افتتح وزير الآثار والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والدكتور على جمعة رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والسفير جوناثان كوهين سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، اليوم الأحد، القبة الضريحية للإمام الشافعي وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها وصيانتها. وتفقد الحضور أعمال مشروع ترميم القبة بحضور العميد مهندس هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الهندسية بالمتاحف والمواقع الأثرية والمشرف على مشروع القاهرة التاريخية والدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار. وقالت وزارة السياحة والآثار في بيان منذ قليل: "هذا المشروع الضخم والذي استمر قرابة الخمس سنوات بتكلفة مقدارها أكثر من 22 مليون جنيه، أفضل احتفال بيوم التراث العالمي". وأضاف البيان: "المشروع ساهم في إضافة منطقة جذب سياحي جديدة للزائرين حيث إن القبة هي أحد أهم الأثار الإسلامية في مصر وواحدة من أشهر القباب الضريحية بها ليس فقط لعمارتها وقبتها الخشبية الأضخم ولكن لأنها ضريح الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي أحد اللائمة الأربعة ومؤسس المذهب الشافعى والقاضى والفقيه والرحالة والشاعر". جدير بالذكر أن مبني القبة يتضمن أمثلة نادرة للزخارف الجصية والأعمال الخشبية المزخرفة وتكوينات بديعة من الخشب الملون بأنماط مميزة، ليصبح المبنى سجلًا بصريًا لطرز الزخارف الإسلامية على مر العصور. ومن جانبه قال السفير جوناثان كوهين: يسر الولايات المتحدة أن تدعم صيانة ضريح الشافعي من خلال صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي، ويضمن هذا العمل أن يكون رمزًا مهمًا للتاريخ الديني والعمارة الإسلامية في مصر متاحًا للزوار، ويعد هذا المشروع جزءًا من استثماراتنا البالغة 100 مليون دولار على مدى الـ 25 عامًا الماضية والتي تهدف للحفاظ وترميم وحماية أكثر من 85 موقعا للتراث الثقافي والديني في جميع أنحاء مصر. وأوضح العميد مهندس هشام سمير، أن مشروع الترميم المنفذ في الفترة بين 2016 و2021، استهدف معالجة عدد من مظاهر التداعيات الإنشائية والمعمارية حيث تضمنت أعمال الترميم الخارجية ترميم الجص المزخرف، أما عن الأعمال الداخلية فتضمنت ترميم الأخشاب الملونة، والتكسيات الرخامية الملونة، بالإضافة إلى الإصلاحات الإنشائية للمباني، وأعمال ترميم الأسقف والتبليط، وكذلك مجموعة من أعمال الترميم الخاصة مثل ترميم التوابيت الخشبية والمقصورات والتكسيات الرصاص، والعشاري وهو المركب الذى يعلوا القبة. كما تم تطوير نظام الإضاءة وإضافة لوحات توضيحية تشرح القبة ومكوناتها للزائرين، بالإضافة إلى توثيق مبنى القبة وتفاصيله الزخرفية توثيقًا شاملًا. وقالت مي الإبراشي مدير مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي: مكتب مجاورة للعمران قام بتنفيذ مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي ضمن إطار عمل مبادرة "الأثر لنا"، والتي يديرها بالشراكة مع جمعية الفكر العمراني وذلك تحت إشراف وزارة السياحة والآثار ممثله في قطاع الاثار الإسلامية والقبطية واليهودية والإدارة العامة للقاهرة التاريخية، بدعم من صندوق السفراء الأمريكي للحفاظ على التراث الثقافي بدعم إضافي من مؤسسة بركات، وصندوق الأمير كلاوس، ومؤسسة ألف. وأثناء أعمال مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي تم العثور في الأرضية على بقايا جدران قبة فاطمية لم تُذكر من قبل في المصادر التاريخية وأشرطة كتابية خلف عناصر معمارية أحدث بالإضافة إلى عناصر زخرفية مستترة خلف طبقات من الطلاء الحديث، مشيرة إلى أن هذه الاكتشافات الجديدة والتى تم إظهارها وتوثيقها بالقبة الأثرية، تعتبر إضافة بالغة الأهمية لعمران القبة الضريحية وتطورها. وقد قام فريق العمل بإعداد مقترح تفصيلي لعمل مركز للزوار يتم استحداثه بالموقع لعرض المكتشفات وسرد قصة القبة ومحيطها بأسلوب تفاعلي شيق. وأشار الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية واليهودية إلى أن القبة الضريحية للإمام الشافعى تقع بجوار مسجد الإمام الشافعي، وتحديدًا بقرافة الإمام الشافعى بالقاهرة. شيد هذه القبة الضريحية السلطان الكامل الأيوبي عام 1211 م/608 هـ أعلى قبر الإمام الشافعي إكراما وتعظيما له.
مشاركة :