لندن - أظهرت دراسة في إسرائيل أن سلالة فيروس كورونا المكتشفة في جنوب أفريقيا تقدر على "اختراق" الحماية التي يوفرها لقاح فايزر-بيونتك إلى حد ما وذلك رغم انخفاض نسبة انتشار السلالة داخل إسرائيل وثبوت فعالية اللقاح بدرجة كبيرة. ونشرت الدراسة في موقع مدكايف دوت أورج (مد-أركايف) للأبحاث العلمية يوم التاسع من أبريل/نيسان ولم تخضع لتقييم نظراء. وقارنت الدراسة بين زهاء 400 فرد ثبتت إصابتهم بالفيروس، بعد 14 يوما أو أكثر من حصولهم على جرعة أو اثنتين من اللقاح، ومجموعة مصابين آخرين بنفس العدد لكن غير محصنين باللقاح. وذكرت الدراسة التي أجرتها جامعة تل أبيب بالتعاون مع كلاليت وهي أكبر مؤسسة للرعاية الصحية في إسرائيل أنها رصدت السلالة المكتشفة في جنوب أفريقيا في واحد بالمئة تقريبا من كل الحالات الخاضعة للدراسة. وأوضحت أن انتشار السلالة بين المرضى الذين حصلوا على جرعتين من اللقاح كان أعلى ثمانية أمثال نسبتها بين المصابين غير المحصنين وذلك بواقع 5.4 إلى 0.7 بالمئة. وقال الباحثون إن ذلك يشير إلى أن اللقاح أقل فعالية مع السلالة الجنوب أفريقية مقارنة بالسلالة الأصلية للفيروس وكذلك السلالة المكتشفة في بريطانيا. وتشكل السلالة المكتشفة في بريطانيا كل حالات كوفيد-19 تقريبا في إسرائيل. وقال الباحثون إن الدراسة لا تهدف إلى تقييم فعالية اللقاح بشكل عام ضد أي سلالة خاصة وأنها درست فقط أفرادا أصيبوا بالفيروس بالفعل وليس معدلات العدوى الإجمالية. وأظهرت دراسات إسرائيلية أخرى على فعالية اللقاح الإجمالية منها دراسة لمؤسسة كلاليت أن فعالية لقاح فايزر تصل إلى أكثر من 90 بالمئة. وقال الباحث أدي ستيرن "اكتشفنا نسبة سلالة جنوب أفريقيا أعلى بدرجة غير متناسبة بين المصابين الذين حصلوا على الجرعة الثانية من اللقاح وذلك مقارنة بمجموعة الأفراد غير المحصنين. هذا يعني أن السلالة الجنوب أفريقية قادرة، إلى حد ما، على اختراق حماية اللقاح". وفي تحديث لبيانات الدراسة نشر يوم الجمعة قال الباحثون إنهم سجلوا جميع حالات العدوى بالسلالة الجنوب أفريقية داخل المجموعة التي تلقت جرعتين، وعددها ثمانية أفراد، خلال فترة أسبوع إلى 13 يوما من الجرعة الثانية. ولم يثبت إصابة أي منهم بالفيروس بعد 14 يوما أو أكثر من الجرعة الثانية. وقال ستيرن وران بلانسر الباحث في كلاليت في رسالة بالبريد الالكتروني إلى رويترز الأحد "قد يدل ذلك على وجود فترة قصيرة لقابلية الإصابة بالسلالة الجنوب أفريقية تقتصر على الأسبوعين التاليين للجرعة الثانية - لكن لا يمكننا أن نقطع بأن هذا حقا هو الوضع الثابت". ونبه الباحثون إلى أن الدراسة أجريت على مجموعة صغيرة من الأفراد المصابين بالسلالة نظرا لندرتها في إسرائيل. وأحجمت فايزر عن التعقيب على الدراسة الإسرائيلية. وقالت فايزر وبيونتك في أول أبريل/نيسان إن اللقاح فعال بنسبة 91 بالمئة تقريبا في الوقاية من مرض كوفيد-19.
مشاركة :