بدأ جون كيري المبعوث الأمريكي للمناخ محادثاته مع نظرائه الصينيين في شنغهاي أمس، قبل أسبوع من قمة افتراضية دعا إليها الرئيس جو بايدن لمعالجة الوضع الملح للمناخ. ووفقا لـ"الفرنسية"، اعترف كيري في تصريحات لشبكة "سي إن إن" بأنه "لا يمكننا حل أزمة المناخ هذه من دون أن تكون الصين على طاولة المفاوضات"، مؤكدا "نأمل أن تنضم إلينا الصين". وزيارة كيري هي الأولى لمسؤول كبير في إدارة بايدن إلى الصين منذ تولي الرئيس الجديد للولايات المتحدة مهامه في كانون الثاني (يناير). وذكرت القنصلية الأمريكية في شنغهاي أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وصل إلى العاصمة الاقتصادية للصين ويجري محادثات مع مسؤولين كبار في فندق في المدينة. وقال المصدر نفسه "إن هذه المحادثات تجري في اجتماع مغلق وليس هناك أي اتصال مقرر مع وسائل الإعلام". ويفترض أن تستمر زيارة كيري حتى غد، وسيتوجه المبعوث الأمريكي بعد ذلك إلى كوريا الجنوبية. وكانت وزارة الخارجية الصينية ذكرت الأربعاء أن كيري سيلتقي في شنغهاي شي تشينهوا المسؤول الصيني عن ملف المناخ. وتهدف واشنطن إلى الإعداد لقمة المناخ الافتراضية المقرر عقدها في 22 و23 نيسان (أبريل) بمبادرة من الرئيس الأمريكي، الذي أعاد عند توليه السلطة، الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس حول المناخ الموقع في 2015. ولم يؤكد الرئيس الصيني شي جين بينج بعد مشاركته في المؤتمر. وحذرت صحيفة "جلوبال تايمز" القومية الصينية أمس من أن الصين "باتت تتحمل مسؤولية إدارة المناخ العالمي" ولن تتورط في مبادرة مناخية تتركز على الولايات المتحدة. وعلى الرغم من التوتر الناجم عن القضايا الخلافية الكثيرة بين الصين والولايات المتحدة، من التجارة إلى حقوق الإنسان وهونج كونج وتايوان ومعاناة الأويجور في الصين، تبقى مشاركة بكين ضرورية لنجاح المبادرات المتعلقة بالمناخ. ووعد الرئيس الصيني العام الماضي بأن تلتزم بلاده أكبر مصدر للتلوث في العالم، خفض انبعاثاتها المسببة للتلوث قبل عام 2030. وتقيم الصين حاليا محطات للطاقة تعمل بالفحم، أكثر مما تملكه أمريكا. وفي اليوم الأول الذي تولى فيه مقاليد الحكم، ألغى الرئيس الأمريكي جو بايدن مشروع خط أنابيب كيستون، من أجل تهدئة نشطاء حماية البيئة الذين ساعدوه على الفوز بالانتخابات الرئاسية. ولا يعني هذا شيئا فيما يتعلق بالانبعاثات الكربونية، حيث إن كميات الفحم التي تنتجها الصين، والمشاريع تحت الإنشاء، تعادل، أو تزيد، على 20 مشروعا بحجم خط "كيستون"، بحسب تحليل للكاتب الأمريكي، تود رويال، نشرته مجلة "ناشونال أنتريست" الأمريكية. ويقول رويال، وهو مستشار في تقييم التهديدات العالمية، وتطوير الطاقة وسياسات النفط والغاز والطاقة المتجددة، في تقريره، "إنه بإضافة آسيا، والهند، وبولندا، وألمانيا، واليابان، إلى معادلة استخدام الفحم لتوليد الكهرباء، لن يعني إلغاء خطوط الأنابيب الأوروبية، وإزالة الكربون، أو التعهد بنظام نقل مستقبلي كهربي بالكامل، شيئا، بالنسبة إلى خفض الانبعاثات". ونقل التقرير عن إيان بليمر الأستاذ الفخري في علوم الأرض في جامعة ملبورن، وهو أيضا أستاذ تكنولوجيا التعدين في جامعة أديلايد الأسترالية، ومدير عديد من شركات التنقيب عن المعادن والتعدين، القول: "إن الحلول الزائفة مثل غاز الهيدروجين، الذي يحاول تحدي الفيزياء والديناميكا الحرارية والاقتصاد، ستجعل من غاز الهيدروجين الذي يتم إنتاجه عبر طاقة الرياح والطاقة الشمسية اللتين تتمتعان بدعم مالي هائل، أغلى طاقة في تاريخ البشرية".
مشاركة :