قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمس، بعد اجتماع مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إن البلدين اتفقا على إجراء محادثات بشأن ترسيم مناطقهما البحرية في البحر المتوسط، فيما أكد المنفي بذل كل الجهود الممكنة من أجل مغادرة جميع الميليشيات الأجنبية لليبيا، مشدداً على أهمية ضمان سيادة واستقلال ليبيا المرتبط بالخروج النهائي لجميع الميليشيات. وفي بيان بعد الاجتماع قال ميتسوتاكيس إنه اتفق مع المنفي على استئناف المحادثات بين اليونان وليبيا فوراً بشأن ترسيم حدود المناطق البحرية. وقال ميتسوتاكيس إن اليونان تسعى إلى إعادة ضبط العلاقات مع ليبيا، التي توترت بسبب توقيع حكومة «الوفاق» اتفاق الحدود البحرية عام 2019 مع تركيا. بدوره، أوضح المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي أن المنفي بحث خلال زيارته إلى اليونان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين طرابلس وأثينا، ومناقشة كافة القضايا العالقة وتبادل وجهات النظر حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأعرب المنفي خلال زيارته لليونان عن امتنانه لإعادة فتح السفارة اليونانية في طرابلس والقنصلية في بنغازي، مبدياً الرغبة في توطيد الشراكة الاقتصادية والثقافية والتعليمية والأمنية بين الجانبين، مشيراً إلى ضرورة تفعيل آليات التعاون المشترك، وخاصة في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة. وأكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي على أهمية تفعيل عمل اللجان المشتركة حاليًا تمهيدًا لأي اتفاقات مستقبلية، يمكن أن تبرمها السلطة القادمة المنتخبة، بما في ذلك قضية ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية. وقال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي إن اليونان تريد سحب ليبيا من مجال السيطرة التركية وهي رغبة الاتحاد الأوروبي وأميركا أيضاً، مؤكداً أن اليونان تبحث عن مصالحها كغيرها من الدول أيضاً لأن لديها الرغبة في المشاركة في إعادة الإعمار وعقود التدريب، موضحاً أن الوفدين ناقشا التعاون التجاري والمعلوماتي فيما يخص الهجرة غير الشرعية وعقود إعادة الإعمار والتدريب البحري. ولفت المهدوي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إلى أن الزيارات الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة الليبية تأتي في إطار حرص حكومة الوحدة الوطنية على إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، مشيراً إلى أن الدبيبة يحاول استمالة الجانب التركي بالعقود والاتفاقات التجارية كتعويض لهم عن الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه تركيا وهو نفس الأسلوب الذي سيلجأ له الدبيبة خلال زيارته لموسكو. من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة عمر المختار الليبية يوسف الفارسي وجود صراع قائم بين اليونان وتركيا في شرق المتوسط ومحاولتهما التقرب من ليبيا بتوقيع اتفاقات بحرية للاستفادة من المقومات الاقتصادية المتمثلة في الطاقة والغاز، مشيراً إلى الموقع الفريد لليبيا، ما دفع الدبيبة لزيارة تركيا ورئيس المجلس الرئاسي لزيارة اليونان لمناقشة إعادة ترسيم الحدود بين البلدين. وأوضح الفارسي لـ«الاتحاد» أن الزيارتين والتسابق التركي اليوناني لفتح قنوات تواصل مع السلطات الليبية الجديدة هدفه النقاش حول الاتفاقات الموقعة بين طرابلس وأنقرة، في عهد الحكومة الليبية السابقة برئاسة فايز السراج، مؤكداً أن اليونان وتركيا تسعيان لاستئناف المفاوضات حول النزاعات البحرية في المتوسط وكلتاهما تسعيان لتحالف مع ليبيا. وكانت المتحدثة باسم الحكومة اليونانية، أريستوتيليا بيلوني قد أكدت أن ليبيا مستعدة لمناقشة قضية ترسيم المنطقة البحرية مع اليونان، بعد زيارة رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلى طرابلس، مشيرة إلى أن السلطات الانتقالية الليبية اقترحت تشكيل لجنة فنية لمراجعة القضية. في المقابل، كان رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، قد أكد على أهمية حماية حقوق اليونان وتركيا، مشيراً إلى أنهم وقعوا على الاتفاقية مع تركيا بخصوص المنطقة الاقتصادية، وأن ليبيا مستعدة لتأسيس لجنة مشتركة مع اليونان لبدء محادثات حول ترسيم حدود الاختصاصات البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة. إلى ذلك، أعلنت سفيرة فرنسا لدى ليبيا عن مساهمة بلادها بمبلغ بمليون يورو لتنظيم الانتخابات الوطنية الليبية في 24 ديسمبر المقبل عبر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات. ووقعت سفيرة فرنسا في ليبيا، بياتريس لو فرابر دو هيلين، اتفاقية مع الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جيراردو نوتو، تلتزم بموجبها فرنسا بتقديم مليون يورو لدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز الانتخابات من أجل الشعب الليبي. ويعمل المشروع على دعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في التحضير للانتخابات الوطنية وإجرائها.
مشاركة :