يحمل الزي التراثي إرثا مستمدا من الأجداد يمتاز بقيم تتنوع على الجانب الثقافي والاجتماعي، لتحكي قصصا ملهمة تصب في روافد وطنية امتزجت بمفاهيم المحافظة على موروثنا الغني والمتنوع لتعزز داخل المجتمع هويته الوطنية.وفي علاقة مع الخيط والإبرة امتدت لنحو 50 عاما أبدع علي بن محمد آل عبدالله - الملقب بـ»ابن سروان» - في تفصيل وخياطة الأزياء النجرانية القديمة للرجال والنساء بأنواعها المتعددة التي تتميز بدقة تفاصليها وتعدد ألوان خيوطها وأشكالها الهندسية الجميلة من خلال خبرة واسعة وبخامات وإمكانيات بسيطة. وتعلم هذه المهنة من والديه واستطاع خياطة أول ثوب وعمره لم يتجاوز الـ15 عاما، مبينا أنه من المتعارف عليه قديما الخياطة اليدوية بالخيط والإبرة إلى أن دخلت آلة الخياطة اليدوية ثم الكهربائية التي يعمل عليها حاليا في محله الشهير في حي أبا السعود.ووصف ابن سروان أنواع الأزياء القديمة التي تشتهر بها نجران قائلا: كان هناك «المزندة والمكمم» وتلبسها النساء، وأشهر أنواع الثياب الرجالية «المذيل» والثوب العادي، لافتا إلى أن الخبرة التي اكتسبها جعلته يعرف بشكل نظري مقاس الأشخاص وعدد الأمتار التي يحتاجها من القماش.وتغنى شعراء منطقة نجران بحياكته واشتهرت في المنطقة وسميت «دقة ابن سروان» وذكرها الشعراء قديما كقول أحدهم: ودي بثوب ألبسه من دق ابن سروان، من زين تفصيله ومنقوش وراه.
مشاركة :