أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس، أن الملء الثاني لسد النهضة سيتم خلال موسم الأمطار في شهري يوليو وأغسطس، مشيراً في تغريدة له على موقع «تويتر» إلى أن هذا سيمنع حدوث فيضانات في السودان. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي: إن بلاده ليس لديها أي نية للإضرار بدولتي المصب مصر والسودان، وإن «سد النهضة» تم إنشاؤه من أجل تلبية احتياجات بلاده. وفي القاهرة أعلن وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور محمد عبدالعاطي عن تقديم بلاده 15 سيناريو لملء وتشغيل «سد النهضة»، بما يحقق المتطلبات الإثيوبية، ومن دون إحداث ضرر ملموس على دولتي المصب، إلا أن الجانب الإثيوبي رفض جميع هذه المقترحات، حسب قوله. وأكد عبدالعاطي، خلال اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ المصري، على المرونة التي أظهرتها مصر خلال المفاوضات بهدف الوصول لاتفاق قانوني عادل وملزم، فيما يخص ملء وتشغيل «سد النهضة»، يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، مضيفاً: إن تعنت الجانب الإثيوبي والإجراءات الأحادية التي يقوم بها هما السبب في فشل المفاوضات. وأوضح وزير الري المصري أن موارد مصر المائية تُقدر بحوالى 60 مليار متر مكعب سنوياً من المياه، معظمها يأتي من مياه نهر النيل، إضافة لكميات محدودة للغاية من مياه الأمطار والمياه الجوفية العميقة بالصحاري. وذكر أنه في المقابل يصل إجمالي الاحتياجات المائية في مصر لحوالي 114 مليار متر مكعب سنوياً من المياه، ويتم تعويض هذه الفجوة من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والمياه الجوفية السطحية بالوادي والدلتا، إلى جانب استيراد منتجات غذائية من الخارج تقابل 34 مليار متر مكعب سنوياً من المياه. يأتي ذلك في وقت أكد فيه السودان تمسكه بضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قبل الملء الثاني لسد النهضة. جاء ذلك خلال اجتماع، عن بعد، عقدته وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي مع سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي المعتمدين لدى الخرطوم أمس، لإطلاعهم على تطورات القضية، وشارك في الاجتماع وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس. وقدمت المهدي شرحا لمباحثات سد النهضة التي جرت مؤخراً في العاصمة الكونجولية كينشاسا، مؤكدة موقف السودان الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قبل المضي في الملء الثاني للسد من الجانب الإثيوبي، وأعربت عن تطلعها لدعم الدول الأفريقية للوصول إلى حلول شاملة ومرضية للجميع.
مشاركة :