قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه ويوشيهيدا سوجا رئيس الوزراء الياباني، اتفقا على التعاون في مجال التكنولوجيا، بما يشمل النقص في إمدادات أشباه الموصلات، الذي عطل عمليات الإنتاج في عدد من مصانع السيارات في الولايات المتحدة. وأوضح بايدن للصحافيين عقب اجتماعه الشخصي الأول مع سوجا في واشنطن البارحة الأولى: "سنعمل معا في عديد من المجالات، التي تراوح من تطوير شبكات للجيل الخامس آمنة، ويمكن الاعتماد عليها، إلى زيادة التعاون بيننا بشأن سلاسل التوريدات الخاصة بقطاعات مثل أشباه الموصلات، وأيضا تعزيز الأبحاث المشتركة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وعلم الوراثة، والحوسبة الكمية". ووفقا لـ"الألمانية"، أكد في بيان عقب اللقاء دعمه لإقامة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو في تموز (يوليو) المقبل بعد تأجيلها من العام الماضي، على الرغم من استمرار جائحة كورونا. وشدد الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الياباني التزامهما بمواجهة التحديات من الصين وضمان أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ سلمية وحرة ومفتوحة. وفيما، تتزايد المخاوف بشأن تحركات الصين في الممرات المائية المتنازع عليها، قال سوجا من خلال مترجم: "اتفقنا على معارضة أي محاولات لتغيير الوضع الراهن بالقوة أو الإكراه في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، وترهيب الآخرين في المنطقة". وتطالب الصين بالسيادة تقريبا على كل بحر الصين الجنوبي، ما أثار احتكاكات مع دول أخرى في المنطقة، كما تطالب الفلبين وماليزيا وفيتنام وبروناي وتايوان بالسيادة على أجزاء من البحر. وقال الرئيس الأمريكي: "نحن ملتزمون بالعمل معا لمواجهة التحديات من الصين، مشددا على أن تحالف الولايات المتحدة مع اليابان ودعم الأمن المشترك راسخ"، يذكر أن الولايات المتحدة، المسلحة نوويا، تمثل قوة حماية لليابان، ويتمركز آلاف من جنودها في اليابان. وفي بيان مشترك صدر في وقت لاحق، أكدت الولايات المتحدة مجددا دعمها للدفاع الياباني "باستخدام مجموعة كاملة من القدرات، بما في ذلك القدرات النووية". كما أكد البيان مجددا أن دعم واشنطن لليابان بموجب معاهدة التعاون والأمن المتبادل بين الجانبين يسري على جزر سينكاكو، وهي مجموعة من الجزر الصغيرة غير المأهولة، التي تديرها اليابان في بحر الصين الشرقي. وقد تم رصد سفن خفر السواحل الصينية بانتظام خلال الأسابيع الأخيرة بالقرب من الجزر، التي تطالب الصين وتايوان بالسيادة عليها أيضا، حيث تعرف باسم دياويو وتياويوتاي على التوالي. وجاء في البيان: "معا، نعارض أي عمل أحادي يهدف إلى تقويض الإدارة اليابانية لجزر سينكاكو". وأعربت طوكيو عن مخاوفها أخيرا بشأن قانون صيني جديد يسمح لخفر السواحل في بكين باستخدام الأسلحة ضد السفن الأجنبية. وفي رد على سؤال بشأن إيران، انتقد بايدن قرار الجمهورية، بإجراء مزيد من عمليات تخصيب اليورانيوم، ولكنه أشار إلى أن ذلك لن يحول دون إجراء مباحثات غير مباشرة في فيينا بهدف العودة إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، الذي يعود لعام 2015 وكان رئيس وزراء اليابان تناول إفطاره أمس الأول، مع كارولين كنيدي سفيرة الولايات المتحدة السابقة في طوكيو، ثم شارك في مراسم وضع أكليل من الزهور في مقبرة أرلينجتون الوطنية. كما التقى سوجا نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، وتعد زيارة رئيس الوزراء الياباني لواشنطن أول زيارة لرئيس دولة أو حكومة أجنبية إلى البيت الأبيض منذ تولي بايدن مهام منصبه في كانون الثاني (يناير). وفي تايبيه، أعرب كزافييه تشانج المتحدث باسم المكتب الرئاسي أمس، عن تقدير تايوان لكل من أمريكا واليابان بسبب إعادة التأكيد على أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، الذي أصبح ما أسماه بأنه مركز منطقة المحيطين الهندي والهادي والعالم. ودعا تشانج السلطات في بكين إلى تحمل المسؤولية من أجل المساهمة بشكل مشترك في الأمن والرخاء في المنطقة. وأعربت السفارة الصينية في واشنطن عن القلق إزاء البيان الياباني- الأمريكي. وقالت السفارة في بيان على موقعها الإلكتروني "إن تايوان وهونج كونج وشينجيانج من الشؤون الداخلية للصين، ويتعلق بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي بوحدة أراضي الصين وحقوقها ومصالحها البحرية، وتؤثر هذه الأمور في المصالح الأساسية للصين ولا تسمح بأي تدخل". وأضافت: "نعرب عن قلقنا الشديد ومعارضتنا الشديدة للتعليقات ذات الصلة في بيان القادة المشتركين، ستعمل