خطيب الحرم المكي: مركز الملك سلمان ومنصة «إحسان» نماذج مشرقة لـ«إنسانية المملكة»

  • 4/17/2021
  • 01:38
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. عبدالرحمن السديس، إن في شهر رمضان العظيم يُنْدَب البذل والإحسان والعطاء، ألا فجودوا أيها الكرماء النبلاء، مما أفاض الله عليكم، وابسطوا بالنوال والعطاء الأيادي، لِتُبَدِّدُوا بذلك هموم المَدِينين، وعوَزَ المحتاجين، وخصاصة المكروبين، وإن لكم في التنافس في الخير والتسابق إليه أسوة حسنة في نبيكم، حيث كان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، وليكن ذلك تحت مظلة مأمونة، وجهات موثوقة، وما مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومنصة «إحسان» للعمل الخيري، إلا نماذج مُشْرِقة لمواقف هذه البلاد المباركة، وحِرْصِ ولاة أمرها على دعم الأعمال الإغاثية والإنسانية، مما يتوجب التأييد والمساندة، في أداء رسالتهما الإغاثية والصحية والخيرية والإنسانية العالمية والحضارية.منائح الكَرَم وأوصى فضيلته المسلمين بتقوى الله؛ فبالتقوى تَسْحَجُوا عن النفس صَرَى هواها، وتدفعوا عن الأمة الأسى الذي عَرَاها، والخَطْبِ الذي أوهاها، وتَفْتَرِعُوا من العِزَّة ذُرَاهَا، وبها تَحْمِدُ الأُمَّةُ سُرَاهَا.وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: إنّ لمنائح الكَرَم نَشْرًا تَنُمُّ بِهِ نفَحاتُها، وتُرْشِدُ إلى روضِهِ فَوْحاتُها، والأحوذي الألمعي مَنْ يَسْتَدِلُّ بِتَأرُّجِ العَرْفْ على تَبَلُّجِ العُرفْ، وإن من المسَارِّ التي يُبتهَج بها ويُتَهادَى، والنِّعمِ السابغةِ على المسلمين جميعًا وفُرادَى، ما تهنأ به أمة الإسلام من حلولِ شهر رمضان المبارك، فها هو الشهر الكريم قد غمر الكونَ بضيائه، وعَمَّر القلوب ببهائه وسنائه، شهْرٌ جَرَتْ بالطاعات أنهاره، وتفتقت عن أكمام الخير والبرّ أزهاره، واسَّمَّع المسلمون في لهيفِ شَوقٍ لمقاصده وأسراره، وأصَاخوا في خشوع إلى مراميه المستكنَّةِ وأخبارِه، تَفيض أيامه بالقُربات والسُّرور، وتُنِيرُ لياليه بالآيات المتلوَّات والنور، موسمٌ باركه الرحمن وخلَّده القرآن.منحة إلهية وأضاف: شهر رمضان نفحة ربانية، ومنحة إلهية تُفْعِم حياة المسلمين بِالذِّكر والقربات وفيه تلهج الألسنُ بِعَاطِرِ التلاوات، وتَبْهَج الأنفس بأنْدَاءِ الصيام وأنوار القيام، شرعه الله تعالى ليجدِّدَ المسلم شِيَمَه التعبدية المحمودة، ويعاود انبعاثته في الخير المعهودة، فَيَتَرَقَّى في درجات الإيمان، وينعم بصفات أهل البِرِّ والإحسان، حيث لم يَقِف الشارعُ الحكيمُ عند مظاهر الصوم وصوره، من تحريم تناول المباحات والطيبات فحَسْب، بل عمد إلى سُمُو الروح ورقي النفس وحفظها وتزكية الجوارح، والصعود بها من الدرك المادي إلى آفاق السُّمُو والعلو الإيماني، لذا اختص الله -عز وجل- هذه العبادة دون سائر العبادات، كما في الصحيحين: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي به».وأكد فضيلته أن هذه الأيام المباركة فرصة سانحة لمراجعة النفس وإصلاح العمل، ونبذ الخلافات والفُرقة، وتحكيم لغة العقل والحوار، والتعاون على البر والتقوى؛ بما يحمله هذا الشهر الكريم من دروسٍ عظيمة في التسابق في الخيرات والأعمال الصالحة، فهل عَمِلَت الأمة على الإبقاء على الصورة المُشْرِقَة، التي اتَّسَمَ بها هذا الدين الإسلامي في وسطيته واعتداله، ومكافحة الغلو والتطرف والإرهاب؟، وهل تصدت لكل ما يُفْسِد على العالم أَمْنَه واستقراره وتعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب ونبذ العنصرية والطائفية؟، هل وقفت بحزم أمام مَنْ يُرِيد هَزَّ ثوابتها والنَّيْل من مُحْكَماتها والتطاول على مُسَلَّمَاتها وقَطْعِيَاتها؟، وإن للإعلام والتقانة اليوم رسالة عظيمة، فما أعظم استثمارها في نشر سماحة الإسلام، والحذر مما تعج به بعض مواقع التواصل من أضاليل فكرية، وتوجهات غير شرعية، والحذر الحذر من خيانة الدين والأوطان، والحرص على أداء الأمانات، ومراعاة حقوق الملكيات، خاصةً الملكية الفكرية وحمايتها.ظروف استثنائية ودعا د. السديس قاصدي بيت الله الحرام قائلا: وإذا كان العالم لا يزال يعيش ظلال هذه الجائحة القاتمة، ويحل رمضان علينا في ظروف استثنائية صحية فإنه لا يزال التأكيد مستمرا على الحذر والجدية واستشعار المسؤولية الدينية والوطنية والأمنية والصحية والمجتمعية، وعدم التراخي والتساهل والتهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية، والإرشادات الصحية، خاصة التباعد الجسدي، وعدم التجمعات، وارتداء الكمامات، والتزام التعقيمات، والإسراع في أخذ اللقاحات، والحذر من التشكيك والتشغيب على الجهات المعنية ونشر الشائعات المغرضة، والافتراءات الكاذبة، وقد خَصَّت بلاد الحرمين الشريفين - رواد الحرمين الشريفين من المصلين والمعتمرين والزائرين بمزيد الاهتمام والعناية والرعاية، من خلال إجراءات نموذجية، وتقنيات حديثة، مُتَّخَذَة لسلامة قاصدي الحرمين من هذه الجائحة، فالمأمول من الجميع الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتطبيق التدابير الوقائية حتى تزول الجائحة -بإذن الله-، حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومكروه، وسائر بلاد المسلمين.ووجه تحية تقديرٍ وإجلال لأبطال الصحة، ومثلها لرجال التعليم والمعلمين والمعلمات، ودعاءٌ لطلابنا وفَتَيَاتِنَا بالصلاح والنجاح والتوفيق والفلاح، وشكرٌ لولاة الأمور على مؤازرتهم ودعمهم، ودعاءٌ لرجال أمننا المرابطين في الحدود والثغور، والمرابطين في الحرمين الشريفين لخدمة المعتمرين والزائرين، والجهات العاملة في خدمة رواد الحرمين، ولا حرم الله الجميع الأجر والمثوبة، إنه جواد كريم.استشعار المسؤولية الدينية والوطنية والأمنية بعدم التراخي في احترازات كورونا الحذر من التشكيك والتشغيب على الجهات المعنية ونشر الشائعات المغرضة

مشاركة :