كان الكاتب والمعارض السوري ميشيل كيلو من أبرز المعارضين لحكم عائلة الأسد منذ عقود، واعتقل عدة مرات. ولطالما انتقد ميشيل كيلو تشرذم المعارضة وداعميها، لكنه توفي الآن بفرنسا عن عمر ناهز 81 عاماً، متأثراً بإصابته بكورونا. المعارض السوري البارز ميشيل كيلو توفي متأثراً بإصابته بكورونا (الصورة من الأرشيف) توفي المفكر البارز والمعارض المخضرم ميشيل كيلو ، أحد أبرز وجوه المعارضة السورية في المنفى، متأثراً بتداعيات إصابته بفيروس كورونا في باريس، وفق ما نعاه زملاؤه اليوم الاثنين (19 نيسان/ أبريل 2021). وكتب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نصر الحريري على تويتر: "خسارة كبيرة برحيل الأستاذ ميشيل كيلو اليوم إثر إصابته بكورونا". ونعى الائتلاف في بيان رسمي غياب "قامة فكرية ووطنية كبيرة عاش حياته من أجل سوريا، وناضل ضد الاستبداد لأكثر من خمسين عاماً". وكيلو معارض ليبرالي علماني وكاتب ومترجم. ولد في مدينة اللاذقية عام 1940 ، وكان عضواً في الحزب الشيوعي السوري ومن أبرز المعارضين لحكم عائلة الأسد منذ عقود. اعتقل مرات عدة، أثناء حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد بين عامي 1980 و 1983 ، ثم في العام 2006 خلال حكم الرئيس الحالي بشار الأسد. وحكمت عليه المحكمة العسكرية عام 2007 بالسجن ثلاثة أعوام، وتم الافراج عنه بعد انتهاء محكوميته. وكان كيلو من أبرز قادة ما عرف بـ"ربيع دمشق" القصير الأمد، بعد وصول بشار الأسد إلى الحكم. كما كان من أبرز موقعي إعلان دمشق في عام 2006 ونشر مقالات رأي في صحف عدة لبنانية وعربية. ومنذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام في عام 2011 ، جاهر كيلو بتأييده للتظاهرات السلمية منذ انطلاقها وللمطالبة بالحرية والديمقراطية ، ما عرّضه لمضايقات غادر على إثرها سوريا. واستقر منذ سنوات في باريس. مثّل كيلو التيار الليبرالي في الائتلاف السوري، الذي انضم إلى صفوفه صيف عام 2013 ، قبل أن ينسحب منه لاحقاً إثر خلافات. ولطالما انتقد كيلو تشرذم قوى المعارضة وداعميها. وقال في حوار مع وكالة فرانس برس في باريس في 30 أيلول/سبتمبر 2015 ، إن انخراط قوى إقليمية ودولية في النزاع السوري أدى إلى "أننا أصبحنا رهينة الألعاب السياسية والدبلوماسية الدقيقة" للدول التي بات كل منها يملك "ورقة سورية". وفي حوار مع مركز أبحاث سوري معارض تزامناً مع اتمام النزاع عامه العاشر، قال كيلو في 16 آذار/مارس الماضي: "ليس هناك بعد الآن من يستطيع أن يعيد السوريين إلى زمن ما قبل 15 آذار/ مارس 2011 "، مضيفاً "السوريون اجتازوا المسافة الضرورية لترك النظام وراءهم، النظام السوري صار وراءنا ولا يستطيع على الإطلاق أن يأتي بنا مرة أخرى إلى حيث كنا، تحت سلطته، تحت أيديه، تحت عنفه،.. تحت اعتقالاته، هذا زمن مضى". ونعى معارضون وناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي كيلو. وغرّدت المعارضة السورية المقيمة في لبنان عليا منصور: "ميشال كيلو أمضى حياته معارضاَ لنظام الأسدين، مناضلاً في سبيل حرية وديموقراطية سوريا والسوريين.. خسارة وغصّة أن ترحل قبل أن تشهد سقوط الطاغية". م.ع.ح/ص. ش (أ ف ب ، رويترز)
مشاركة :