أعلن رسمياً في مدينة جنيف السويسرية صباح اليوم الاحد 20 سبتمبر 2015 عن تأسيس الفدرالية العربية لحقوق الانسان، وذلك على هامش انعقاد اجتماعات الدورة الثلاثون لمجلس حقوق الانسان. وبهذه المناسبة صرح الناشط الحقوقي عيسى العربي رئيس اللجنة التأسيسية للفيدرالية، أن اللجنة التأسيسية للفدرالية عقدت اجتماعها التاسيسي في مدينة جينف السويسرية بعد عدة اجتماعات ولقاءات اختصت ببلورة فكرة الفيدرالية التي انبثقت من الحاجة الملحة للمنظمات العربية لتوحيد الجهود نحو عمل حقوقي متكامل وبناء بالوطن العربي، وللعمل على تحسين واقع حقوق الانسان بالدول العربية انطلاق مما ستقدمه الفيدرالية من دعم وتعاون وتنسيق بين مختلف الاطراف الفاعلة في مجال حقوق الانسان. وحول اهداف الفيدرالية اوضح العربي من جنيف، أن أهداف الفدرالية تتمحور حول تعزيز دعم المبادئ العالمية لحقوق الإنسان كما ترسخت بالاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهود والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية، التي تمثل الشرعة الدولية لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني، بالاضافة الى أن الفيدرالية ستسعى إلى تسخير كافة امكاناتها لتحسين واقع حقوق الإنسان في الوطن العربي، والعمل على نشر الوعي المجتمعي والمؤسساتي بها وارساء مبادئ المساواة والعدالة والمواطنة المتساوية والتعايش السلمي بين مختلف اطياف المجتمع. كما ستعمل الفيدرالية على دعم برامج تعزيز وتمكين المراة العربية، والدفاع عن حقوقها ودعم الجهود الدولية والاقليمة الخاصة بحماية المراة والطفل. اضافة الى أن الفيدرالية ستأخذ على عاتقها المطالبة بتفعيل برامج حماية حقوق المهاجرين العرب بدول العالم. وسوف تركز الفيدرالية على تعزيز روابط التضامن العربي في مجال حقوق الإنسان وتحقيق المشاركة الكاملة بين مختلف الاطراف المعنية بتحسين وتطوير وحماية حقوق الانسان، بما يعزز من الالتزام العربي والدولي بها، بما في ذلك مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الغير حكومية والحكومات والهيئات الاقليمية والعربية كجامعة الدول العربية والامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي. وقال أن اللجنة التأسيسية ستستمر بتسيير أعمال الفدرالية لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد، وذلك حتى عقد الاجتماع الأول الذي ستنتخب فيه امينها العام واعضاء الامانة العامة للفيدرالية، وقال العربي أنه سيتم خلال هذه الفترة فتح باب العضوية للمنظمات الغير حكومية العاملة في مجال حقوق الانسان، ولمؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بمجالات حقوق الانسان وحماية الحقوق والحريات بجميع الدول العربية او تلك المختصة بالقضايا والهوية العربية، وسوف تتيح الفيدرالية للجميع الانخراط في اعمال الفيدرالية ومراجعة النظام التاسيسي الذي اقرته اللجنة التاسيسية، مسترشدةً بخبراء في مجال حقوق الانسان والقانون الدولي، وبمراكز الاستشارات العالمية المرموقة يتقدمهم مركز تريندز للبحوث والاستشارات الذي اسهم في بلورة التصور النهائي للفيدرالية. وستتولى اللجنة التاسيسية العمل على فتح باب العضوية للمنظمات والجمعيات والمراكز والمؤسسات الاهلية المعنية بحقوق الانسان في الوطن العربي ومناقشة مرئياتهم حول النظام الداخلي للفيدرالية، وتفعيل مشاركتهم فيها، تمهيدا لاقراره مع اللوائح والتنظيمات الهيكلية الخاصة بعمل وادارة وتنظيم الفيدرالية، والذي من المقرر ان يعقد في يناير من العام 2016 . وفيما يتعلق بفكرة انشاء الفدرالية العربية لحقوق الانسان، اوضح العربي بانها جاءت نتاج بحث معمق لحالة حقوق الانسان في الوطن العربي التي يغلب عليها طابع الصراع وتشتت الجهود بين مختلف الاطراف الفاعلة في مجال حقوق الإنسان، وهي الحالة التي اسهمت في تعميق وتوسيع انتهاكات حقوق الانسان وتراجع منظوماتها وتشريعاتها الوطنية، وهو الامر الذي ستسعى الفيدرالية الى تجسيره ومعالجته على نحو ايجابي وبناء بما يحقق التكامل والتفاعل المشترك بين منظمومات حقوق الانسان والحريات بالوطن العربي، ولتكون الفيدرالية العربية لحقوق الانسان هي المرجعية العربية الاولى في كل ما يعنى بقضايا حقوق الانسان بالوطن العربي، ولتدير حراكه العربي والاقليمي والدولي مع مختلف الهيئات الاممية المعنية بحقوق الانسان، ومع المنظمات الغير حكومية الدولية والاقليمية على حدى سوءا. واوضح عيسى العربي رئيس اللجنة التاسيسية للفيدرالية، ان الفيدرالية هي مبادرة مدنية عربية مستقلة، تسعى إلى بناء تحالف متخصص من المنظمات والمؤسسات والمراكز الغير حكومية المعنية بحقوق الانسان والممثلة بالمجتمع المدني بالوطن العربي، من أجل تعزيز مساهمتهم في تحسين واقع حقوق الانسان، وتفعيل مشاركتهم في تطوير وموءامة التشريعات الوطنية مع التشريعات الدولية، والعمل على نشر ثقافة حقوق الانسان بالمجتمع، وتعميق مفاهيم السلام والتسامح والمصالحة الوطنية بين جميع مكونات المجتمع، ونبذ العنف والارهاب والتطرف بجميع صوره واشكاله، والعمل على تحقيق العدالة والحرية والتنمية للمجتمعات والدول العربية. جدير بالذكر ان القائمين على تاسيس الفيدرالية العربية لحقوق الانسان هم مجموعة من المنظمات العربية والجمعيات والمراكز الخليجية والعربية المعنية بحقوق الانسان، حيث ياتي التاسيس بعد عمل دؤوب استمر لاكثر من عام تمت فيه بلورة رؤية وهوية ورسالة الفيدرالية بناء على دراسة الواقع العربي والاقليمي بغية الوصول الى افضل التنظيمات التي تحقق اهداف القائمين عليها، وتعمل على تحسين واقع حقوق الانسان بالوطن العربي. جنيف في 20 سبتمبر 2015.
مشاركة :