تعدّ إصابات المفاصل والأوتار وتمزقات الأربطة من أكثر الإصابات شيوعاً بين الرياضيين، ويتزايد حالياً الاعتماد على تقنية البلازما الغنية بالصفائح الدموية في معالجة هذا النوع من الإصابات، في حين كانت الأدوية والعلاج الفيزيائي أو التدخل الجراحي تمثّل الخيارات الوحيدة المتاحة أمام المرضى في السابق. وسرعان ما أصبح هذا النوع من العلاج يشكّل الخيار المفضل لدى نخبة الرياضيين في العالم، من أمثال لاعب الغولف الشهير تايجر وودز، ونجم التنس رافاييل نادال، وأيقونة كرة السلة الأميركي كوبي براينت، وغيرهم الكثير. وعلى الرغم من الشهرة الكبيرة والانتشار الواسع اللذين حققهما العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية في الآونة الأخيرة، إلا أننا لا نزال نجهل الكثير من الحقائق المتعلقة به. وفي هذا الإطار، يلقي أخصائي جراحة العظام في مستشفى برجيل للجراحة المتطورة في دبي، الدكتور هارولد ڤاندرشميت، الضوء على طريقة العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية، ويعلّق بالقول: يتكون الدم بشكل رئيس من البلازما، إلى جانب مكونات أخرى تشمل كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. وتساعد الصفائح الدموية على تخثر الدم، وتحتوي أيضاً على مئات البروتينات التي تسمى عوامل النمو، والتي تلعب دوراً محورياً في عملية الشفاء من الإصابات وتعافيها. ويضيف: البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) هي عبارة عن بلازما دمّ تحتوي على تركيز أعلى بكثير من الصفائح الدموية، مقارنة بمثيلاتها التي توجد في الدم، حيث يمكن أن تصل كثافة الصفائح الدموية وعوامل النمو فيها إلى 10 أضعاف، ويتمّ الحصول على البلازما من دمّ المريض نفسه، ما يقلّص بدوره من احتمال حدوث أي ردّ فعل عكسي من قبل الجسم أو الإصابة بالعدوى. كما يمكن تكرار العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية عند الحاجة مرات عديدة. ويوضح الدكتور ڤاندرشميت طريقة تحضير البلازما الغنية بالصفائح الدموية، حيث ينبغي بداية سحب كمية الدم المحددة من المريض، ومن ثمّ فصل الصفائح الدموية عن خلايا الدم الأخرى وزيادة تركيزها عبر عملية تسمى الطرد المركزي. وختاماً، يتمّ حقن البلازما عالية تركيز بالصفائح الدموية في موقع الإصابة. وقد استخدم الأطباء البلازما الغنية بالصفائح الدموية في معالجة حالات عديدة شملت مرفق لاعب التنس، وهي عبارة عن حالة شائعة بين لاعبي التنس على وجه الخصوص، حيث يعاني اللاعب من آلام وتورّم في المرفق. وتتلخّص طريقة المعالجة في حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية مباشرة في الأنسجة المصابة بالالتهاب تحت التخدير الموضعي أو من دونه. ولا تظهر النتائج على الفور، بل قد يتعيّن على المريض الانتظار أسابيع عدة لتلمّس الفوائد المرجوة من هذا النوع من المعالجة. كما تستخدم هذه التقنية أيضاً في تسريع شفاء الجروح بعد العمليات الجراحية، وذلك عبر حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في المنطقة المصابة أثناء الجراحة. ويتطلب ذلك تحضير البلازما الغنية بالصفائح الدموية بطريقة خاصة تضمن استقرارها ضمن الأنسجة الممزقة.