دعت الولايات المتحدة روسيا إلى وقف الحشد العسكري على حدود أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، بينما قالت موسكو، بكلمات تعيد الحرب الباردة إلى الذاكرة، إن على “خصمها” إبقاء سفينتين حربيتين أمريكيتين على مسافة بعيدة من شبه جزيرة القرم. وضمت روسيا القرم من أوكرانيا في 2014، وقد تصاعد القتال في الأسابيع الأخيرة بشرق أوكرانيا حيث تحارب القوات الحكومية انفصاليين مدعومين من روسيا في صراع مستمر منذ سبعة أعوام تقول كييف إنه تسبب في مقتل 14 ألفا. ومن المقرر أن تصل سفينتان حربيتان أمريكيتان البحر الأسود هذا الأسبوع. وفي بروكسل، حيث يوجد لإجراء محادثات مع قادة حلف شمال الأطلسي ووزير خارجية أوكرانيا، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن تقف بقوة وراء أوكرانيا. وقال أيضا إنه سيناقش طموحات كييف في الانضمام إلى حلف الأطلسي يوما ما على الرغم من قلق فرنسا وألمانيا منذ فترة طويلة من أن يثير انضمام الجمهورية السوفيتية السابقة للحلف الغربي عداء روسيا. ونقلت وكالات أنباء روسية، اليوم الثلاثاء، عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله “الولايات المتحدة خصم لنا وتعمل ما في وسعها لتقويض وضع روسيا على الساحة العالمية”. وتشير تصريحات ريابكوف إلى أن المجاملات الدبلوماسية التي سعى عدوا الحرب الباردة السابقان إلى إظهارها عموما في العقود الأخيرة تتلاشى، وإلى أن روسيا ستقاوم بقوة ما تعتبره تدخلا غير مقبول للولايات المتحدة في مجال نفوذها. وقال ريابكوف “نحذر الولايات المتحدة من أنه سيكون من الأفضل للسفينتين أن تبقيا بعيدا عن القرم وساحلنا على البحر الأسود. ذلك من أجل مصلحتهما”، واصفا نشر السفينتين الحربيتين الأمريكيتين بأنه استفزاز هدفه اختبار أعصاب روسيا. واجتمع بلينكن مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بعد أن أدان وزراء خارجية مجموعة السبع ما قالوا إنه زيادة غير مبررة في أعداد القوات الروسية. وكرر بلينكن تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، الذي اجتمع مع كوليبا في وقت سابق، قائلا إن موسكو تحشد القوات في أكبر حشد لها منذ 2014 حين ضمت روسيا شبه جزيرة القرم. ووصف أفعال روسيا بأنها “استفزازية للغاية”. وقال ستولتنبرج “نقلت روسيا ألوف القوات الجاهزة للقتال إلى حدود أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، وهذا أكبر حشد للقوات الروسية منذ الضم غير القانوني للقرم في 2014”. وأضاف ستولتنبرج في مؤتمر صحفي مع كوليبا “يتعين على روسيا أن تنهي الحشد في وحول أوكرانيا وتوقف استفزازاتها وتتراجع عن التصعيد على الفور”. وقالت روسيا إنها تحرك قواتها بالشكل الذي تراه مناسبا بما في ذلك لأغراض دفاعية. وعادة ما تتهم حلف شمال الأطلسي بزعزعة استقرار أوروبا بتعزيزات قواته في دول البلطيق وبولندا منذ ضم شبه جزيرة القرم. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، اليوم الثلاثاء، إن روسيا حركت جيشين وثلاث وحدات مظلات قرب حدودها الغربية في الأسابيع الثلاثة الماضية ردا على ما وصفته بالتهديد بعمل عسكري من قبل حلف شمال الأطلسي. وأضاف شويجو، في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، أن حلف شمال الأطلسي نشر قوات قوامها 40 ألفا قرب حدود روسيا، لا سيما في منطقتي البحر الأسود والبلطيق. وقال “في المجمل، يرتكز 40 ألف جندي و 15 ألف قطعة سلاح ومعدات عسكرية قرب أراضينا بما في ذلك طائرات استراتيجية”. وينفي الحلف العسكري الغربي وجود مثل تلك الخطط.
مشاركة :