عبد المنعم الإبراشي : مرحبًا بشهر الطاعات

  • 4/15/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تسير بنا الأيام عَجلى ، ونحن فيها لاهثون ، وتنقضي أعمارنا ونحن غافلون ، ومن رحمة الله بنا أن جعله لنا مواسم للطاعات والخيرات ، نُكثر فيها من الأعمال الصالحة ، ونتنافس فيها فيما بيننا ، وكم تُستودع في هذه المواسم من أجور، ومن هذه المواسم شهر رمضان الذي فضله المولى عن باقي الشهور ، وجعله خيرها ، ففيه تبتل أرواحنا بعد الجفاف ، وتترطب أفئدتنا بعد القسوة ، فهو شهر الرحمات والبركات و الحسنات والخيرات والصدقة والمواساة ، فالرحمة والتراحم خير ما يلوح في أجواء هذا الشهر المبارك ؛ فيحمل الصائم في نفسه معنى الناس لا معنى نفسه ، ويبذل ذو اليسار مما آتاه الله ، فيطعم هذا ويكسو ذاك ، فلا عذر لأحد في رمضان ، إن لم يظفر بباب القيام فليظفر بباب الصدقة ، فإن لم يستطع فبباب التلاوة ، فإن لم يستطع فبباب الذكر، فإن لم يستطع فليكف لسانه وجوارحه عما يخدش هذا الشهر، فما أضيع مَن ضيعه وما أخسر من خسره ، ألا ذلك هو الخسران المبين . ومن فضائل الشهر المبارك تُفتح فيه أبواب الجنة ، وتُغلق أبواب النار ، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر ، ولله تعالى فيه عتقاء من النار، فقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أن مَن صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه . إن هذه الايام المباركة فرصة لاسترضاء الرحمن ، والاستعداد للقائه ، فاليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل ، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام ، وتقرب فيها إلى الرحمن ، ومما لا شك فيه أن شهر رمضان من أعظم مواسم التقوى ، فالصيام جُنة ، وافتتح رب العزة آيات الصيام بالتقوى ، واختتمها بالتقوى ؛ لأنها خير زاد ، وقد خص الله أهل التقوى بمعيته ، وتفضل عليهم سبحانه بمحبته . ومع الاستشعار العظيم باستهلال أيام الشهر المبارك ، وما يشهده العالم من جائحة كورونا ينبغي علينا التقيد التام والالتزام بالإجراءات الاحترازية ، فالشريعة الإسلامية جاءت بالعبادات المتنوعة دون أن يلحق بمؤديها الضرر، والإسلام جاء بالمحافظة على النفس . وختامًا أقول : البِدار البِدار قبل فوات المهلة ، فلا نفرط في كنوز هذا الشهر المبارك ؛ لأن أبواب الخير فيه كثيرة ، فاستبقوا الخيرات ، واعمروا أوقاتكم بالقربات ، وتزودوا من الطاعات .

مشاركة :