المصدر: تمام أبوصافي: تمام أبوصافي : قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البحرين عبدالله بن عبدالملك ال الشيخ ان السعودية لن تقف مكتوفة الايدي امام أي تهديد او مساس بأمن الخليج العربي من أي طرف كان، واصفاً محاولات ايران زعزعة استقرار وامن الخليج بــالعبث الذي يشبه من يحاول ان يضرم النار ببيت جاره دون ان يضع في اعتباره ان هذه النيران ستصل الى بيته. واشار السفير ال الشيخ في حوار مع صحيفة الأيام بمناسبة حلول الذكرى الـ85 لليوم الوطني لتوحيد المملكة العربية السعودية الى ان بلاده تحترم حق أي دولة بامتلاك التقنية النووية السلمية ما لم يتحول هذا الحق لمصدر تهديد فعندها -حسب السفير ال الشيخ- تكون جميع الخيارات متاحة امام بلاده من اجل الدفاع عن امن واستقرار الخليج وسيادته. وفي الشأن البحريني جدد السفير ال الشيخ رفض بلاده لاي اساءة للبحرين وانجازاتها الحقوقية والاصلاحية واخرها البيان المشترك الذي قادته سويسرا في مجلس حقوق الانسان، معتبرا ان الموقف الخليجي موحد وحازم ولا يتهاون مع أي مساس بأمن وسمعة البحرين. وفي الملف اليمني اعتبر السفير ال الشيخ ان عامل الزمن في العمليـات العسكرية ليس عامل استنزاف بل حرص على انتقاء الاهداف بعناية وفي نفس الوقت اعادة شرعية بلد اختطف من قبل متمردين، مؤكدا على انه لو كان الهدف من العمليات العسكرية فقط التدمير او الثأر لحسمت قوات بلاده الوضع بأيام او اسابيع قليلة على اعلى تقدير. وشدد السفير ال الشيخ على التزام بلاده بإعادة اعمار اليمن ومساعدة الشعب اليمني، موضحا ان ما تم تدميره بفعل عمليات قوات التحالف لا يشكل شيئاً امام مدن وبنى تحتية ومرافق تعليمية استهدفها المتمردون. وفي الملف الانساني السوري كشف السفير ال الشيخ عن ان اعداد السوريين في المملكة العربية السعودية يصل الى 2 مليون وخمسمائة الف سوري من بينهم 100 الف سوري يدرسون في الجامعات السعودية، رافضا تماماً تحويل معاناتهم لما اسماه البوم صور للتدليل على مواقف السعودية الانسانية، معتبراً وجودهم على ارض المملكة بمثابة وجود الاشقاء بين اهاليهم وليسوا بــلاجئين. وفي سياق الحرب على الارهاب اكد السفير على ان بلاده مستمرة في حربها على ما يعرف بتنظيم الدولة داعش على ارضها وعبر جهودها الامنية مع اصدقائها واشقائها، معتبرا ان جهود السعودية -التي عانت منذ زمن من الارهاب- لا تقاس بــأزيز طائرة كونها حرب ليست تقليدية. وفيما يلي نص المقابلة: * تحتفل المملكة العربية السعودية يوم 23 سبتمبر الجاري باليوم الوطني الـ85 لتوحيد المملكة، كيف تقرؤون اليوم مسيرة المملكة العربية السعودية وعقودا طويلة من البناء والتطور والرفعة في منطقة تحيطها التحديات والصراعات؟ - بلا شك المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تزدهر وترتقي بما يحاكي طموح كل مواطن سعودي سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي، المملكة منذ عهد مؤسسها وموحد كيانها الملك عبدالعزيز ال سعود وعلى مدار عقود طويلة تولى فيها الحكم انجاله حتى يومنا هذا ولم تتوقف عجلة البناء والتطوير لما يخدم المواطن السعودي وما يخدم ابناء الخليج العربي والامة العربية والاسلامية ولخدمة الانسانية، وهذه الجهود والانجازات التي وجدت طريقها الى الكثير من دول العالم العربي والاسلامي سواء عبر مشاريع انسانية او اسهامات اقتصادية