قالت المحللة السياسية، لبنى فرح، إن الولايات المتحدة الأمريكية قررت سحب قواتها من أفغانستان، بسبب معاناة القوات الأمريكية هناك وبسبب انتقادات وجهت للرئيس جو بايدن. وأضافت لبنى فرح، أن الانسحاب سيكون كليا، على أن يتم إجلاء كل القوات الأمريكية المتواجدة هناك، بالإضافة إلى أن هناك تعاون مشترك بين الحكومة وبين الولايات المتحدة الأمريكية. كما أوضحت المحللة السياسية، أن أفغانستان لن تكون آمنة بعد انسحاب القوات الأمريكية، وستتدهور الأوضاع كثيرا لأن هناك انقسامات في الجالية الأفغانية، حيث أن هناك تنضم إلى إيران. وتابعت: “كل هذا سيخلق بؤرة جديدة للخلافات والمشاكل القادمة حيث أن إيران تحاول ضم الجماعات الشيعية إليها لكن باكستان ستسعى هي الأخرى بضم هذه الجماعات إليها لمواجهة هذا التدخل الإيراني”. ويرمي إعلان الرئيس جو بايدن المزمع اليوم الأربعاء عن سحب القوات الأمريكية بالكامل من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/ أيلول إلى إنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في وقت يحذر فيه معارضو هذه الخطوة من أن السلام ليس مضمونا على الإطلاق بعد قتال استمر عقدين. والتقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع مسؤولين في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل اليوم الأربعاء وقال إن القوات الأجنبية الموجودة تحت قيادة الحلف في أفغانستان ستغادر البلاد بالتنسيق مع الانسحاب الأمريكي بعد أن قالت ألمانيا إنها ستنفذ ذات الخطط الأمريكية. كما تحدث بلينكن عبر الهاتف مع قائد الجيش الباكستاني اليوم الأربعاء وناقش عملية السلام وفقا لما نشره بيان صادر عن المركز الإعلامي للجيش الباكستاني. وقال مسؤولون أمريكيون إن بايدن يعتزم الإعلان في البيت الأبيض عن سحب كل القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان وعددها 2500 جندي بحلول 11 سبتمبر أيلول. وبالانسحاب دون إعلان النصر تفتح الولايات المتحدة الباب أمام انتقادات بأن تلك الخطوة اعتراف فعلي بالفشل. ولذلك التاريخ مغزى كبير إذ أنه يأتي بعد مرور 20 عاما على اليوم الذي شن فيه تنظيم القاعدة هجمات على الولايات المتحدة مما دفع الرئيس آنذاك جورج دبليو بوش إلى بدء الحرب التي راح ضحيتها 2400 جندي أمريكي وبلغت تكاليفها ما يقدر بنحو تريليوني دولار. وكان حجم القوات الأمريكية في أفغانستان قد بلغ ذروته في 2011 عندما تجاوز 100 ألف جندي. وكان الرئيس بايدن يواجه مهلة تنتهي في أول مايو أيار حددها الرئيس السابق دونالد ترامب الذي حاول سحب القوات قبل أن يترك البيت الأبيض لكنه فشل. وسيسمح قرار بايدن ببقاء قوات في أفغانستان بعد الأول من مايو أيار لكن المسؤولين أشاروا إلى أن من الممكن رحيل القوات كلها قبل 11 سبتمبر أيلول. ومن المقرر عقد قمة عن أفغانستان يوم 24 أبريل نيسان في إسطنبول وتشارك فيها الأمم المتحدة وقطر.
مشاركة :