•• تتجه وفود الرحمن اليوم إلى مشعر منى.. تمهيداً للصعود إلى عرفات ليوم غدٍ.. للوقوف بها والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بأن يقبل حجها وتفوز بالرحمة والمغفرة التي تتطلع إليها.. •• وبالقدر الذي تساهم فيه وكالات الطوافة في تنظيم صعود حجاجها بالقدر الذي تساعد على تجنب الضغط وإرباك حركة السير.. ونجاح يوم التروية لمنى ثم يوم الصعود إلى عرفة ثم ليلة النفرة إلى مزدلفة والمبيت بمنى وبدء أيام التشريق الثلاثة بكل هدوء.. •• ومن المعروف أن نفرة الحجيج من عرفات إلى مزدلفة ومنها إلى منى هي الاختبار الأول والحقيقي لنجاح الحج من الناحية التنظيمية.. والمؤمل هو أن تكون حركة السير منظمة.. وميسرة.. ولا تستغرق ساعات الليل الطويلة كما يحدث في بعض مواسم الحج في ظل تزايد الحجاج.. واختلاف ثقافاتهم وصعوبة تنظيم حركة سير أكثر من مليوني شخص في وقت واحد .. وإلى جهة واحدة.. ما لم تتضافر جهود الجميع للحيلولة دون تعطيل حركة السير.. وتقليص عدد المشاة بين عرفة ومزدلفة ومنها إلى مشعر منى.. •• وأنا واثق كل الثقة في أن الخطط المرسومة لهذا الغرض بإشراف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة سوف تحقق أهدافها وتنجح في الاختبار سواء بالنسبة لرحلات القطارات.. أو للسيارات العابرة أو للمشاة على الأقدام.. لكن ما أخشاه هو أن تختنق الحركة انطلاقاً من بعد مغرب يوم أمس وتصعب الحركة.. نتيجة اكتظاظ الحجاج وتسابقهم في مغادرة عرفات ووقوف الحافلات الضخمة في المسارات الرئيسية وإغلاقها بسبب الفوضى والتدافع والتسابق غير المشروع.. •• لكن ما تابعناه من تنظيمات كفيلة بتجنب كل ذلك.. شريطة أن توفر شركات الطوافة حداً أعلى من التنظيم لحجاجها بعد إعدادهم الأعداد الأمثل لرحلة الانتقال هذه.. وهو ما لا يحدث بالصورة المطلوبة كل عام رغم متابعة وزارة الحج الحثيثة.. ورغم جهود وزيرها المتميز أيضاً. •• يحدث ذلك بفعل تسلل أعداد كبيرة من السيارات غير النظامية والحجاج الموجودين في مكة قبل بدء حملات التفتيش والتأكد من وجود ترخيص الحج.. ويحدث أيضاً نتيجة عدم جدية بعض مؤسسات الطوافة في النهوض بكامل مسؤوليتها في هذه الظروف الدقيقة والحرجة.. وهو ما سوف يعرضها للمساءلة والمحاسبة بعد انتهاء الموسم.. •• وما نتمناه للجميع هو أن يكون حج هذا العام نظيفاً كما عودتنا الأجهزة المختصة كافة وفي مقدمتها أجهزة وزارة الداخلية التي يشهد أداؤها تحسناً نوعياً ملموساً سنة بعد أخرى. *** ضمير مستتر: •• (تكتمل سعادة الجميع.. بتحمل الكل لمسؤوليته تجاه ضيوف الرحمن وعودتهم إلى ديارهم بالسلامة).