المحن والمصائب.. فرصة لتغيير إيجابي

  • 4/15/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يأتي علينا رمضان هذا العام ليس كأي رمضان مررنا به من قبل، حيث فقد العديد من إخواننا وأخواتنا للأسف أحباءهم نتيجة فيروس كورونا على مدى الأشهر القليلة الماضية، بينما آخرون داخل المستشفيات بسبب العدوى، كل هذا بينما تسببت حالات الإغلاق في معظم الدول بمعاناة العديد من إخوتنا وأخواتنا من ضائقة مالية شديدة، في حين أن آخرين بعيدون عن أسرهم وأهلهم وأصدقائهم، والكثير منا محرومون من فضل صلاة الجمعة وصلاة التراويح والاجتماع معاً على مائدة الإفطار. في خضم كل هذه السلبية والظلام، كيف يمكن أن نرى أي شعاع ضوء أو بصيص أمل لتجاوز هذه المحن والمصائب لتنعكس علينا براحة واطمئنان؟ وكيف نواجهها لنظهر كأقوى أمة في صفاتنا وتفكيرنا وفهمنا لديننا حتى نتسنم المكانة الرفيعة والمنزلة السامية التي أرادها الله لنا في هذه الدنيا، شهداء على الناس في سبيل دينه، حتى نتمكن من تحقيق النجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة؟ وتؤكد الأستاذة هند الوهيب - المختصة بأصول الفقه - أنه يكون من الصعب في بعض الأحيان أن نرى أي شعاع ضوء أو بصيص أمل في ظل الظروف الحالية، ومع ذلك فإننا بوصفنا مسلمين، يخبرنا ديننا الحنيف أن الاختبارات والمحن، والمصائب والويلات توفر لنا فرصة للعود الحميد والإنابة، لذلك فإن الابتلاءات والويلات تقدم لنا نحن المسلمين فرصة لنثبت لخالقنا سبحانه وتعالى أننا مخلصون في إيماننا أوفياء لديننا، إذا استثمرناها كوسيلة لكسب المزيد من التقرب إلى الله والخضوع له سبحانه وتعالى، إنها فرصة سانحة لنا لتقييم أنفسنا سواء على الصعيد الفردي أو بصفتنا أمة حول نقاط ضعفنا وتقصيرنا في طاعة الله تعالى والتزام جميع أوامره حتى نتمكن من التغلب على جميع هذه الصعاب ونصبح أكثر عبادة لله عز وجل. كما أنها أيضاً فرصة للتفكير في حالة العالم الذي نعيش فيه، والنظم والمبادئ والقوانين التي تحكم البلاد والتي تزيد من حدة الأزمات التي تؤثر على الأمم، بما في ذلك الوباء الحالي (كوفيد- 19)، فضلاً عن أنها تتسبب في جبل المشاكل التي نرى البشرية تعاني منها اليوم، إنها فرصة للتفكير في كيفية تغيير كل هذا، لذا فإن الاختبارات والمحن هي فرصة لإحداث تغيير إيجابي حقيقي داخل أنفسنا وبلادنا وعالمنا. مواجهة الظروف أجدى من البكاء على الماضي

مشاركة :