أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، أنه يرى رغبة في إنقاذ اتفاق 2015 النووي مع إيران، مشيرا إلى حدوث تقدم في محادثات في فيينا تهدف لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. وقال: «أعتقد أن هناك رغبة جيدة بين الطرفين (إيران والولايات المتحدة) للتوصل إلى اتفاق، وهذه أنباء سارة». لكنه لم يخض في التفاصيل. وأضاف «أعتقد أن كلا الطرفين مهتمان حقا بالتوصل إلى اتفاق، وهما يمضيان من القضايا العامة إلى تلك الأكثر تفصيلا، والتي هي بوضوح، من جانب تخص رفع العقوبات، ومن الجانب الآخر تتعلق بقضايا الالتزام (بالاتفاق) النووي». وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الاثنين، أن مفاوضات فيينا الخاصة بالعودة للاتفاق النووي تشهد تقدمًا ملحوظا، مشيرًا إلى أن هناك إرادةً حقيقية لدى كل الأطراف في التوصل لاتفاق. يأتي ذلك فيما قال المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف، إنه «يمكننا أن نلاحظ بارتياح أن المفاوضات تدخل مرحلة الصياغة». وأضاف على «تويتر» أن «الحلول العملية لا تزال بعيدة، لكننا انتقلنا من العبارات العامة إلى الاتفاق على خطوات محددة نحو الهدف». المحادثات رفيعة المستوى في فيينا، والتي تهدف لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، تمضي قدما مع عمل الخبراء على صياغة مقترحات هذا الأسبوع، لكن الحل لا يزال بعيد المنال، بحسب مندوب روسيا. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال يوم السبت إن طهران اقترحت مسودة اتفاقيات يمكن أن تكون أساسا للمفاوضات. وصرح عراقجي للتلفزيون الإيراني الرسمي «نعتقد أن المحادثات وصلت إلى مرحلة تستطيع فيها الأطراف أن تبدأ العمل على مسودة مشتركة. يبدو أن فهمًا جديدًا آخذ في التبلور، والآن هناك اتفاق على الأهداف النهائية.» وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قال إن أميركا لن ترفع العقوبات قبل التأكد من التزام إيران بالاتفاق النووي. وأضاف أن محادثات فيينا النووية كانت مثمرة. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يرأس الاجتماعات التي تعقد في فيينا بين الأطراف المتبقية في الاتفاق، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا. فيما يقيم وفد الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق بشكل أحادي عام 2018 في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب، في فندق قريب، لمواكبة المفاوضات. ورداً على الانسحاب، دأبت إيران على انتهاك القيود التي حددت بموجب الاتفاق، وذلك من خلال تخصيب اليورانيوم بعد درجة النقاء المسموح بها، وتخزين كميات أكبر بكثير منه، في جهد فشل حتى الآن في إجبار الدول الأخرى المعنية على توفير معونات اقتصادية من شأنها أن تعوض العقوبات الأميركية. يريد الرئيس الأميركي جو بايدن إعادة واشنطن إلى الاتفاق، وتتفاوض إيران مع القوى الخمس المتبقية - ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا - خلال الأسبوعين الماضيين حول كيفية حدوث ذلك. يجري دبلوماسيون من هذه الدول محادثات مع الوفد الإيراني، وكذلك مع الوفد الأميركي الموجود أيضًا في فيينا. عكفت مجموعتان من الخبراء على إيجاد حلول للمسألتين الرئيسيتين: إلغاء العقوبات الأميركية من جهة، وعودة إيران إلى الامتثال للاتفاق من جهة أخرى.
مشاركة :