يقول الأستاذ المشارك واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، الدكتور سعد الشريف إن عدم الحصول على نوم كاف يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان وسلامته وتعلمه وإنتاجيته وجودة حياته، مما ينعكس مباشرة على سلوكه وصحته النفسية وعلاقاته العائلية والاجتماعية. ويضيف الشريف "تؤثر اضطرابات النوم على الاقتصاد بشكل مباشر وغير مباشر، وفي دراسة علمية حديثة قمنا بنشرها في دورية طبيعة النوم وعلومه، لدراسة تأثير جودة النوم وزيادة النعاس أثناء النهار على الموظفين السعوديين، وجدنا أن جودة النوم منخفضة لدى 37.5% من عينة البحث، وأن 35.5% من العينة يستغرق الدخول في النوم لديهم أكثر نصف ساعة، أي ما قد يرجح إصابتهم بالأرق. كما أن حوالي 15% منهم يشعرون بنعاس متوسط إلى شديد أثناء النهار مما قد يضاعف خطر الوقوع في حوادث السير أو الآلات والمعدات بخمسة أضعاف. ويتابع قائلاً: "أظهرت الدراسة أن 50.3% من الذين يشعرون بأن جودة نومهم منخفضة سبق وتغيبوا عن العمل خلال الثلاثة أشهر السابقة للدراسة بسبب مشكلة متعلقة بالنوم، وأن 24% من عينة البحث سبق وأن وقع في خطأ أثناء العمل بسبب مشكلة متعلقة بالنوم خلال الثلاثة أشهر السابقة للدراسة، ووجدنا أن 15% من عينة البحث سبق وتناول حبوباً مساعدة على النوم خلال الشهر السابق للدراسة، وأغلبهم لا يتناولها بصورة متكررة، ولقد وجدنا أيضاً أن تناول الحبوب المنومة يؤدي لزيادة الأخطاء أثناء العمل إلى ما قد يصل للضعف (1.89 مرة)، بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يتناولون حبوباً تساعدهم على النوم، وأن التكلفة غير المباشرة لاضطرابات النوم عالية جداً وتفوق بكثير تكلفة التشخيص والعلاج. ويؤكد أننا نستنتج مما سبق أن لاضطرابات النوم وزيادة النعاس أثناء النهار أثراً كبيراً على صحة المجتمع واقتصاد الدولة، مما يؤكد أهمية البحث عن حلول لتخفيف هذه التأثيرات السلبية، وفي هذا الصدد، وفي ظل رؤية 2030 الطموحة أدعو إلى إنشاء مركز وطني مستقل لطب النوم برؤية واضحة لتحسين حياة الناس من خلال حصولهم على نوم أفضل لتحقيق القدر الأمثل من الصحة والرفاه والأداء لكل السعوديين، ويرتكز على ثلاثة أركان رئيسية وهي أولاً: تعزيز صحة النوم وتثقيف المجتمع، ثانياً: تقديم المشورة العلمية الرصينة بناءً على آخر ما توصل له الطب المبني على البراهين لتلبية احتياجات طب النوم ومرضى اضطرابات النوم في المملكة، ثالثاً: إجراء الأبحاث الطبية المتخصصة في طب النوم التي تفي باحتياجات الوطن وتحدد أولوياته في طب النوم. ويوضح أن "ورديات" أو "شفتات" العمل غير المنتظمة، التي تكون تارة في الصباح وأخرى في المساء أو منتصف النهار، قد تؤثر على الصحة العامة وهو نظام تحتاجه كثير من الجهات كالمستشفيات والقطاعات الأمنية والخدمية، وقد يناسب عمل الورديات بعض الأشخاص أكثر من غيرهم، وليس كل من يعمل في الورديات يصاب بمشاكل في النوم.
مشاركة :