مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية والبعد الحضاري للمملكة

  • 4/17/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن الانتهاء من تطوير وتأهيل مسجد الشيخ أبو بكر بمحافظة الأحساء إلا جزء من عمل ضخم يتم ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية؛ إذ يتم العمل على هذا المشروع  منذ فترة، وهناك الكثير من المساجد التي تم تطويرها بالفعل ضمن المبادرة. ويعتبر مسجد أبو بكر من أقدم المباني التراثية وسط حي الكوت القديم بمدينة الهفوف بمحافظة الأحساء، ويبعد المسجد نحو 200 م شرق مقبرة الكوت، ونحو 390 م جنوب غرب قصر إبراهيم. ويتسم مسجد أبو بكر ببنائه على طراز معماري فريد؛ حيث كان بناؤه من الطين والحصى وجذوع خشب النخل، وتبلغ مساحة المسجد قبل التطوير نحو (565م2)، ويتسع إلى نحو 125 مصليًا. ويتكون المسجد من بيت للصلاة بمساحة (5.65*13.7م)، وساحة خارجية بمساحة (15.85*16.35م) مظلل جزء منها، ومستودع مكون من غرفتين تبلغ مساحة كل منهما 12.5م2، وسكن للإمام مساحته نحو (127م2)، بالإضافة إلى دورات للمياه تبلغ مساحتها (40م2). وأصبح المسجد، بعد إدخال أعمال التطوير والترميم ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، يتسع لـ (166) مصليًا، ويتكون من بيت الصلاة والسرحة ومستودع، وسكن الإمام وغرفة نوم ومطبخ ودورات مياه، ومصلى للنساء ودورات مياه ومواضئ للرجال والنساء، وبئر وماء سبيل. ويعود تاريخ تشييد مسجد أبو بكر إلى أكثر من 300 عام، حيث تكفل ببنائه الشيخ أحمد أبو علي، ويرتبط به مدرسة ورباط أبي بكر الواقعة جنوب غرب المسجد، التي كانت تعد منارة للعلم الشرعي، حيث كان يتوافد عليها العديد من طلاب العلم من دول الخليج والهند وباكستان، وتم بناء المسجد للتيسير على سكان الحي والتسهيل على طلاب العلم الذين يدرسون بالمدرسة. ويتناوب على إمامة المسجد مشايخ من أسرة أبي بكر، منهم الشيخ بن محمد عمر الملا الشهير بأبي بكر الكبير، والشيخ عبدالله الملا المعروف بأبي بكر الصغير، والشيخ أحمد أبو بكر الملا، ومن بعده أبناؤه. اقرأ أيضًا: «إعمار المساجد التاريخية».. شغف وإيمان بالتراث الوطني مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية ويولي مشروع «محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية» اهتمامًا كبيرًا بتطوير القرى والبلدات التراثية وأواسط المدن التاريخية في السعودية، وإعادة تأهيل تلك المساجد للعبادة والصلاة بعد أن طالها الهجر في السنوات الماضية. ويتزامن ذلك مع التنمية العمرانية السريعة، التي وقعت خلال العقود الأربعة، والتي كان من آثارها الاتجاه نحو بناء مساجد حديثة، وإهمال معظم المساجد التاريخية، بل وهدمها في بعض الأحيان، وبناء مساجد جديدة مكانها، أو ترك المساجد التاريخية والانتقال إلى مساجد حديثة أخرى؛ ما أدى إلى زوال الكثير منها؛ إذ أن الكثير من هذه المساجد يقع في قرى تراثية معظمها مهجور، إضافة إلى التأكيد على استعادة أصالتها المعمارية وفقاً لمعطيات مواقعها الجغرافية. ويهدف مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية إلى المحافظة على المساجد التاريخية، وإبراز الخصائص العمرانية في تصميمها والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة، خاصة وأن معظم عناصر تصميم المساجد التاريخية يتواكب مع الاتجاه نحو الاستدامة والعمارة الخضراء، كما أن المحافظة وتطوير المساجد التاريخية يسهم بشكل رئيس في إبراز البعد الحضاري للسعودية الذي تركز عليه رؤية 2030. اقرأ أيضًا: الفنانة التشكيلية مها الكافي: لوحة خادم الحرمين الأقرب إلى قلبي 30 مسجدًا تاريخيًا وكانت مؤسسة مسك الخيرية ، أعلنت، في وقت سابق، عن مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لتطوير وتجديد المساجد التاريخية في المملكة بدعم تجاوز 50 مليون ريال للمرحلة الأولى في عام 2018. ونجح المشروع، خلال المرحلة الأولى، في تطوير وتأهيل 30 مسجدًا تاريخيًا في أنحاء السعودية بتكلفة 50 مليون ريال على مدار 423 يومًا بتوجيه ومتابعة سمو ولي العهد؛ حيث تستهدف المبادرة بجميع مراحلها تطوير 130 مسجدًا. وبدأ عدد من مساجد المرحلة الأولى في استئناف فتح أبوابه أمام الجميع في يناير الماضي، فيما تتفاوت أعمار المساجد التاريخية ضمن المرحلة الأولى بين 1432 و60 عامًا. اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن قصر صاهود التاريخي الأماكن الطبيعية في المملكة.. جولة من السحر والخيال وزارة السياحة السعودية.. تحولات بنيوية وأهداف طموحة

مشاركة :