(كونا) -- كثف قادة الاتحاد الأوروبي جهودهم الرامية للتوصل الى اعتماد نهج أوروبي مشترك للتعامل مع أزمة الهجرة المتفاقمة التي وصفت بأنها الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. وتستضيف بروكسل يوم غد الاجتماع الطارئ لوزراء داخلية دول الاتحاد الاوروبي لبحث ازمة اللاجئين يعقبه بيوم واحد اجتماع اخر لرؤساء دول الاتحاد والحكومة في محاولة يائسة لمواجهة الأزمة التي تهدد بتدمير المبادئ التأسيسية لاحكامه مثل حرية تنقل الأشخاص والبضائع داخل أوروبا. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك في رسالة الدعوة التي وجهها إلى قادة الاتحاد ان قمة الاتحاد ستناقش جوانب عدة حول الأزمة ابرزها وضع قواعد الشنغن وتقديم المساعدات المالية. وحذر من تفاقم ازمة التعامل مع اللاجئين لسنوات عديدة قادمة معربا عن أسفه من عدم تعاون الدول الأعضاء في الاتحاد للتعامل مع هذه الأزمة. وكان البرلمان الأوروبي وافق الاسبوع الماضي على إعادة توزيع المجموعة الأولى من اللاجئين الموجودين في إيطاليا واليونان والتي تضم 40 الفا على باقي دول الاتحاد على مدى عامين فيما فشلت محاولاته للاتفاق على توزيع 120 الف لاجئ غيرهم بسبب المعارضة القوية من جانب دول أوروبا الشرقية. وتتهم كل من النمسا والمجر وسلوفينيا وكرواتيا بعضها بالفشل في التعامل بشكل فعال مع أزمة المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في حين شيدت المجر اسوارا من الأسلاك الشائكة على طول حدودها. وأغلقت المانيا التي اعلنت استعدادها لاستقبال 800 الف لاجئ حدودها امامهم وفقا لما ذكرته المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بأن بلادها لا يمكن ان تؤوي أولئك الذين يفرون من بلادهم لأسباب اقتصادية او سياسية. وقال زعماء بعض دول الاتحاد الأوروبي مثل المجر وسلوفاكيا وقبرص بوضوح أنهم لا يرغبون في استقبال اللاجئين المسلمين. ويراقب العالم مذعورا خلافات الدول الأوروبية على توزيع 160 الف لاجئ وهو الرقم الذي يشكل 32ر0 في المئة فقط من سكان الاتحاد علاوة على ما يتعرض له هؤلاء من سوء معاملة على أيدي الشرطة في بعض بلدان الاتحاد الأوروبي والتي لا تتسق مع مطالبات الاتحاد الأوروبي حول حقوق الإنسان والتسامح الديني. يأتي ذلك في حين يرى الآلاف من الأوروبيين حقهم في الهجرة والاستيطان في أجزاء أخرى من العالم بما في ذلك دول الخليج العربي والولايات المتحدة وأستراليا وآسيا وأفريقيا بحثا عن حياة اقتصادية أفضل. ويرى فريق آخر من المحللين أنه حتى اذا وافق زعماء الاتحاد الأوروبي على استقبال 160 الفا من المهاجرين لن تحل المشكلة وفقا لوكالة مراقبة الحدود في الاتحاد الأوروبي (فرونتكس) التي اشارت الى دخول 156 ألف مهاجر الاتحاد الشهر الماضي ما يرفع إجمالي الأعداد التي دخلت هذا العام إلى أكثر من 500 ألف فيما عبر العام الماضي 280 ألف لاجئ حدود الاتحاد الأوروبي. كما يرى فريق آخر أن ما يحدث اليوم هو نتيجة الفشل التام لتضامن الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :