حوار يحمل جينات الوطن مع الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز

  • 4/17/2021
  • 02:47
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أجراه : علي اليامي لم تكن نجران مجرد محطة عادية بالنسبة له بل كانت ولا زالت موضع حب واحترام يحمله معه أينما حط رحاله .. عشق كل شيئ فيها .. ناسها وجبالها و رمالها و تاريخها المعطر بالأصالة .. لم تغب نجران يوماً عن باله .. كان أميراً عليها ولكنها ملكت قلبه وتغلغلت في مشاعره فأصبح كلما زاد منها بعداً زادت منه قرباً .. إنه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز .. الرجل الذي يحمل جينات الوطن و يتنفس برئته .. عرفته وزارةالخارجية السعودية دبلوماسياً محنكاً و وطنياً مدافعاً عن مصالح وطنه ، وطاف يحمل عب المسؤولي ًة بين إمارة نجران وإمارة مكة فكان خير من لبى نداءات الوطن .. كريم .. متسامح .. التواضع طبع أصيل في تعامله.. اجتمعت لديه أسباب الثقافة والرياضة وحب المعرفة وشغلت حيزاً كبيراً في قائمة أولوياته .. إنه ( مشعل ) الذي نلتقيه في هذا الحوار لنستكشف بعض ملامح شخصيته الموسوعية. نتحدث بلغة الحاضر .. أنت رجل متعدد المداخل تأخذ من كل بستان زهرة .. كيف استطعت إدارة هذا التنوع في حياتك العامة والخاصة؟ علمني والدي كما علمتني الحياة أن أسعى إلى المعرفة أينما وجدتها لأن الإنسان بدون معرفة فهو كائن فاقد للبصيرة ولا يدرك معاني الأشياء والمعرفة الحقيقية عندي هي التي تبدأ من تواصلك مع الآخرين وتكون جزءً من أمالهم وأحلامهم حتى تتمكن من التعامل مع تفاصيل حياتهم العادية وتشعر بقضاياهم الحياتية ومن هنا تكون أقرب إليهم دون تكلف أو حواجز. .. قبل فترة ليست بعيدة اطلعتنا على رسالة موجهة من الراحل الشيخ عبد العزيز التويجري إلى سموك حملت مشاعر خاصة ومعان كبيرة في حب الوطن .. ماذا تعني لك مثل هذه الرسائل؟ .. كان الراحل عبد العزيز التويجري ليس مجرد صديق للعائلة ورجل دولة بل والد ثان ومعلماً لنا جميعاً وهو كما هو معروف وطني من طراز خاص .. وأذكر هنا أن والدنا – رحمه الله – كان يرسله لنا ليراجع معنا واجباتنا الدراسية ومن هنا جاء ارتباطنا به وكان يزودنا بالثقة و الصدق و حب المعرفة وحين تجلس في حضرة الملك عبد الله و الشيخ عبد العزيز تشعر بأنك تجلس على قمة الوطنية .. وكثيراً ما كان الشيخ عبد العزيز يطلب مني أن أرافقه إلى قصر والدي الملك عبد الله وكان سريع في الخطى وسريع في الحديث ويلزمك التركيز معه وهو يلقي عليك بالنصائح والحكم .. لم أر في حياتي رجلاً أكثر دهاء وحكمة وبعد نظر من الراحل عبد العزيز التويجري ولي معه مواقف وقصص كثيرة وقليلون هم من يعرفون علاقتي به .. ومن هنا يأتي سر اهتمامي بكل شيء يخص الشيخ عبد العزيز التويجري – رحمه الله – وهذه الرسالة واحدة من الذكريات الجميلة التي احتفظ بها في مكتبتي عن هذه الشخصية العظيمة. … رغم أن مشعل بن عبد الله غادر نجران من موقع المسؤولية قبل سنوات عديدة إلا أنه مازال مرتبطاً ارتباطاً روحياً بهذه المنطقة … ما السر في هذا التواصل ؟ … نجران ظلت ومازالت تشكل لدي محطة مهمة في حياتي المهنية وعلاقاتي الشخصية .. وصلتي بهذه المنطقة لم تكن يوماً مجرد ارتباط بالامارة بل تجاوزت هذا بكثير .. هنا في هذه المنطقة وجدت كل ما هو جميل حيث التسامح هو العنوان الأبرز في تعامل أهل نجران ، ورغم العقبات التي اعترضت طريقي على أيام وجودي كأمير في المنطقة إلا أنه بفضل الله ومساعدة أهالي نجران أستطعت تحقيق الكثير على مختلف الأصعدة . ..شهدت فترة وجودك في نجران ظهور عدد قليل من المتشددين وبعض الذين يحاولون اللعب على ورقة المذهبية الضيقة .. كيف استطعت مواجهة هؤلاء وقتها؟ .. لم أكن اقاتل وحدي ضد هذه الأفكار الهدامة التي أراد أصحابها أن يجعلوا من نجران ساحة لصراع ديني ومذهبي بل استعنت في ذلك بحكمة الراحل المغفور له والدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز كما وجدت أهل نجران يشدون من أزري في مواجهة هذه القلة من الناس التي حاولت أن تعبث بنسيج المنطقة المتماسك منذ الأزل فكان النجاح حليفنا في هذه المعركة الفكرية. … بعيداً عن شؤون الامارة ظل الأمير مشعل مرتبطاً بإنجازات الرياضة السعودية بصفة عامة والرياضة في نجران على وجه الخصوص والشاهد على ذلك التطور الكبير الذي حدث في نادي نجران و انتقاله إلى مربع الكبار .. ماذا تقول في هذا الجانب؟ .. هذا موقف طبيعي من جانبي لأني أشجع كل ما هو سعودي في جميع المجالات والرياضة أصبحت قيمة وطنية كبرى لابد من رعايتها وتوجيه الاهتمام لها ونادي نجران كان دائماً غني برجاله وتكامل الأدوار هو الذي ساعد على إنجاز ما تحقق وأتمنى أن يعود نادي نجران برفقة الأخدود إلى دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين قريباً. … جمعتك علاقة مميزة مع الشيخ الراحل عبدالله المكرمي .. نود معرفة بعض التفاصيل عن هذه العلاقة وكيف ساهمت في تدعيم النسيج الاجتماعي بنجران؟ أعتبر الشيخ عبد الله المكرمي في مقام والدي وقد كان من أصحاب المشورة والنصيحة أيام وجودي في إمارة نجران ولي معه مودة وتواصل خاص منبعه حب الوطن لذا كنت دائماً أقف إلى جانب ما يطرحه من أفكار مفيدة ورؤى حكيمة ميزته عن الآخرين طوال حياته – رحمه الله . مشعل بن عبد الله قارئ نهم وعاشق للكتاب … من أين اكتسبت هذه الصفات؟ .. منذ صغري كنت صديق للكتاب ومحب للمعرفة واكتشاف الجديد وأنا أؤمن بأن الثقافة هي غذاء الروح مثلما أن الطعام هو غذاء الجسد لذلك كنت ومازالت حريصاً كل الحرص على متابعة كل ما هو جديد ومفيد في عالم الأدب والتاريخ والعلوم . .. ما الأسس والمعايير التي اعتمدها الأمير مشعل في إدارة الإمارة حتى تمكن من تحقيق إنجازات مازالت ماثلة للعيان ؟ … بعد عون الله وتوفيقه استطيع القول وبكل أمانة أن ما تحقق في نجران كان نتيجة عمل جماعي متجرد شارك فيه كل أهل نجران بمسؤولية كاملة وحب كبير للوطن والقيادة ومن هنا جاءت النتائج ملبية للطموحات لذا أنا أعتبر أن الشعور الوطني هو الطاقة الإيجابية الأولى التي اعتمدت عليها في إدارة إمارة نجران في تلك الفترة وأنا سعيد جداً بما تحقق فيها ومازال هذا التوجه يسير بخطى واثقة على يد الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد وسمو نائبه الأمير تركي بن هذلول. .. شهد وجودك في نجران اهتمام واسع من قبل وسائل الإعلام المحلية والعربية بما يجري في المنطقة من تنمية اقتصادية واجتماعية واستثمارية .. كيف ترى دور الإعلام في اسناد الجهود الحكومية؟ .. ظل الإعلام السعودي على مدى تاريخه الطويل يقف في الصفوف الأولى إلى جانب الدولة ناقلاً أميناً لما يتحقق من إنجازات ومتابعاً حصيفاً لكل الاخفاقات ، وأنا شخصياً وجدت عوناً كبيراً من وسائل الإعلام على أيام عملي في نجران وقد كنت أهتم بكل كلمة ترد في الصحف عن الإمارة مدحاً أو قدحاً وساعدني ذلك في تصحيح كثير من المفاهيم مثلما كان هذا الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام هو بمثابة القوة المحفزة لنا لمواصلة الإنجاز والعمل على تجويد الأداء الوطني بصورة عامة. .. مجتمع نجران مازال يعتبر( مشعل بن عبد الله ) بشير خير وقد ردد أسم سموك كثيراً عقب تبرعاتك السخية لناديي نجران والأخدود وجمعية شمعة أمل .. ماذا يمثل هذا الشعور لمشعل بن عبد الله؟ .. أنا أعتز دائماً بمحبتي وقربي من نجران وأهلها وعلاقتي بهذه المنطقة تتجاوز كل دعم مادي لأنها علاقة مبنية على المحبة المتينة والأخوة الصادقة ولا شكر أو أمتنان بين المحبين والأصدقاء وستظل نجران دائماً في سويداء الفؤاد وكل نجاح في هذه المنطقة يمثل نجاحاً شخصياً لمشعل بن عبد الله وهؤلاء هم أهلي والوفاء منهم شيئ غير مستغرب وأنا أبادلهم الشعور ذاته. .. في كل المراحل ظل مشعل بن عبد الله هو ذاته لا يتغير بفعل المناصب ولا يتبدل عطاءه في كل الظروف .. كيف يستطيع سموك ضبط هذه المعادلة ؟ أحمد الله كثيراً على نعمتي الصحة والعافية وأن جعلني سبباً في سعادة آخرين وأنا أعتبر نفسي لم أقدم شيئاً لأن الوطن منحني كل شئ ولن أتردد لحظة في تقديم ما استطيع من فكر وجهد وزمن ومال من أجل هذه البلاد العظيمة وتحت ظل هذه القيادة الحكيمة . … أخيراً كيف يرى الأمير مشعل صورة السعودية ماضيا وحاضراً على خارطة الإعلام الإقليمي والدولي؟ … كما تعلم أن الوطن هو كل شيئ بالنسبة لي ولكل مواطن سعودي وهو عشق أبدي لا تحده حدود ولا يمكن وصفه بعبارات أو وضعه ضمن مقاييس محددة وأعتقد أن السعودية اليوم هي أكثر قوة ومنعة وتأثيراً في محيطها الإقليمي والدولي لذلك فهي تستحق هذا الإهتمام العالمي وهذا هو دأب المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز وخلال مسيرتها الطويلة في ظل أبنائه الملوك من سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله وحتى يومنا هذا تحت قيادة وحكمة الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله –وسمو ولي عهده الامين هكذا كانت السعودية وستظل – بإذن الله – منبع خير و مصدر سلام وإلهام لكل دول العالم.

مشاركة :