تسعى مصر من خلال مشروع واعد مشترك بين وزارتي الري والزراعة؛ لتطوير وتحديث أساليب الري التي يستخدمها الفلاحين في الزراعة؛ لتقليل عمليات هدر المياه  التي زادت مع استخدام أساليب تقليدية وأثرت سلبا على جودة  الأرض  الزراعية، وحرمت من زيادة  المساحات المزروعة في بلد تعاني في الأساس من عجز في الموارد المائية .   ويأتي   مشروع تطوير وتحديث "أساليب الري"، ضمن برنامج متكامل لتعظيم الاستفادة من الماء بدء أولا من تبطين ترع بإجمالي 20 كيلو متر وبتكلفة   مرصودة 80 مليار جنيه، ثم المساقي التى ترفع المياه إلى الأراضي الزراعية،    وصلا   إلى    تطوير  أساليب الري   للتحول من الري بالغمر( الري السطحي) إلى الري الحديث بالتنقيط والرش، أو الري الذكي الأكثر تطورا .     ويقول الدكتور سعيد حماد   رئيس   مجلس إدارة جهاز تحسين الأراضي التابع لوزارة الزراعة، إن مصر في الأساس تعاني من عجز في الموارد المائية؛ لذلك وضعنا خطة على عدة محاور لترشيد استخدام المياه خاصة في الزراعة التى تستحوذ على النسبة الأكبر من استهلاك المياه في مصر شملت تطوير أساليب الري في إجمالي اراضي مصر الزراعية البالغة 9.4 مليون فدان، بجانب استحداث اصناف زراعية جديدة موفرة للمياه .     ويقدر عجز الموارد المائية في مصر بنحو 20 مليار متر مكعب،   إذا يصل إجمالي إيرادات المياه نحو 60 مليار متر مكعب سنويا معظمها   من   مياه نهر النيل،   بينما يبلغ معدلات الاستهلاك نحو 80 مليار متر مكعب منهم 61 مليار متر مكعب   لصالح الزراعة وحدها .     وتابع، "اكتشفنا خلال دراستنا العام الماضي مع وزارة   الري   أن مليون فدان من الأراضي الزراعية الجديدة التى تم   إضافتها   بإجمالي 3.3 مليون فدان،خالفوا أساليب الري الحديثة التى كان من المقرر عليهم اتباعها؛ وعملنا على إعادتهم   للري الحديث ضمن المرحلة الأولي للمشروع بتقديم تسهيلات مالية من البنوك لا تتعدى فائدتها 5% لتوفير تكاليف عملية التحويل والتى تتراوح بين 15 إلى 20 ألف جنيه للفدان ، كما قدمنا   دعم    فني   مجانا من رفع لمساحة الأرض وتصميم شبكات الري، وتحديد ما يحتاجه من مواسير ورشاشات للتحول إلى الري الحديث .   وتتراوح تكلفة   تحويل الفدان إلى أساليب  الري الحديث من 20 إلى 25 ألف جنيه قيمة المعدات التى يحتاجها.   وأضاف،  " بحلول   يونيو القادم ستصبح إجمالي الاراضي الزراعية   الجديدة تروي   بوسائل الري الحديث،   بعدها مباشرة   سنبدأ   المرحلة الثانية في تحويل نحو 4 مليون فدان من الأراضي الزراعية القديمة البالغ  مساحتها  6 مليون فدان  الممتده من طنطا حتى أسوان خلال ثلاث سنوات؛ ليتبقى المرحلة الثالثة والأخيرة بمساحات 2 مليون فدان .   وأهلت وزارة الزراعة والري حتى الآن نحو 80 شركة؛ للعمل ضمن المشروع، بالقيام   بتوفير التصميمات و   المعدات الزم تركيبها  لتحول إلى أساليب الري الحديثة .   وتعمل ايضا وزارة الزراعة ضمن   محورها   لترشيد المياه في الاستخدام الزراعي، على عدم التوسع في زراعة المحاصيل  شرهة في المياه مثل الأرز وقصب السكر ، و استخدام التكنولوجيا الحديثة  في الزراعة، واستنباط أصناف زراعية قصيرة العمر وموفرة للمياه .   وقال، "حماد"، استخدمنا تكنولوجيا الزراعة الحديثة في الأراضي الشمالية (التوسية بالليزر) في زراعة القمح والأرز والذرة ، و نجحنا في استنباط أصناف جديدة خاصة   من الأرز عمرها الزراعي 100 يوم تحتاج 5 آلاف متر مكعب   لزراعتها بدلا من 8 آلاف متر مكعب في الأصناف القديمة .   واستكمل" حماد"   خطة وزارة الزراعة   سترفع   من كفاءة استخدام الأسمدة، و المياه من نسبة 50% حاليا   إلى 95%،   الذي سيؤثر ايجابيا على    تحسين   إنتاجية   الأرض الزراعية… التحول إلى الري الحديث بالنسبة للفلاحين أصبح إجباري وليس اختياري بموجب قانون الموارد المائية الجديد .