ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد، أن الوكالات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية، تتسابق الآن لوضع خطط لمواجهة الجماعات المتطرفة في أفغانستان، بعد الانسحاب الذي قرره الرئيس الأمريكي جو بايدن لقواته من هناك، غير أن العديد من المسئولين الحاليين والسابقين يحذرون من أن الولايات المتحدة ستواجه صعوبة كبيرة لدرء التهديدات التي تحدق بالأمن الأمريكي من بعيد. ونقلت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن) عن الرئيس بايدن قوله: إن الولايات المتحدة ستعيد نشر أفرادها ومعداتها بمجرد أن تسحب وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قواتها من أفغانستان قبل الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر. وأكد بايدن أيضا، عندما أعلن قراره بإنهاء الحرب التي أصبحت الآن أطول حرب في تاريخ أمريكا، بعدما كان ذلك هدفا استعصى على الرؤساء السابقين، قائلا: "إننا لن نرفع أعيننا عن التهديد الإرهابي". وفي الوقت نفسه، قال كبار مساعدي بايدن إن هذه الخطوة، التي جاءت على الرغم من تحذيرات القادة العسكريين والاستخباراتيين ، من أن الانسحاب قد يسمح بإعادة تنظيم صفوف تنظيم القاعدة من جديد بعد أن تقلص في السنوات الأخيرة، وكان ضروريًا الامتثال لاتفاق الانسحاب لعام 2020، الذي تفاوض عليه الرئيس السابق دونالد ترامب مع حركة طالبان، وللسماح للولايات المتحدة بالتركيز على التحديات الأكثر إلحاحًا في الوقت الراهن، مثل الصعود العسكري للصين. ومن ناحية أخرى حذر بعض المسئولين من أن المقايضات الأمنية الأمريكية، لا سيما في ظل حالة الهشاشة التي تتسم بها محادثات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية، يمكن أن تكون شديدة الانحدار، لاسيما إذا حُرمت من القواعد العسكرية ،وترسانة الأسلحة والطائرات وشبكة المصادر البشرية التي تمتلكها الولايات المتحدة في أفغانستان حاليا. ومن بين هؤلاء المسئولين، قالت ليزا كورتيس، التي شغلت منصب مسؤول البيت الأبيض في أفغانستان وباكستان خلال إدارة ترامب:" إنه بدون وجود أمريكي، سيكون "لديهم الحرية لفعل ذلك بالضبط". وكررت كورتيس تحذيرات مدير وكالة المخابرات المركزية وليام جيه بيرنز، الذي أخبر المشرعين هذا الأسبوع أن الرحيل العسكري سيقلل من قدرة الحكومة الأمريكية على اكتشاف التهديدات الأمنية والرد عليها، بما في ذلك مجابهة تنظيم داعش الإرهابي، وقال "بصراحة، هناك خطر كبير بمجرد انسحاب الجيش الأمريكي وجيوش التحالف من أفغانستان". ويقول مسئولون في البنتاجون إن خطط إعادة التمركز الأولية، التي تم وضعها خلال مراجعة السياسة التي بدأها بايدن بعد توليه منصبه وخلال المناقشات السابقة حول الخيارات الأمريكية في أفغانستان، ستتم إعادة صياغتها وتقديمها إلى وزير الدفاع لويد أوستن للموافقة عليها، وأوضحوا أنه من بين أكبر التحديات التي ستواجه الولايات المتحدة بمجرد رحيل القوات، هي كيفية المراقبة الفعالة -وربما ضرب واستهداف- الجماعات المتطرفة في أفغانستان، لاسيما وأن أغلبها غير ساحلي ويتمركز بعيدا عن أي قاعدة أمريكية رئيسية.
مشاركة :