للعام الثاني على التوالي يأتي شهر رمضان المبارك في ظل جائحة كورونا، لكن يطل هذه المرة في ظل أجواء أقل تقييدًا وإجراءات مخففة بشكل أكبر مع سماح أغلب الدول الإسلامية بأداء الصلوات الجماعية، إلا أن هناك دولا قررت فرض قيود على صلوات معينة كصلاة التراويح، أو تقليل أعدادها، وأخرى قررت منعها بالكامل في المساجد، خصوصًا مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من التجمعات الدينية. محليًا، كان المشهد البحريني جميلا في أغلب صوره العبادية، حيث التزم أغلب المصلين بالإجراءات الاحترازية، وبشكل منظم وجميل، عكس المنظر الحضاري للمجتمع البحريني، حيث تطوعت فرق عدة لتنظيم عملية الدخول والخروج من المساجد، والتأكد من جميع الإجراءات المقرة، بما فيها منع كبار السن والأطفال من دخول المساجد، والتأكد من أخذ المصلين للتطعيمات. «الأيام» زارت عددًا من المساجد ومن بينها جامع الفاتح بالعاصمة البحرينية المنامة ورصدت أداء المصلين لصلاة التراويح في أولى أيام الشهر الفضيل، حيث بدا لافتًا الالتزام الكبير من المصلين بالإجراءات الاحترازية مع تحقيق كل إجراءات التباعد الاجتماعي وحجم أعداد المصلين داخل الجامع. «مجتمع واعي» سهل المهمة من جانبه أكد فضيلة الشيخ علي صلاح عمر إمام جامع الفاتح أن عودة المصلين إلى المساجد في شهر رمضان المبارك، وفتح المساجد لصلاتي الجمعة والتراويح في ظل الجائحة فرحة لا توصف خصوصًا وأن المصلين حرموا من هذه الأجواء الروحانية لعام كامل، فرجوع الناس إلى بيوت الله وهم في شوق وروحانية لعيش الأجواء المباركة للشهر الفضيل انعكس بالإيجاب عليهم جميعًا. وأضاف أن الفرق التطوعية وبمتابعة الجهات المعنية والمتعاونين من جميع الفئات صبّت بجهدها الكامل والمتكامل في الحفاظ على الإجراءات المقرة ومراعاة سلامة المصلين، مشيرًا إلى أنهم جميعًا إما ممن أخذوا التطعيمات أو من المتعافين حديثًا من الفيروس، ملتزمون بجميع الإجراءات، فيما لم ترصد أي مخالفات أو تجاوزات للإجراءات المقرة. وأشار إلى أن تطبيق «مجتمع واعي» سهل مهمة تحديد المتعافين والمتطعمين بكل مرونة ويسر، حيث يطلب من المصلين قبل دخول المسجد فتح واجهة التطبيق للتأكد من أخذه للتطعيم أو تعافيه حديثًا منه. أجواء روحانية من جانبه قال المواطن أيوب عبدالرزاق الكوهجي: «الحمد لله رب العالمين الذي بلغنا هذا الشهر في هذا العام بعد حرمان عام كامل لصلوات الجماعة والتراويح، فهي راحة نفسية لا توصف»، داعيًا الجميع للالتزام والاحتراز والتقيد بتعليمات الفريق الوطني الطبي لتصدي لفيروس كورونا، لافتًا إلى أن المصلين أدوا جميع جميع الصلوات بكل أريحية وطمأنينة وراحة نفسية، ملتزمين بإجراءات التباعد، في ظل أجواء روحانية رائعة. وأشار المقيم طارق العربي إلى أن جميع المواطنين والمقيمين سعداء بالعودة للمساجد، موجهًا شكره لجهود جميع المسؤولين الذين عملوا طيلة عام على الحفاظ على أرواح جميع القاطنين في مملكة البحرين دون استثناء، وهو الأمر الذي يعكس ارتياحًا كبيرًا لمن يعيش على هذه الأرض الطيبة وفرحتهم لا توصف بهذه الأجواء الجميلة. ولفت إلى أن وجود المصلين الذين أخذوا التطعيمات والمتعافين من الفيروس هو الأمر المهم الذي يشعر المصلين بالأمان والراحة، وثقتهم في قيام القائمين المنظمين بمعرفة الإجراءات الواجب الاحتراز لها خلال هذه الفترة.
مشاركة :