تسلمت سوريا من حليفتها موسكو مقاتلات وطائرات استطلاع فضلا عن معدات عسكرية لمساعدتها في محاربة الجهاديين في مؤشر لدور روسي اكثر تاثيرا في النزاع السوري. وافادت مصادر عسكرية سورية الثلاثاء وكالة فرانس برس ان الجيش السوري "بدأ باستخدام" اسلحة روسية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، في وقت تتهم واشنطن موسكو بتعزيز تواجدها العسكري في سوريا التي تعصف فيها حربا دموية منذ اكثر من اربع سنوات. وقال مصدر عسكري سوري رفيع المستوى، بدون كشف اسمه، "نستطيع تأكيد وصول خمس طائرات روسية على الاقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع يوم الجمعة الماضي" الى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية. واضاف المصدر "بدأ يظهر أثر السلاح الروسي على الأراضي السورية، وافتتح الجيش السوري استخدامه لهذه الأسلحة في مدينتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال)، تحديدا في استهدافات على أرتال لتنظيم الدولة الإسلامية". واشار المصدر العسكري الرفيع المستوى الى "أسلحة نوعية لديها إصابة دقيقة للهدف، ولدى بعضها صواريخ موجهة عن بعد"، لافتا الى انها "اسلحة دفاعية وهجومية ولا تقتصر على الطائرات". وبحسب المصدر، يرافق المقاتلات الروسية "طائرة شحن كبيرة وطيارون روس مهمتهم تدريب الطيارين السوريين". واكد ان الجانبين الروسي والسوري "لا يخفيان وجود عدد من الضباط أو الجنود الروس" مهتهم تدريب نظرائهم على الاسلحة الجديدة. واكد مصدر عسكري آخر في مدينة اللاذقية لفرانس برس انه بالاضافة الى الطائرات المقاتلة "وصلتنا أيضا أسلحة استطلاع جديدة تساعد في تحديد مكان الهدف بدقة متناهية بالإضافة إلى رادارات مرافقة لها ومناظير ليلة". ووفق المصدر ذاته فانه "منذ نحو عشرين يوما بدأت القوات البرية في المنطقة الشرقية تلاحظ فرقا كبيرا في العمليات العسكرية، وأصبحت القوات البرية مرتاحة أكثر بسبب التغطية الجوية التي تصيب أهدافها بدقة". ومنذ اسابيع، تبدي واشنطن قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا. واكد مسؤولون اميركيون الاثنين لفرانس برس نشر روسيا طائرات مقاتلة في اراضي حليفتها من طراز اس يو-24 واس يو-25. وفي السياق نفسه، افاد معهد "اي اتش اس جين انتلجنس ريفيو" المتخصص في المعلومات العسكرية الثلاثاء ان صورا التقطتها اقمار اصطناعية اظهرت ان العمل "ربما يجري على اعداد موقعين" شمال مطار اللاذقية في سوريا "لاستقبال قوات روسية". وقال المعهد ومقره لندن انه "بعد تحليل صور اقمار اصطناعية، حدد اي اتش اس جين موقعين جديدين في سوريا ربما يجري اعدادهما لاستقبال قوات روسية. وهاتان القاعدتان، مجمع اسطامو لتخزين الاسلحة ومجمع الصنوبر العسكري، تقعان شمال مطار اللاذقية، ويبدو ان الاستعدادات جارية لاستقبال قوات روسية". واضاف ان "هذا النشاط يشمل تشييد مبان جديدة وتنظيف السطح بالاضافة الى تعبيد الارض وتسويتها. وهناك وجود لخيم من النوع نفسه المستخدم من قبل وحدات عسكرية روسية". واثارت هذه القضية استنكار المعارضة السورية، اذ اعتبر العضو في الائتلاف الوطني المعارض سمير نشار ان للتدخل الروسي "بعدا ميدانيا مباشرا لدعم (الرئيس السوري بشار) الاسد". وقال "اثبت التحالف الدولي (بقيادة واشنطن) خلال سنة انه لم يستطع التأثير سوى بشكل بسيط على تنظيم الدولة الاسلامية (...) وبالتالي فان الوجود الروسي يشكل دعما للنظام وليس تهديدا لداعش". لكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري قلل من اهمية التقارير التي اشارت الى ان تعزيز روسيا لعدد طائراتها وآلياتها ومعداتها في قاعدتها العسكرية في اللاذقية في سوريا، يمثل نقطة تحول في الحرب. وقال كيري الثلاثاء "نعم لقد زادت (روسيا) عدد طائراتها، وهناك انواع معينة من الطائرات يمكن ان تثير تساؤلات انطلاقا مما ستقرره روسيا بشان نواياها على المدى الطويل". وتدارك "ولكن في الوقت الراهن فان جيشنا ومعظم الخبراء يرون ان مستوى وطراز (الطائرات) يجعلانها تشكل حماية لانتشارها في قاعدة جوية، بالنظر الى ان هذه منطقة نزاع". من جهتهم وجه مناصرون للجهاديين على مواقع التواصل الاجتماعي تحذيرا الى روسيا من انها ستلاقي مصير الاتحاد السوفياتي نفسه خلال الحرب الافغانية في الثمانينات. واعتبر طوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الاميركي ان نشر الطائرات يعني ان "على الجميع الانتباه الى روسيا، كون ذلك يجعلها لاعبا اساسيا على الصعيد السياسي حتى وان لم تقم باي فعل عسكري يُذكر واكتفت على سبيل المثال ببعض الطلعات الجوية". والاثنين، ذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية ان العقد الساري بين موسكو ودمشق ينص على تسليم سوريا "خمس مقاتلات من طراز ميغ - 29 ام/ام 2 بحلول العام 2016 وثلاث اخريات بحلول 2017"، فضلا عن "مجموعة اولى" من طائرات التدريب ياك-30. وكانت موسكو دعت لتشكيل تحالف دولي واسع يضم حليفتها سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية. دبلوماسيا، اجتمع موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا ليومين مع رؤساء اربع مجموعات عمل محددة المهمات شكلتها الامم المتحدة تمهيدا لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالازمة السورية. وتشكل مجموعات العمل الاربع هذه اساس المقاربة الجديدة التي اقترحها دي ميستورا اواخر حزيران/يونيو من اجل التوصل الى السلام في سوريا، وذلك بعدما اخفق مؤتمرا جنيف حول سوريا في وقف الحرب.
مشاركة :