أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال استقباله مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيش، اليوم (الأربعاء) استمرار مساعي مصر للوصول إلى "تسوية شاملة" للأزمة الليبية، تضمن خروج المرتزقة ووقف أية تدخلات أجنبية ترسخ الانقسام. وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن شكري استقبل اليوم كوبيش، الذي أطلع الوزير المصري على نتائج اتصالاته الأخيرة مع الأطراف المعنية بالأزمة الليبية. وعبر كوبيش عن تقديره لجهود مصر الرامية إلى دعم التسوية في ليبيا وتطلعه لاستمرار وتيرة التنسيق مع القاهرة في هذا الشأن. بينما أكد شكري خلال اللقاء "استمرار مصر في بذل مساعيها الرامية إلى تحريك مختلف مسارات الملف الليبي وصولا إلى تسوية سياسية شاملة على نحو يحفظ وحدة ليبيا، ويضمن خروج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب منها، ويصون مقدرات شعبها ومؤسساته الوطنية، وبما يحقق تطلعات الشعب الليبي للاستقرار والنماء". وشدد على "أهمية التزام مختلف الأطراف بتنفيذ مخرجات ملتقى الحوار الوطني، وبالاستحقاقات الانتخابية وفق الأُطر الزمنية المتفق عليها". وأشار إلى "ضرورة وقف أي تدخلات أجنبية غير بناءة ترسخ الانقسام الليبي"، ولفت إلى "دعم مصر لأعمال لجنة 5+5 المنبثقة عن مسار برلين، باعتبارها الجهة المعنية بملف توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية". وأبدى شكري كذلك دعم مصر للجهد المتصل الذي يقوم به المبعوث الأممي في مهمته للتوصل إلى الحل السياسي الذي يخدم الشعب الليبي ويحقق له طموحاته المشروعة في ليبيا مستقرة ومزدهرة. وانتخبت الأطراف الليبية المشاركة في ملتقى الحوار السياسي سلطة تنفيذية جديدة خلال اجتماع في جنيف برعاية الأمم المتحدة في مطلع فبراير الماضي. وتقود الحكومة الجديدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، البلاد حتى إجراء الانتخابات المقررة في نهاية العام الجاري. وقبل نحو خمسة أشهر، توافق أعضاء ملتقى الحوار السياسي الـ 75 خلال اجتماع في تونس، على إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر القادم. وقبيل ذلك، تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق نار دائم في ليبيا نهاية أكتوبر الماضي، أنهى الصراع العسكري بين قوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني. وعانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.