أقرّ المدرّب هانزي فليك أنه يفكر جدياً بمستقبله في بايرن ميونيخ بعدما تنازل العملاق الألماني عن لقبه بطلاً لدوري أبطال أوروبا، بخروجه من ربع النهائي على يد وصيفه باريس سان جيرمان الفرنسي، فيما أشاد الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي بفريقه لتجاوز عقبة بورتو البرتغالي وحجز مكاناً بقبل النهائي رغم الخسارة بهدف نظيف. ورغم فوزه على صاحب الأرض في العاصمة الفرنسية 1 - صفر بهدف سجله الكاميروني إريك ماكسيم تشوبو - موتينغ (مهاجم سان جيرمان السابق)، ودّع بايرن المسابقة القارية الأهم لخسارته ذهاباً على أرضه 2 – 3، لتتحول كل الأنظار صوب هانزي فليك، الذي قال بعد المباراة: «الجميع يعلم بأني أفكر بمستقبلي»، ليزيد التكهنات المتعلقة برحيله عن البايرن، والخلاف مع المدير الرياضي حسن صالح حميديتش. وأعرب فليك (56 عاماً) عن فخره بالطريقة التي نقل بها فريقه المعركة إلى فرنسا وفوزه هناك بهدف نظيف، لكن يبدو أن انزعاجه من توديع البطولة بشكل يتسم بسوء الحظ جعله يتخلى عن حذره مصرحاً بأنه يدرس العمل كمدير فني للمنتخب الألماني، وما إذا كان الوقت أصبح مناسباً للرحيل عن البايرن بعد أن فاز بستة ألقاب في 18 شهراً تولى فيها مسؤولية تدريب الفريق. وأوضح لشبكة «سكاي» الرياضية: «تتساءل وسائل الإعلام دائماً عما سيحدث، ما الذي سيتطور بعد ذلك، أريد الآن استيعاب الإقصاء من دوري الأبطال وتقييم الوضع». وكانت مصادر مقربة من البايرن قد أشارت في الأيام الماضية إلى توتر العلاقة بين فليك وحميديتش، على خلفية سياسة الانتقالات في الإدارة، لا سيما فيما يتعلق بقرار عدم التجديد لقلب الدفاع جيروم بواتنغ. في مواجهة هذه التوترات، يرفض فليك تأكيد استمراره مع النادي البافاري الموسم المقبل من خلال التهرب بشكل منهجي من هذه المسألة رغم تردد اسمه كأبرز مرشح لتسلم مهمة الإشراف على المنتخب الألماني بعد نهائيات كأس أوروبا الصيف المقبل، خلفاً للوف الذي سيترك المنصب بعد البطولة القارية. وكان فليك يعمل كمدرب مساعد للوف، عندما توج المنتخب الألماني بكأس العالم 2014. ومن المؤكد أن البايرن تأثر كثيراً بالغيابات العديدة في صفوفه، لا سيما هدافه الفتاك البولندي روبرت ليفاندوفسكي في مباراتي الذهاب والإياب أمام سان جيرمان. ومنذ أن وصل فليك إلى دفة القيادة، أحرز بايرن جميع الألقاب الستة الممكنة خلال الأشهر الـ12 الماضية، بينها دوري الأبطال حين توج بطلاً في العاصمة البرتغالية لشبونة للمرة السادسة في تاريخه بفوزه على سان جيرمان بهدف وحيد. لكن الوضع مختلف هذا الموسم، إذ ودّع رجال فليك مسابقة الكأس مبكراً، قبل أن يتنازلوا عن لقب دوري الأبطال، ما يجعل الدوري الألماني أملهم الوحيد بإحراز لقب هذا الموسم. لكن الأمر ليس محسوماً أيضاً في الـبوندسليغا بما أنه لا يتقدم سوى بفارق 5 نقاط عن لايبزيغ الثاني قبل ست مراحل على نهاية الموسم بعد تعثره السبت الماضي بالتعادل على أرضه أمام أونيون برلين (1 - 1). ولمح فليك إلى أنه غير سعيد بالوضع الحالي في بايرن بالقول: «عائلتي ستساندني على الدوام بغض النظر عما سأفعله... ما يهمها هو أن أستمتع بالعمل الذي أقوم به». وقبل مباراة الإياب أمام سان جيرمان، سعى فليك جاهداً للتقليل من أهمية الخلاف في وجهات النظر مع حميديتش، قائلاً: «المسألة لا تتعلق بصالح، أو أنا، بل بالنادي. هو يقوم بعمله أنا أقوم بعملي، نحن نركز على ما هو مهم بالنسبة للنادي. وما يدار من كلاك عن خلافات مجرد شائعات». لكن الأمور تبدو جلية تماماً بالنسبة لنجم بايرن السابق لوثار ماتيوس الذي قال مباشرة بعد انتهاء مباراة باريس: «إنها المباراة الأخيرة في دوري الأبطال لهانزي فليك مع بايرن»، متوقعاً بالتالي ألا يوجد الأخير مع النادي البافاري لما بعد نهاية الموسم الحالي، وزاعماً أن إدارة النادي تواصلت مع المدرب الحالي للايبزيغ يوليان ناغلسمان لتولي المهمة. في المقابل، لم يحتج