أكدت دراسة علمية حديثة أن مادة «السيلوسيبين» الموجودة في الفطر السحري مفيدة في الحد من أعراض الاكتئاب مثلها مثل العلاج التقليدي للمرض. وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد قام العلماء التابعون لجامعة إمبريال كوليدج لندن بإجراء دراستهم على 59 مشاركاً تم تقسيمهم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تلقت مادة «السيلوسيبين» على جرعتين بفارق ثلاثة أسابيع، في حين تم إعطاء المجموعة الثانية أحد مضادات الاكتئاب الشائعة، التي تسمى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)، يومياً لمدة ستة أسابيع. وقام العلماء بتقييم إجابات المشاركين عن أسئلة حول النوم والطاقة والشهية والمزاج والأفكار الانتحارية. وقد لاحظ فريق الدراسة أن «السيلوسيبين» أظهر كفاءة في علاج الاكتئاب مماثلة تماماً لكفاءة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية. كما أشاروا إلى أن هذه المادة الموجودة في الفطر السحري حسّنت من أداء الأشخاص لعملهم وعززت من علاقاتهم الاجتماعية بشكل أكبر من العلاجات التقليدية. علاوة على ذلك، عانى الأشخاص في مجموعة العلاج بـ«السيلوسيبين» من آثار جانبية أضعف من تلك التي أبلغ عنها المشاركون في المجموعة الثانية، وأبرزها النعاس وجفاف الفم. وقال مؤلف الدراسة الدكتور روبن كارهارت هاريس إنه يعتقد أن مادة «السيلوسيبين» تؤثر على مستقبلات موجودة بالدماغ مرتبطة بـ«إعادة ترتيب» طريقة تفكيرنا في الأشياء والأزمات. وأوضح هاريس أن المشاركين الذين تلقوا هذه المادة أبلغوا في نهاية التجربة عن شعورهم بـ«الرغبة في إعادة تقييم أمورهم والاستمتاع بالحياة». وأضاف: «يعني ذلك أن الفطر السحري قد يساعد الأشخاص على النظر بإيجابية لما يحدث حولهم بدلاً من دفعهم إلى كتم مشاعرهم، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج أسوأ بمرور الوقت». وأكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من البحث والدراسات على عدد أكبر من المشاركين لإثبات نتائجهم. ويؤثر الاكتئاب على واحد من كل 10 أشخاص في مرحلة ما من حياتهم، ونحو حالة واحدة من كل 3 حالات لا تستجيب بشكل جيد لعشرات العلاجات التقليدية المتاحة. وهناك نحو 200 نوع من الفطر الذي يصنف تحت اسم «الفطر السحري»، وقد سُمى «السحري» لاحتوائه على مواد كيميائية تؤثر على الدماغ. وينمو «الفطر السحري» في مختلف أنحاء العالم.
مشاركة :