الصين بحزم على حماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية". وأضافت "لقد تجاوزت هذه التعليقات نطاق التطور الطبيعي للعلاقات الثنائية، وإنها تضر بمصالح طرف ثالث، والتفاهم المتبادل والثقة بين دول المنطقة، والسلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ". وأكملت: "ما يثير السخرية على نحو أكبر أن هذه المحاولة، التي تأتي لإذكاء الانقسام وبناء التكتلات ضد الدول الأخرى، يتم إدراجها تحت راية الحرية والانفتاح". وتابعت: "يتعارض مخطط الولايات المتحدة واليابان مع اتجاه العصر وإرادة شعوب المنطقة وعلى الرغم من أنه يهدف لهدم الآخرين، إلا أنه لن يؤدي إلا إلى إيذاء أنفسهم". ويعكس استقبال الرئيس جو بايدن لرئيس وزراء اليابان يوشيهيدي سوجا، ليكون ضيفه الأول، في أول قمة وجها لوجه بين الزعيمين، تجديد أولويته بشأن التحالفات الأمريكية، فيما يركز على الصين بصفتها التحدي الأكثر إلحاحا للولايات المتحدة. ومن المقرر أن يأتي رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن في أيار (مايو) إلى واشنطن، وقال مسؤول أمريكي بارز أمس الأول: "إن اليابان الرائدة في مجال التكنولوجيا ستعلن التزاما جوهريا بقيمة ملياري دولار بالشراكة مع الولايات المتحدة للعمل على شبكة الجيل الخامس والخطوات، التي ستليها". وتمتعت مجموعة "هواوي" الصينية بهيمنة مبكرة على شبكة الإنترنت من الجيل الخامس (5 جي)، التي أصبحت جزءا مهما من الاقتصاد العالمي، على الرغم من الضغوط الأمريكية الشديدة على الشركة، التي تقول واشنطن: إنها تشكل تهديدات للأمن والخصوصية في العالم الديمقراطي. وأضاف المسؤول الأمريكي أن بايدن مهتم بتحقيق أهدافها المناخية، فيما تستعد الولايات المتحدة لعقد قمة افتراضية حول تغير المناخ الأسبوع المقبل. وانتقدت بكين سجل الولايات المتحدة فيما يتعلق بالاحتباس الحراري، أثناء زيارة لجون كيري مبعوث شؤون المناخ الأمريكي، للصين، سعيا إلى تعاون أكبر حول القضية. وقال تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في بيان موجز أمس الأول، "إن الولايات المتحدة مسؤولة عن تأخير الإنجاز العالمي لأهداف رئيسة لتغير المناخ، التي تم تحديدها في اتفاق باريس"، حسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء. وأضاف: "أمريكا هي التي أعلنت انسحابها من اتفاق باريس في 2017 وأوقفت تنفيذ الإسهامات المحددة وطنيا، التي منعت العالم من تحقيق أهداف اتفاق باريس". والإسهامات المحددة وطنيا هي الإسهامات بتقليص تم التعهد به في غازات الاحتباس الحراري. وجاءت تلك التصريحات قبل اجتماع بين الرئيس الصيني، شي جين بينج افتراضيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول قضايا رئيسة تشمل المناخ، وفقا لـ"الألمانية". والولايات المتحدة والصين- وهما أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم- من أكثر الدول المسببة للانبعاثات الكربونية. وسيتعين على الصين في إطار التزاماتها بمكافحة التغير المناخي، إغلاق معظم محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول نهاية هذا العقد، واستبدالها بمحطات تعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وفقا لدراسة أجرتها مجموعة الأبحاث "ترانزيشن زيرو". وسيتعين على الصين أيضا خفض كثافة الفحم في إنتاجها من الطاقة بمقدار النصف بحلول 2030، ومع ذلك، فإن الانتقال إلى الطاقة النظيفة سيوفر 1.6 مليار دولار على المدى الطويل، وفقا للدراسة. وفي حين أن توقيت الزيارة كان مصادفة، قال المسؤول: إنه كان من المناسب لقاء سوجا بعد يومين من اتخاذ بايدن قرار الانسحاب من أفغانستان بعد 20 عاما، منهيا بذلك أطول حرب أمريكية على الإطلاق. وأشار المسؤول إلى أن الانسحاب "سيتيح مزيدا من الوقت والاهتمام والموارد من قيادتنا العليا وجيشنا للتركيز على ما نعتقد أنه تحديات أساسية في القرن الـ21 وتكمن بشكل أساسي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ". وقال: "لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون فعالة في آسيا، إلا عندما تكون العلاقات الأمريكية- اليابانية قوية، واليابان مستقرة". وخلف سوجا في أيلول (سبتمبر) حليفه شينزو آبي، الذي كان أحد الحلفاء الديمقراطيين القلائل، الذين تمكنوا من الحفاظ على علاقات مستقرة مع سلف بايدن دونالد ترمب. لكن من المتوقع ألا يكون سوجا، الذي ذكرت وسائل إعلام يابانية، أنه وصل إلى واشنطن مساء الخميس، أن يصبح مشجعا متحمسا للسياسة الأمريكية إزاء الصين، التي لا تزال الشريك التجاري الرئيس لليابان التي تعاني ندرة الموارد.
مشاركة :