او جهود اغاثة جعلت الكثير من دول العالم تنظر بعين التقدير والامتنان لجهود السعودية وتطلق عليها اسم مملكة الانسانية هذا النهج الانساني ليس بالامر الجديد، فمنذ قيام الدولة السعودية وهي تنتهج نهجاً انسانيا ولها جهود كبيرة في هذا الاتجاه، وقد شهدت المملكة منذ تأسيسها قفزات هائلة في عدة مجالات سواء العمراني او الاجتماعي او الصحي او المراة، اليوم نتحدث عن مراكز متقدمة في مجال الخدمات الطبية، كذلك التعليم عندما نتحدث ايضا عن 37 صرحا تعليميا جامعيا موجودا في السعودية، ما بين جامعات حكومية يصل عددها الى 24 جامعة واخرى جامعات خاصة تستقطب الطلبة من جميع الدول العربية وتحظى بدعم كبير من قبل الدولة، كذلك عندما نتحدث عن الارتقاء بالمواطن والتركيز على الاستثمار بالانسان السعودي وتطوير مهارته وخبراته، هذا الى جانب التطور الاقتصادي والعمراني عندما نتحدث عن مشاريع تقدر قيمتها بمئات المليارات في الحرمين الشريفين، والمشاريع في المدن السعودية المختلفة سواء مشاريع البنى التحتية او العمران، نعم كما اشرت، كانت عقودا طويلة من الزمن ركزت القيادة السعودية على تطوير المملكة وارتقائها دون ان يخلو الامر من التحديات المختلفة. * شهدنا خلال الشهور الماضية تحركات سريعة ازاء أي سلوك او تقصير من قبل اي جهة رسمية او اهلية، منها على وجه المثال اقالة موظفين في الدولة، تعامل سريع مع أي حدث ينجم عن تقصير او تخاذل، امام تحركات سياسية كثيرة على مستوى السياسيات الخارجية، هل نحن اليوم نشهد كتابة فصل جديد من فصول تاريخ السعودية عنوانه الحزم؟ - بلا شك اننا اليوم امام عهد تاريخي عنوانه سلمان الحزم، عندما نتحدث على وجه المثال عن حادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي فنعود الى ما قاله خادم الحرميين الشريفين ان سلامة ضيوف الرحمن تشكل اولوية قصوى بالنسبة لنا وهي خط احمر لا يمكن تجاوزه وبالتالي ايماننا بالقضاء والقدر لا يلغي التحقق ومحاسبة أي طرف مسؤول عن ما حدث، وقيسي على ذلك التعاطي مع أي تقصير من مسؤول او مؤسسة رسمية او اهلية، لقد عرف دوماً عن الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكمة والحزم وقربه من الناس وتواصله مع المواطنين، والتعاطي مع مشكلاتهم واحتياجاتهم وادراك طموحاتهم، كان دائماً تعاطيه جاداً وحازما منذ ان كان اميرا لامارة الرياض، كان دائما محباً لوطنه وللناس دون ان يتخلى عن حكمته وحزمه. * لطالما كان للسعودية علاقات متميزة مع مختلف دول العالم العربي والاسلامي لما تحظى به من مكانة في وجدان كل مسلم، لكن العلاقات مع البحرين تفرض واقعا اكثر عمقا عندما نتحدث عن تاريخ ومصير مشترك، كيف تقرأ تطور العلاقات البحرينية - السعودية؟ - العلاقات السعودية - البحرينية متميزة جداً وترقى لان تصبح نموذجا لشكل العلاقات بين الدول، نحن لا نتحدث عن موقع جغرافي فحسب، بل الارتباط الكبير بين الشعبين سواء من الناحية الاجتماعية، وهو اقرب ما يكون شعبا واحدا في بلدين، وكذلك الترابط الاسري الذي يربط الشعبين والقيادتين، الارتباط الهائل بين القيادتين يجسد ما يمكن ان تكون عليه العلاقة بين انظمة الحكم، كذلك الرؤية السياسية والاستراتيجية الواحدة، والرؤية التنموية المترابطة، هذا الواقع عزز من عمق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، يمكنني ان اختصر ذلك بالقول السعودية هي خاصرة البحرين والبحرين هي خاصرة السعودية. * تقود اليوم المملكة العربية السعودية تحالفا قد نبدو ساذجين اذا نظرنا اليه في اطار عمليات عسكرية موجهة ضد جماعة متمردة في اليمن، بقدر ما هو تصد لمشروع هيمنة ايرانية يستهدف الوطن العربي بأكمله، لكن في المقابل هناك اصوات تخرج لتشكك بجدوى العمليات العسكرية والمدة التي انقضت للتشكيك بالنتائج على الارض ومرة بتسميتها حرب السعودية على اليمن - ما تعليقكم؟ - السعودية لا تقود حربا، بل اعادة بناء الامل والشرعية، وبناء الدولة اليمنية، واعادة ما سلب من ابناء الشعب اليمني الشقيق، وهذه العملية تمت بطلب من الشرعية وجموع الشعب اليمني، هناك فئة من الحوثيين والموالين للمخلوع علي عبدالله صالح اختطفت اليمن وهذه هي الفئة المستهدفة بهذه العاصفة التي ستنجلي بعون الله بنصر مؤزر، اما من يتحدث عن طول المدة التي انقضت فهذه ليست عمليات عسكرية هدفها تدمير البلد او احتلالها او الثأر من هذه الجماعة او تلك كي توجه ضربات وتنتهي، نحن نتحدث عن عملية بناء، وهذا لا يأتي بفترة وجيزة، البعد الاخر هو الاعتبارات الميدانية، فعندما ينتقى الهدف بحيث لا يؤثر على المدنيين لا بد ان تكون الاهداف دقيقة ويجب ان تأخذ العملية وقتها، ولو كان الهدف هو التدمير لحسمت العمليات خلال ايام او اسابيع قليلة، لكن هذا ليس الهدف بل اعادة الشرعية، لذلك كانت هناك حاجة لفترة اطول، الوقت هنا ليس عامل استنزاف بل اعادة بناء بلد سلب الارادة، اما من يتحدث عن التدمير فما تم تدميره بفعل العمليات العسكرية لقوات التحالف لا يشكل شيئا امام ما دمر فعليا على يد المتمردين الذين استهدفوا المدن والبنى التحتية حتى المرافق التعليمية، مدن باكملها عاث بها المتمردون فساداً. * كثيرا ما يتردد السؤال، ماذا بعد الحسم العسكري؟ - بالتأكيد لن ندير ظهرنا لليمن، اليوم مركز الامير سلمان للإغاثة يقوم بجهود كبيرة ويعمل ليلا نهاراً من اجل عمليات الاغاثة واخرها سفننا المتجهة الى اليمن تحمل اكثر من 4500 طن من المساعدات والمواد الاغاثية للشعب اليمني، هذا بالاضافة الى اكثر من 14 رحلة جوية سيرت الى مطارات اليمن، هذا الجهد يضاف اليه ما يقدمه الهلال الاحمر الاماراتي والدول الصديقة لإغاثة الشعب اليمني ومساعدته، كما ان توجيهات خادم الحرمين الشريفين واضحة والتي تقضي باعادة بناء ما تم تدميره، ولو عدنا بذاكرتنا للوراء قليلا سنجد ان دول الخليج كانت دائما حاضرة في المشهد اليمني من حيث المساعدات والبناء والدعم سواء بناء مستشفيات او جامعات او مدارس او سدود، ولو نظرتي لهذه المنشآت ستجدي ان العديد من هذه المنشآت تم تدميرها اليوم من قبل المتمردين، لقد دمروا المدارس والجامعات والسدود والطرق التي بنيت عبر مساعدات خليجية في السابق، الكثير من الاموال التي كانت تقدم على شكل معونات لتنمية اليمن في عهد المخلوع صالح انتهت في جيبه، وانفق الكثير منها على الاسلحة التي يحملها الموالون له اليوم لتدمير اليمن، لذلك عندما نتحدث عن الدور السعودي والخليجي في اعادة البناء فهو دور ليس طارئا على اليمن، بل لطالما كان هناك، وسيعود هذا الدور وبوتيرة اسرع ما بعد الحسم. * اليوم لم نعد نتحدث عن مشاركة او دعم لوجيستي خليجي للعمليات العسكرية في اليمن بل نتحدث عن شهداء امة من السعودية والبحرين والامارات روّوا بدمائهم تراب اليمن العربي، هذه التضحيات التي تجسد الايمان بالمصير العربي المشترك الا يمكن ان نبني عليها نواة لاستراتيجية عسكرية عربية لمواجهة التهديدات والمشاريع التي تستهدف اوطاننا دون استثناء؟ - الانتساب للعسكرية شرف كبير لاي انسان، فما بالك عندما يتوج هذا الشرف بالشهادة من اجل الوطن، هولاء الشهداء دفعوا حياتهم ثمناً لاجل اوطانهم وكرامة شعوبهم، لقد استمعت لذوي الشهداء في البحرين وكذلك في الامارات وجميعهم كانوا يطلبون ان يهنؤوا وليس ان يتلقوا التعازي، بلا شك هولاء رفعوا راس الامة العربية وعززوا من واقع اهمية التوحد، وابراز حقيقة ان هذا التحالف هو تحالف مصير اذ ايقنت هذه الامة بان في اتحادها نصرا لها وبرزت قوتها كأمة قادت العمليات ولم تقاد. * ماذا عن التحدي الامني؟ اليوم نتحدث عن خلايا نائمة تعمل لصالح ايران تنشط بين الحين والاخر وتهدف لزعزعة امن واستقرار دول الخليج العربي، هذا الى جانب استهداف عصابة داعش لعدد من دور العبادة كما شهدنا في الكويت والسعودية، كيف ترى التنسيق الامني بين دول الخليج في هذا الاتجاه والتعاطي الامني الخليجي مع امنه الداخلي في ظل هذه الاستهداف؟ - بلا شك ان التعاون القوي والمثمر بين الجهات الامنية في دول الخليج هو امر مشرف، لا يخفى على احد ان الامة. العربية ككل ودول الخليج العربي بشكل خاص مستهدفة من قوى اقليمية معروفة والهدف واضح، وما تنعم به هذه الدول من خيرات واستقرار وامن هو امر يحسد عليه كل مواطن خليجي، واليوم المنطقة تواجه اطماعا اذ تشعر بعض القوى الاقليمية ان زعزعة امن دول المنطقة هو انتصار لها واعادة لهيمنتها وسيطرتها وهذا لن يكون باذن الله، دول المجلس متماسكة والجهات الامنية متعاونة ومترابطة وما يكشف عنه اقل بكثير مما يتم التصدي اليه على ارض الواقع، وما يتم احباطه قبل ان ينفذ هو اكثر بكثير مما يتم الاعلان عنه، الحمد لله بتكاثف الجبهة الداخلية وتعاونها يتم احباط كل ما يحاك ضد السعودية، اليوم نواجه تحديات في الجنوب من الحوثيين وهناك توجس من الشمال لحماية حدودنا من الدواعش واليوم نقوم بخدمة ضيوف الرحمن في الغرب، ونحمي ثغورنا في الشرق، الحمد لله عين الله ترعى هذا البلد نظرا لما يقوم به من خدمة لبيوت الله وبالاخص الحرمين الشريفين ورعاية للمسلمين في كل انحاء العالم، كما ان امن الخليج لا يتجزأ، صحيح ان كل دولة تعالج القضايا الامنية التقليدية في اطارها الداخلي، لكن لا يمكن ان تتعامل مع أي تحديات امنية كبيرة دون تكاثف. * ماذا عن استمرار التدخل الايراني بالشؤون الداخلية للبحرين اما عبر تصريحات مسؤولين رسميين ايرانيين او عبر اتباعها؟ - السعودية لا تقبل بأي شكل من الاشكال المساس بامن البحرين او التدخل بشؤونها وهذا موقفنا الذي لا يقبل الجدل. * تخرج بين الحين والاخر اصوات تهاجم البحرين تحت يافطة حقوق الانسان ولا تأتي على ذكر ما تحقق فعلياً من خطوات على الارض واخرها البيان المشترك الذي قادته سويسرا دون أي منطق، ما تعليقكم حيال ذلك؟ - لقد ابلغنا اشقاءنا في البحرين منذ البداية بموقفنا ازاء هذا البيان، موقفنا واضح وحازم وهو موقف موحد مع دول الخليج، ولقد تم استدعاء سفيري سويسرا والاتحاد الاوروبي وقد ابلغا اننا لن نقبل او نتهاون بالمساس بامن وسمعة البحرين، ولن نتهاون بالتعامل مع أي اصوات نشاز للنيل مما تحقق فعليا من انجازات حقوقية في البحرين، البحرين حققت خطوات كبيرة في المسار الحقوقي، وهناك سياسات اصلاحية لا تخطؤها العين، لنكن واقعيين، لقد اتجهت البحرين لخطوات اصلاحية منذ سنوات وقبل حدوث الازمة، ولم يكن حينها أي ملامح فئوية داخل البحرين، وهذا يعكس ايمان القيادة البحرينية بانها تتعامل وفق رؤية البيت البحريني الواحد وليس وفق وصفات فئوية، انما هناك من اتى بوصفات تقسيمية وفئوية ومصطلحات تكرس الانقسامات وتعزز من الاختلاف، في المقابل هناك منظمات دولية للأسف لا تستقي معلوماتها بشكل حيادي، بل تسمع رواية من اطراف محددة وتبنى عليها مواقفها. * ليس ببعيدا عن يافطة حقوق الانسان، خرجت في الاونة الاخيرة اصوات استخدمت معاناة اللاجئين السوريين للهجوم على السعودية والخليج، هل هناك تقصير خليجي ازاء المعاناة الانسانية التي يواجهها السوريون منذ العام 2011؟ هل اعداد السوريين الذين سمح لهم بالإقامة في اوروبا وامريكا (50 الف لاجئ) اكثر من الرقم الذي تستقبله السعودية بشكل خاص والخليج بشكل عام؟ - اولاً نحن لا ننظر لما نقدمه لاشقائنا السوريين في اطار المساعدة الانسانية لان السوريين هم اهلنا، ولا يوجد عاقل يلتقط صورا وينشرها في الصحف ما اذا قدم شيئا لأهله، وليس من ثقافتنا ان نصنع من أي تفاعل انساني البوم صور لان القيام بواجبنا اتجاه اهلنا السوريين هو جزء من تعاليم ديننا وجزء من شخصية المسلم، السوريون ليسوا غرباء كي نتحدث عن وجودهم على ارض السعودية في اطار المأساة الانسانية، ثانياً اذا اردنا ان نتحدث بلغة الارقام فالنسبة لما اشرتي لهم (50 الف سوري) الموجودين في اوروبا وامريكا هم رقم ضئيل امام 2 مليون وخمسمائة الف سوري موجودين في المملكة العربية السعودية، يضاف اليهم اكثر من مائتي الف سوري موجودين في بقية دول مجلس التعاون الخليجي، ولا يعاملوا كـ لاجئين في معسكرات او تلتقط لهم صور وهم في طوابير قرب الحدود، اليوم هناك اكثر من مائة الف مواطن سوري يدرسون في مختلف الجامعات السعودية، يضاف الى ذلك المعونات السعودية والخليجية للدول المضيفة لاشقائنا السوريين مثل الاردن ولبنان وعددهم هناك ايضا يفوق المليونين، كذلك السعودية لا تتردد ابدا بتقديم أي مساعدات لاي دولة تستضيف الاخوة السوريين، لذلك من ذهب لدول اوروبا بدافع رغبته بالاقامة هناك او كي يصبح مواطنا اوروبيا فهذه رغبته وليس لان السعودية اغلقت ابوابها امامه او انه لم يجد مكانا اخر في جواره العربي. * لنبقى في الملف السوري، تخرج تهديدات بين الحين والاخر من نظام دمشق باتجاه السعودية والخليج عموماً، في المقابل تخرج ما هو اشبه بــبالونات اختبار تتحدث عن تغيير بالموقف السعودي ازاء الملف السوري، الى أي مدى صحة هذا الطرح؟ - لقد كان موقفنا واضحا منذ بداية الازمة في 2011، وهو اعطاء الشعب السوري حقوقه، لقد كانت الاحتجاجات حينها سلمية، الناس خرجت بصدور عارية لتطالب بحقوقها وقوبلت برد عسكري كبير، وكنا ومازلنا مع اعادة الامن والاستقرار للسوريين، ولا نرضى ان يبقى الجلاد في مكانه، هذا موقفنا واضح وصريح، لا يجب ان يكون هناك مكان في الحكم لمن قتل الشعب السوري. * ماذا عن الرسائل الروسية عندما تتحدث عن ارسال قوات روسية لمساعدة الاسد في البقاء حاكما رغم كل المذابح التي اقترفها النظام بحق الشعب؟ - نحن دائما نتحدث للأصدقاء في روسيا وان ما يقومون به هو رسالة خاطئة للمنطقة في ظل استمرار القتل الذي يمارسه النظام، كذلك الرسائل الخاطئة ازاء التدخلات الايرانية المباشرة في سوريا وسياسات الاستيطان عبر قتل الشعب السوري وتهجيره بهدف تفريغ سوريا من شعبها واحلال مستوطنين من جنسيات اخرى مكانهم، هذا ما يحدث الان في سوريا من استهداف للديمغرافية السورية، والسعودية تنقل وجهات نظرها للصديق الروسي بكل شفافية ازاء هذا الوضع وما يحمله من رسائل خاطئة قد تؤدي الى ان يسوء الوضع اكثر فأكثر، نأمل ان يرى الاصدقاء في روسيا ان اعادة الامن والاستقرار في سوريا هو الاولوية. * هناك من يرى أن انشغال السعودية بقيادة التحالف من أجل الشرعية في اليمن قد علق من مشاركتها في التحالف الدولي ضد ما يعرف بتنظيم الدولة داعش في العراق وسوريا، ما تعليقكم؟ - نحن نحارب داعش على ارض المملكة، ونحاربهم بكل الجهود الامنية المبذولة مع دول صديقة وشقيقة، وبالتالي الحرب على داعش لا تختزل بــازيز طائرة، هذه ليست حربا تقليدية كي نقيسها بعدد الطائرات او الطلعات الجوية، نحن نحارب الارهاب والسعودية كانت من اوائل الدول التي عانت من الارهاب، فنحن اول من عانى من الدواعش في ثمانينات القرن الماضي، وكذلك من هجمات تنظيم القاعدة في التسعينات، ومازلنا نعاني من استهداف الدواعش لدور العبادة سواء في المنطقة الشرقية او الجنوب او الشمال، نحن نحاربهم بضراوة سواء خارج المملكة او داخلها، وعملية اعادة الشرعية في اليمن لم تشغلنا عن حربنا على الارهاب، ولم تشغلنا عن قضايانا العربية والاسلامية وابرزها القضية الفلسطينية، لقد كان هناك تحرك سعودي قبل ايام قليلة حيث قام خادم الحرمين الشريفين بالاتصال بقادة العالم وحثهم على التدخل ازاء العبث الاسرائيلى بالمسجد الاقصى، والمملكة لم ولن يسبق ان نست او تناست القضية الفلسطينية في أي جهد سواء كنا منشغلين بملف اليمن او أي مكان اخر، فلسطين والقدس من اولويات المملكة العربية السعودية. * قدمت الولايات المتحدة تطمينات عدة لدول الخليج إزاء الاتفاقية النووية الايرانية، في الوقت ذاته مازالت إيران تتدخل في شؤون الخليج، ما هو التعاطي المستقبلي مع أي تهديد للمنطقة ما بعد الاتفاقية النووية؟ - لقد وضحت المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي للرئيس براك اوباما هواجسها حيال السياسات الايرانية وحاولت ان تحصل على تأكيدات بأن هذا الاتفاق لن يكون على حساب مصالحها او تهديد امنها واستقرارها، في المقابل اكد اصدقاؤنا في الولايات المتحدة ان هذا الاتفاق لن يمس امن واستقرار دول مجلس التعاون، كما اكدوا على انهم سيكونوا اول من يساعد ويدافع عن امن الخليج، بعيدا عن كل هذه التأكيدات نحن موقفنا واضح اذ لا نعارض حق أي دولة بالحصول على التقنية النووية السلمية ما لم تتحول هذه التقنية لمصدر تهديد، اما في حال تهديد المنطقة فكل الخيارات متاحة ولنا الحق بالدفاع عن امننا ومقدساتنا واستقرارنا، لن نقف مكتوفي الايدي امام أي تهديد من أي طرف، نحن نرى ان العبث الايراني من خلال محاولة زعزعة امن واستقرار الخليج لا يتماشى مع مبادئ حسن الجوار والمواثيق والمعاهدات الدولية، ونأمل من ايران ان تراعي الامن والاستقرار لان فيه زعزعة امن واستقرار دول الجوار ما ينعكس على الداخل، فلا يمكن ان تضرم النار في بيت جارك والا تتوقع ان تصلك النيران نحن لا نتدخل في شؤون الدول الاخرى ونتمنى من الدول الاخرى ان تراعي ذلك، لكن حتماً لن نقف مكتوفي الايادي امام أي عبث بالأمن والاستقرار.
مشاركة :