مستشار تبون يزيد من التصعيد بين الجزائر وفرنسا

  • 4/18/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مستشار تبون يزيد من التصعيد بين الجزائر وفرنسا الجزائر - وجّه مستشار الرئيس الجزائري المكلف بملف الذاكرة عبدالمجيد شيخي رسائل شديدة اللهجة للفرنسيين تزيد من حدة التوتر القائم بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة، وهي الرسائل التي وردت في تصريح أدلى به من مدينة بجاية البربرية الواقعة شرقي العاصمة بنحو 200 كيلومتر. ويعد التصريح الذي أدلى به المستشار الرئاسي الأول من نوعه منذ استحداث المنصب وشغله من طرف شيخي وهو أستاذ وباحث في التاريخ ظل يلتزم التحفظ تجاه ما عرف بتقرير المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، ولم يصدر عنه أي تعليق، الأمر الذي تم تأويله بإذعان جزائري لإرادة الإليزيه في تسوية الملف التاريخي العالق بين الطرفين. وتوترت العلاقات بين باريس والجزائر منذ الإعلان عن تأجيل زيارة رئيس الحكومة الفرنسية جان كاستيكس للجزائر التي كانت مقررة في العاشر والحادي عشر من الشهر الجاري إلى أجل غير مسمى، ولم يتم تقديم مبررات مقنعة للرأي العام، إلا “الظروف الصحية وعدم احترام الندية الدبلوماسية”. وذكر شيخي في الاحتفالية الرمزية المنتظمة في مدينة بجاية احتفاء بذكرى وفاة رمز الإصلاح الفكري والاجتماعي عبدالحميد بن باديس بأن “تقرير بنجامان ستورا هو تقرير فرنسي لا يعني الجزائر في شيء”. وهو ما يصب في خيار رفض الجانب الجزائري لمضمون التقرير المذكور وعودة العلاقات الثنائية إلى مربع الصفر، رغم ما ظهر من تقارب بين الرئيسين عبدالمجيد تبون وايمانويل ماكرون خلال الأشهر الأخيرة. وجاء تصريح شيخي في أعقاب تصريح أكثر حدة وإثارة للجدل صدر عن وزير العمل والضمان الاجتماعي المحسوب على تيار الإخوان الهاشمي جعبوب لما صرح داخل غرفة البرلمان الثانية (مجلس الأمة) بأن “فرنسا عدوّنا اللدود في الماضي والحاضر، وهو ما اعتبر تجاوزا للأعراف الدبلوماسية المعمول بها”. وانتقد مستشار تبون ما أسماه بـ”الوجه البشع للاستعمار الفرنسي في الجزائر، وجرائمه المتراكمة في حق الشعب والتاريخ والحضارة والدين واللغة”. وذكر شيخي بأن “نسبة الأمية في بلاده العام 1830 لم تكن تتجاوز 20 في المئة، وأن المستعمر منذ أن وطأت قدمه الجزائر سخر كل الوسائل لإبادة مقومات الشعب الجزائري، مستدلا على ذلك بكون نسبة الأمية التي خلفتها فرنسا بعد 40 سنة من الاحتلال كانت في حدود 90 في المئة”. وأشاد المتحدث بـ”تمسك الجزائريين الشديد بالدين الإسلامي واللغة العربية رغم التضييق الذي مارسه الاستعمار الفرنسي”، واستدلّ على ذلك برسائل سكان ولاية بجاية إلى الحاكم العام الفرنسي يقولون فيها “خذوا خبزنا وردوا علينا لغتنا وديننا”. وجاءت تصريحات مستشار الرئيس تبون في إطار تصعيد دبلوماسي غير مسبوق بين البلدين الأمر الذي يكرس حالة التذبذب المستشري في علاقات الطرفين، ومدى تأثير التراكمات التاريخية عليها، رغم جهود بعض السلطات والمؤسسات هنا أوهناك. وكانت السفارة الجزائرية في باريس قد استعادت خلال الأسابيع الماضية أربعين عقارا كانت بحوزة أشخاص محسوبين على مؤسسات رسمية، بينما انسحبوا من مهامهم منذ سنوات على غرار السفير السابق ميسوم سبيح الذي كان يتقاضى راتبا يقدر بتسعة آلاف أورو دون أن يمارس أي مهام رسمية وهو ما يشكل إدانة غير مباشرة للفرنسيين كون بلادهم من أكبر الدول التي تحتضن العقارات والممتلكات المنهوبة من مال الجزائريين. كما يبدو أن باريس لم تتفاعل بجدية في ملف المطلوبين الذي تقدمت به الجزائر لاستقدام ناشطين سياسيين معارضين يقيمون على الأراضي الفرنسية، كما هو الشأن بالنسبة إلى الضابط والإعلامي السابق هشام عبود، والمدون والإعلامي أمير بوخرض، مما أصاب نظيرتها الجزائرية بالخيبة والإحباط.

مشاركة :