عقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلال فرع ثقافة القاهرة امس الخميس وبالتعاون مع كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة بجامعة الأزهر ندوة بعنوان "المخطوطات وعلوم الضاد" احتفالًا باليوم العالمى للمخطوط العربي، بحضور د. شفيقة الشهاوى عميدة الكلية، ووكيل الكلية ولفيف من الأساتذة والطالبات، قدمت الندوة د. نورا عبد العظيم الباحثة بالتراث. بدأت الندوة بحديث د. غادة فايد مدرس بكلية الآثار جامعة عين شمس، عن المخطوطات الطبية في الحضارة الإسلامية المتقدمة علميا وثقافيا في مختلف العلوم، ولاسيما علم الطب الذى برع فيه العديد من الأطباء. كما أشارت إلى "الأمراض وعلاجها عند الزهراوى من خلال تصاوير المخطوطات العلاج بالكى نموذجا" فالزهراوى من أعظم الجراحين والأطباء الذين عاشوا في الأندلس ويلقب بأبى الجراحين، وله العديد من الإنجازات والابتكارات الطبية والعلمية التى ساهمت في نهضة العالم، والعديد من الكتب من أهمها كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف، ومازالت بعض اختراعاته مستخدمة حتى الآن. من جانبه أوضح د. محمد العمدة باحث في التراث الشعبي أن المخطوطات دورها الحفاظ على التراث الشفاهي، فهى وسيلة شفوية لنقل التاريخ والآداب والقوانين وغيرها، وتعد أحد المصادر المهمة في كتابة التاريخ وخاصة عند الشعوب التى تفتقر لثقافة التدوين ومنها المجتمعات العربية والأفريقية التى تعتمد بشكل أساسي على الرواية الشفهي. وأكد على أن العديد من الثقافات المعروفة والمدونة كانت في الأصل ثقافات شفوية، ويعتبر هوميروس أول مؤرخ شفهى وجاء من بعده هيرودتس وهما أول من جمع بين الرواية الشفهية والمدونة. كما أكدت د. مروة الشريف باحثة تراث أن المخطوطات الأفريقية بالحرف العربى، عثر منها في غرب أفريقيا على نحو مائة ألف مخطوطة كتبت باللغة العربية التى كانت آنذاك لغة الصفوة في غرب أفريقيا، وتتناول موضوعات متنوعة مثل الشريعة والفلسفة والطب والفلك وغيرها. وأوضح د. محمد جمعة عن "فهرسة المصاحف المخطوطة والمكتبة الأزهرية انموذجا" تعتبر المصاحف المخطوطة ثروة عظيمة فمن الناحية التاريخية تحكى تلك المصاحف قصة الحفظ الموثق للمصحف الشريف منذ عصر الصحابة إلى زمننا هذا، ومن الناحية العلمية تبين جوانب مهمة من علوم القرآن وتطور هذه العلوم كعلم الوقف والابتداء والقراءات، وفى الختام فُتح باب النقاش بين الحضور والمحاضرين.
مشاركة :