لمواسم عدة، شكل الثنائي سلمان الفرج وسالم الدوسري، عمود التوازن على خريطة الفريق الهلالي وذلك لما يملكانه من حلول ومهارات استثنائية وثقة في الأداء تمنح زملاءهم في الخطوط الأخرى فرصة التفرغ لمهامهم الرسمية على أرض الميدان دون بذل أي مجهودات إضافية، لكن الأمر سيكون مختلفاً تماماً عندما يدشن الفريق مهمته الآسيوية غداً دون هذا الثنائي. ومنذ سنوات لم يعتد الهلال خوض البطولات الكبرى دون الثنائي المحلي الأبرز خلال الفترة الأخيرة، إلا أن ظروف الإصابة ستغيب الثنائي عن مرافقة الفريق الأزرق في مشواره مع بداية البطولة القارية التي يبحث عن تحقيق لقبها للمرة الثانية بنسختها الحديثة. ولا تزال مدة غياب سالم الدوسري غير واضحة المعالم حتى الآن، إلا أن تقارب المباريات في البطولة الآسيوية وإقامتها بنظام التجمع خلال فترة زمنية وجيزة قد يحدان من مشاركة الدوسري الذي تعرض لإصابة في مفصل قدمه خلال مشاركته مع المنتخب السعودي في مباراة التصفيات الآسيوية المشتركة أمام منتخب فلسطين. أما سلمان الفرج الذي خضع لعملية جراحية قبل عدة أسابيع فإنه حتماً لن يوجد ضمن قائمة فريقه الهلالي في الدور الأول من البطولة «دور المجموعات» حيث أسقط فريق الهلال اسم الفرج من القائمة النهائية التي رفعت للاتحاد الآسيوي لاعتمادها وذلك لعدم قدرته على اللحاق، حيث ما زال يخضع لبرنامج تأهيلي بعد فك الجبيرة التي كانت ترافقه الفترة الماضية. ويدخل الهلال بطولة دوري أبطال آسيا باحثاً عن صناعة مجد جديد في البطولة القارية التي تُوج بلقبها قبل موسم من الآن، حيث يحضر في المجموعة الأولى التي تضم إلى جواره كلاً من فرق شباب أهلي دبي الإماراتي وأجمك الأوزبكي واستقلال دوشنبه الطاجيكستاني. لكن الفريق الأزرق سيدخل في ظروف مغايرة تماماً للتي بدأ عليها قبل خوض معترك البطولة الآسيوية في النسختين الماضيتين، 2019 التي توج بلقبها بالإضافة لنسخة الموسم الماضي الذي أعلن فيها الاتحاد الآسيوي انسحابه لعدم اكتمال النصاب القانوني للاعبين لبدء مباراته الأخيرة في دور المجموعات وذلك بعد تفشي فيروس كورونا بين أفراد البعثة الزرقاء وعدم القدرة على إكمال العدد القانوني. ودخل الهلال النسخة الماضية في ظروف فنية إيجابية بعد تتويجه بلقب الدوري وتحت إدارة الروماني رازفان لوشيسكو بالإضافة للجاهزية الكبيرة للاعبيه، على عكس الموسم الحالي الذي يدخل فيه الفريق الأزرق بقيادة البرازيلي روجيرو ميكالي الذي كُلف مؤقتاً بقيادة الفريق وسط ظروف إصابات الثنائي سالم الدوسري وسلمان الفرج كأبرز عناصر الفريق محلياً في السنوات الأخيرة. ويمثل الفرج ضابط إيقاع خط منتصف الفريق الأزرق وهو واحد من أبرز حلول الربط بين الجانبين الدفاعي والهجومي لفريقه، إضافة إلى أنه يملك حلولاً فردية حتى على جانب صناعة الأهداف أو تسجيلها في حال تقدمه لأداء الدور الهجومي لمحور الارتكاز وهو ما يظهر عليه خاصة في ظل مشاركة الفرج وبجواره الكولومبي جوستافو كويلار الذي عُرف بأدواره الدفاعية، وحتى في البطولة القارية التي شهدت مشاركته إلى جوار عبد الله عطيف ومحمد كنو. وفي جانب محور الارتكاز الذي يحضر فيه سلمان الفرج، لن يبدو الأمر مزعجاً على الأرجح في ظل امتلاك أسماء مميزة تحضر في ذات المركز يتقدمهم الدولي عبد الله عطيف الذي يتميز بأدواره التكتيكية العالية، بالإضافة لمحمد كنو الذي يجيد الأدوار الهجومية بالإضافة للاعب الشاب ناصر الدوسري الاسم الذي برز كثيراً الفترة الأخيرة وبات عنصراً أساسياً في قائمة فريقه. أما سالم الدوسري، فهو أحد أبرز الأسماء المميزة في خط الوسط على صعيد قارة آسيا لما يملكه من إمكانات فنية عالية وحلول فردية كبيرة تمنح فريقه التميز في صناعة الأهداف وتسجيلها، ويبدو غياب الدوسري عن تمثيل فريقه الفترة الحالية مصدر إزعاج لأنصار الفريق لما يمثله من قيمة فنية عالية. وسيعمل البرازيلي روجيرو ميكالي على إيجاد البديل المناسب لسالم الدوسري خاصة في ظل عدم جاهزية عبد الله الحمدان المنضم في يناير (كانون الثاني) الماضي لفريق الهلال، حيث سيعمل ميكالي على إسناد المهمة لهتان باهبري وبديله الأقرب اللاعب الشاب فواز الطريس الذي قد يجد في غياب الدوسري فرصة كبيرة له في البروز والمشاركة الأكبر مع الفريق منذ انضمامه صيف العام الحالي قادماً من فريق الاتفاق.
مشاركة :