السلوك، مكتسب أم موروث !

  • 1/29/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

السلوك عادة هو الطباع التي يتطبع بها البشر من خلال المحيطين بهم أو من يبقوا معهم فترة طويلة بالقرب منهم، فأغلب تصرفات الناس تكون من ضمن السلوك سواء كان هذا التصرف حسناً أم قبيحاً . فالحرص على النشء لاكتسابهم سلوكاً حسناً يجعل الكثير منا لا يتصرف أمامهم باي من التصرفات السيئة، اذاً كيف يتم ترسيخ السلوك الحسن فيمن حولنا؟ قبل الإجابة على هذا السؤال نريد أن نتحدث عن سلوكياتنا نحن ومن أين اكتسبناها؟ وهل نحن تعلمنا ما نقوم به من أفعال؟ أم كان ذلك سلوك مكتسب من المنزل أو المدرسة أو البيئة . هناك سلوك موروث وسلوك مكتسب، فالحياة مدرسة بحد ذاتها فمن تَعَلم منها الشيء المفيد فقد نجح، وكانت أيامنا ونحن صغار المعارف شحيحة جداً ولم تكن كوقتنا الآن، فكنا نكتسب الأشياء من كبار السن ونقلدهم ونقوم بها، لذلك تجد أغلب من عاش فترة الستينات والسبعينات ميلادي تجده يقلد اباه في أغلب تصرفاته وأكتسب منه اشياء كثيرة وتعلمها بسرعة كونه يراها من الرجولة التي يحتاجها وهو صغير، فكنا نتلقى القصص منهم ونسمعها ونحفظها ونرددها على أصحابنا، وكانوا يعلموننا الآداب في المجالس وكيفية السلام على الكبير “حِب رأس عمك ” كلمة نسمعها كل وقت حتى أصبحت عادة لدينا في تقبيل رأس الكبير واحترامه . فاكتساب السلوك الحسن يكون من البيئة التي حولنا، فمثلاً اكتساب الحوار والتحاور بلطف ولباقة كيف يكون ؟ هل هو من المنزل أو المدرسة اكتساب المهارات؟ فاذا كان معلم الصف ينشر مبدأ الحوار بين طلابه فأن الطلاب سوف يكتسبون هذا المبدأ دون تردد والعكس في ذلك قد يؤثر على سلوكهم، كذلك الولاء والوطنية فهي من المكتسبات المهمة التي يكتسبها كل مواطن ممن حوله، وقد ثبت أن تدريس “الوطنية” وتلقين “لغة الحوار” بأنه أمر لا يجدي ولا يفيد إنما يكون ذلك بالاكتساب ممن حولنا . وللإجابة على السؤال أقول: ان الولاء والقيم والإخلاص والعادات الحسنة تكون بالاكتساب لا بالتلقين أو الحفظ، فلنحرص على أن يكسب من حولنا ما هو مفيد وجميل لهم في حياتهم . رأي : محمد الشويعر m.alshuwaier@saudiopinion.org

مشاركة :