سان جيرمان لأكثر من ثمانية أشهر للثأر من بايرن ميونيخ لخسارته نهائي الموسم الماضي بهدف وحيد. وكان النادي الباريسي قطع أكثر من نصف الطريق نحو الثأر لخسارة نهائي 2020 بفوزه ذهاباً في ميونيخ 3 - 2 بفضل ثنائية كيليان مبابي وهدف البرازيلي ماركينيوس الذي غاب عن لقاء الإياب بسبب الإصابة. وسيخوض سان جيرمان نصف النهائي للمرة الثالثة بعد 1995 حين انتهى مشواره على يد ميلان الإيطالي، و2020 حين تخطى الفريق الألماني الآخر لايبزيغ قبل أن يخسر النهائي الأول في تاريخه على يد بايرن. وكال الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب باريس سان جيرمان المديح للاعبيه لقتالهم من أجل إزاحة حامل اللقب، ومذكراً البايرن بأن كرة القدم إلى جانب أنها جميلة فإنها ترتبط بالصراع. ولن يشعر بوكيتينو، الذي سبق أن قاد توتنهام هوتسبير إلى نهائي دوري الأبطال قبل إقالته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، بسعادة مبالغ فيها وقال: «حتى إذا كنا أخرجنا برشلونة (في دور الستة عشر) وبايرن، فإن كل فرق قبل النهائي تملك الفرصة نفسها لحصد اللقب». واعتبر بوكيتينو أن تعليقات لاعبي بايرن الواثقة قبل المباراة كانت طبيعية ومنطقية وأوضح: «من الطبيعي أن يشعر المنافس بالثقة فهو فريق فاز بكل شيء وكان يعتقد أنه المرشح الأكبر. كرة القدم لعبة جميلة لكنها أيضا لعبة لا يمكن الشعور فيها أبداً باليأس ويجب الصراع فيها وهذا ما قام به فريقي». وقال الأرجنتيني أنخل دي ماريا مهاجم سان جيرمان: «أعتقد أن الفريق الأفضل تأهل. كانوا أفضل فريق العام الماضي، كانوا الأبطال لكننا هذا العام أفضل منهم. لهذا السبب وصلنا إلى الدور نصف النهائي». وبدوره، بلغ تشيلسي نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 2014 رغم سقوطه أمام «ضيفه» بورتو بهدف نظيف من مقصية رائعة للبديل الإيراني مهدي طارمي في الوقت بدل الضائع في ملعب «رامون سانشيز بيسخوان» في إشبيلية الإسبانية، مستفيداً من تفوقه عليه 2 - صفر ذهاباً بالملعب نفسه. ويأمل المدرب الألماني توماس توخيل الذي أعاد هيكلة تشيلسي منذ وصوله في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يكرر أقله إنجاز العام الماضي عندما بلغ مع فريقه السابق باريس سان جيرمان المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ. وقال توخيل: «كانت معركة صعبة جداً. ربما لم تكن أجمل مباراة لمشاهدتها على التلفاز ولكن من مقاعد البدلاء كانت مباراة عصبية وسريعة. كان من الصعب اللعب ضدهم والخروج من الضغط بشكل عام، كنا نستحق التفوق على بورتو على مدى 180 دقيقة». وفي 18 مباراة تحت إشراف توخيل في جميع المسابقات، خسر تشيلسي مباراة واحدة (قبل مباراة الإياب مع بورتو) كانت في الدوري أمام وست بروميتش منذ قرابة العشرة أيام بعد سلسلة من 14 مباراة من دون هزيمة. وكانت آخر مشاركة لبطل أوروبا عام 2012 في المربع الذهبي في عام 2014 عندما خرج على يد أتلتيكو مدريد الإسباني، علماً بأنه أخرجه من ثمن النهائي هذا الموسم، فيما فشل بورتو في التأهل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2004 عندما توج بلقبه الثاني في البطولة مع المدرب جوزيه مورينيو بعد أول عام 1987. وهذه المرة الثامنة التي يحسم فيها تشيلسي مواجهة ربع النهائي لصالحه في آخر تسع مناسبات حيث كان الخروج الوحيد في هذه السلسلة المميزة أمام مانشستر يونايتد عام 2011. في المقابل، وصف سيرجيو أوليفييرا لاعب وسط بورتو خروج فريقه بأنه «محبط وحزين» وتحسر على تسجيل الهدف بشكل متأخر، وقال: «مع وجود أفضلية بفارق هدفين، أعتقد أن تشيلسي لعب من أجل إيقافنا. أراد المنافس تهدئة إيقاع المباراة وامتصاص حماسنا. أعتقد لو كنا نتقدم بهدفين لفعلنا الأمر ذاته». وأضاف: «لسوء الحظ سجلنا قرب النهاية. كان هدفنا هو تسجيل الهدف الأول بأسرع وقت ممكن لكن لسوء الحظ لم يكن بوسعنا أن نفعل ذلك».
مشاركة :