين «نواب الوالي»، بالإضافة إلى إصدار قانون الإرهاب، وإمكانية إحداث وكالة أمن قومي وطني تضم القطاعات ذات الصلة، وهي المجتمعات الأمنية والعسكرية والجمارك، هذه الإجراءات ساهمت في الوقت الحالي في القيام بعشرات العمليات الاستباقية التي كانت ستحدث حتى أن الولايات المتحدة حذّرت من وقوع عمليات إرهابية في تونس بمناسبة ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، بل ونصحت رعاياها بعدم التوجه إلى تونس لكن مرت الأوضاع بسلام ممّا يعني أن الجاهزية الأمنية تحسّنت كثيرًا، واعتقد أن مقاومة الإرهاب في تونس ستشهد نجاحات أكبر مع تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتدفق الاستثمار على تونس وخاصة الاستثمار الخليجي، وبالخصوص المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى لتونس، والتي لها أيادٍ بيضاء على هذا البلد منذ عهد -المغفور له- الملك فيصل في الستينيات، وكل الملوك الذين أعقبوه وآخرهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.. فدفع مسيرة هذا البلد الاقتصادية هامة جدًّا لثلاثة أسباب رئيسة أولاً: لأن للإرهاب جذورًا اجتماعية واقتصادية وفكرية وتونس قادرة على معالجة هذه الجذور إذا تحسنت المؤشرات الاقتصادية. ثانيًا: لأن عودة تيار الاسلام السياسي إلى الحكم كحزب أول لن يحصل في تونس مستقبلاً، وربما تكون مشاركتهم محدودة ورمزية في الحكم هي الخيار المطروح، والمتاح في السنوات القادمة. ثالثًا: لأن التشريعات الجديدة في تونس مثل صدور قانون الإرهاب وقرب صدور مجلة الاستثمار في نوفمبر القادم، وإمضاء اتفاقيات تضمن سلّمًا اجتماعيًّا لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد، وهذا يضرب الإرهاب من جذوره الفكرية والاقتصادية.. وردًّا على سؤالنا ماذا يعني عزل 110 أشخاص يعملون في أجهزة أمنية مختلفة بسبب تعاملهم المباشر مع بعض العناصر الإرهابية؟ قال الخبير علية العلاني: أفادت التحقيقات بتورّط هذه المجموعة الأمنية في عمليات تتصل بالتهريب والإرهاب، وهذه المجموعة تم انتدابها بين 2011 و2013 في أوج حكم الاسلاميين، ممّا يؤكد أن ما يسمّى بالربيع العربي كان كارثة على كل البلدان التي حل بها، كارثة أمنية واقتصادية، وقد أكد الناطق الرسمي باسم وزير الداخلية هذا العزل وأسبابه التي ذكرتها، ويشير أن حكومة الترويكا لم تكن تتحرّى في انتداب أمنيين، وهناك من تحدث في الصحف المحلية عن جهاز أمني موازٍ، وهو أسلوب تستعمله حركات الإسلام السياسي منذ عهد حسين البنا إلى اليوم وهو ما يؤكد أن الأحزاب ذات المرجعية السياسية لا يمكن أن نعتبرها على الأقل في الوقت الحاضر -أحزابًا مدنية- ما لم تقم بنقدها الذاتي أولاً بتغيير أرضيتها الأيديولوجية، ثانيًا لأن ما يسمّى بتيار الإسلام السياسي لا يمكن أن يكون تيارًا إسلاميًّا معتدلاً، ولا تيارًا ديمقراطيًّا مدنيًّا إذا ما أبقى على التداخل بين الفضائين الديني والسياسي.. وقال العلاني عن أسباب تواصل تزويد الدواعش بالمقاتلين التونسيين انطلاقًا من تونس إن التنظيم يوفر لهم الراتب الأعلى، والسكن المؤثث، والزوجات الأربع، بالإضافة إلى غسل الأدمغة التي يتعرّض لها المجندون، أمّا القاعدة المتمثلة في أنصار الشريعة، وكتيبة عقبة فتوفر لأنصارها الكفاف وبعض الامتيازات المحددة التي لا تغري حسب بعض الشهادات، وهناك سبب آخر يفسر إقبال التونسيين على الانضمام إلى الدواعش هو عدم إصدار أحكام رادعة لحد الآن في صفوف المعتقلين بالسجون التونسية، إذ كانت كل حكومة سابقة ترمي الكرة للحكومة الموالية ممّا خلق انطباعات لدى الموقوفين من أجل الإرهاب بأنهم لن يتلقوا عقوبات وأحكامًا صارمة. ويضيف الخبير علية العلاني أيضًا إن الإرهابيين التونسيين مرّوا مؤخرًا إلى السرعة القصوى من خلال تدريب مجموعات انتحارية في معسكر صبراتة ودرنة وسرت الليبية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في تونس؛ لأنهم أولاً أدركوا أن الحكومة الحالية في تونس بدأت تسدد ضربات في العمق لهذه المجموعات، وثانيًا لأن الجدار أو الحواجز الترابية العازلة التي هي بصدد البناء ستحد كثيرًا من تحركاتهم وثالثًا وهو الأهم لأن مصالح المهربين وتقدر بملايين الدولارات تضررت بحكم محاربة السلطة التونسية لشبكات التهريب، وهذا الشيء يجعل تونس مهددة بعمليات انتقامية، وهو ما تم الكشف عنه مؤخرًا من طرف الأجهزة الأمنية بمصادرتها سيارتين مفخختين كانت ستفجر بمناسبة مسيرات 12 سبتمبر الجاري. ولدى سؤالنا له عن ماذا يعني له كخبير تجمع 400 داعشي تونسي في صبراتة القريب من الحدود التونسية؟ قال: يعني 3 أشياء: أولاً أن التونسيين المجتمعين في هذا المعسكر ربما يفوق عددهم هذا الرقم؛ لأن الإرهابيين التونسيين في ليبيا يقدر عددهم بما لا يقل عن 800 شخص الآن. هؤلاء التونسيون في معسكر صبراتة الليبية يهيئون أنفسهم لما يعتبرونه إمكانية قيام ثورة داخلية، أو فوضى داخلية في بعض المناطق الداخلية التونسية المعارضة للحكومة.

مشاركة :