كشفت النيابة العامة السودانية عن أسباب انبعاث روائح كريهة من مشرحة مستشفى الأكاديمي في الخرطوم على مدى اليومين الماضيين. واتهم مسؤول في النيابة هيئة الطب العدلي بالتسبّب في سوء الأحوال التي وصلت إليها الجثث المجهولة الهوية المحفوظة في المشرحة، وفقاً لما نقل موقع «المرصد» عن «سودان تربيون». ومنذ بضعة أيام، يتظاهر العشرات من سكان امتداد الدرجة الثالثة، جنوبي الخرطوم، احتجاجاً على انبعاث روائح 190 جثة محفوظة في مشرحة المستشفى الأكاديمي، والتي بدأت في التحلل نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. وقالت مصادر إن بعض الجثث موجودة في هذه المشرحة منذ عام 2019، وإن عددها يربو على المئة جثة. وأوضح مقرر لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص، أحمد سليمان، الأحد أن «سوء إدارة الطب العدلي في ولاية الخرطوم وراء ما يحدث»، وأشار إلى أن حفظ الجثث في المشارح مسؤولية وزارة الصحة وهيئة الطب العدلي، لكنه أوضح إن لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص تساهم في إيجاد الحلول. وقررت لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص تشريح جميع الجثامين الموجودة في مشارح الخرطوم، كما قررت في 18 أكتوبر 2020، تشكيل لجنتين من أطباء الطب الشرعي لهذا الغرض. وقال أحمد سليمان إن اللجنة اشترطت استيفاء شروط محددة، من ضمنها أن تحمل تقارير التشريح إمضاء ثلاثة أطباء شرعيين، وأن تكون مطابقة لمعايير اللجنة الدولية للمفقودين. وأضاف: «أيضاً اشترطنا أخذ عينات أصلية ومرجعية والسمات الشكلية للأسنان وكل القرائن الدالة على التعرف». واتهم مقرّر لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص هيئة الطب العدلي بالمماطلة في تنفيذ قرارات النيابة العامة بسبب الخلافات الناشئة داخلها. ويخشى سكان حي امتداد الدرجة من أن تكون الجثث المكدسة في مشرحة مستشفى الأكاديمي، لضحايا عملية فض الاعتصام حول محيط قيادة الجيش، التي جرت في 3 يونيو 2019. غضب عام وتسببت هذه الواقعة في حالة من الغضب لدى الرأي العام في السودان. وبعد انبعاث رائحة الجثث خلال اليومين الماضيين، تظاهر مئات الشباب من سكان منطقة الامتداد بوسط العاصمة حيث يقع المستشفى، الأحد، للمطالبة بالكشف عن حقيقة تكدس هذا العدد الكبير من الجثث في مشرحة المستشفى. وعبر المتظاهرون عن غضبهم الشديد حيال الطريقة التي وصفت باللا إنسانية في تكديس الجثث، خاصة أن رائحتها صارت تزكم الأنوف بعد الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عن المشرحة. ونقل موقع «سكاي نيوز عربية» عن أحد المشاركين في التظاهرة إن «وجود هذه الجثث من دون الإعلان عنها لفترة تقارب عامين يعني أن هنالك جريمة يراد إخفاؤها». ورأى متظاهر آخر أن «الجريمة ذات شقين، الأول يتعلق بالشكوك الكبيرة التي تدور حول الطريقة التي قتل بها الضحايا، أما الثاني فيتمثل في عدم اهتمام جهات الاختصاص بالأمر وعدم احترام حقوق الضحايا». وأكدت المفوضية القومية السودانية لحقوق الإنسان أنها تحقق في مزاعم بتحلل جثث بعض ضحايا أحداث القيادة العامة. وقالت إنها «تتابع الأمر بصورة لصيقة مع الجهات المعنية». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :