استكمالاً لمشروع حفظ وتصوير وفهرسة مخطوطات تمبكتو، في كل من معهد أحمد بابا ومكتبة مما حيدرة، الذي تبناه مركز جمعة الماجد منذ عام 2012، وبتوجيه من جمعة الماجد قام الدكتور بسام داغستاني، رئيس قسم الحفظ والمعالجة والترميم بزيارة لجمهورية مالي الأسبوع الماضي، للوقوف على ما جرى إنجازه في هذا المشروع الضخم. استهل داغستاني زيارته بمقابلة وزيرة الثقافة في مالي إنجاي رحمة الله ديالو، التي جددت ثناءها وشكرها لجهود جمعة الماجد، ودوره الكبير ودعمه المتواصل لإنقاذ مخطوطات تمبكتو، تلك المدينة الأثرية التي تحتضن عشرات الآلاف من المخطوطات. وأشادت الوزيرة بالتعاون الثقافي مع مركز جمعة الماجد، وأبدت استعدادها التام لتوسيع ذلك التعاون، ليشمل مكتبات المخطوطات الأخرى في مالي، وأثنت على الإنجاز الذي جرى تحقيقه من خلال الدعم الكامل لهذا المشروع من طرف مركز جمعة الماجد، والمتمثل بتوفير كل الأجهزة والمعدات والمواد الخاصة بأعمال الترميم والحفظ والمعالجة والتخزين الرقمي، إضافة إلى دفع رواتب كامل أعضاء فريق العمل. وفي نهاية اللقاء قام داغستاني بتوجيه دعوة إلى الوزيرة لزيارة مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي، للاطلاع على أعماله ونشاطاته، ولقاء مؤسس المركز جمعة الماجد. وضمن الجولة في جمهورية مالي قام داغستاني بزيارة إلى معهد أحمد بابا، واجتمع مع فريق العمل هناك، وناقش معهم التوجيهات اللازمة لتوسيع وزيادة عملية الإنتاج، من حيث الكم والنوعية. وعلى هامش الزيارة أيضاً زار بعض مكتبات المخطوطات في مدينة سيغو وما حولها والتي تبعد عن العاصمة نحو 200كلم، وكان من أهم هذه المكتبات مكتبة الشيخ العالم عقيب السوسي، التي تحوي ما يقارب 20ألف مخطوط في مختلف العلوم، حيث اطلع على حال المخطوطات فيها، من أجل ضمها لمشروع حفظ المخطوطات في مالي مستقبلاً. ومن الجدير بالذكر أن العمل الذي جرى إنجازه حتى الآن في مركز أحمد بابا، هو تصوير 28 ألف مخطوط، وصناعة علب حفظ لأكثر من 10آلاف مخطوط، وأما في مكتبة مما حيدرة فقد جرى الانتهاء من فهرسة ما يقارب 17 ألف مخطوط. وتعود بدايات التعاون الثقافي بين المركز ومدينة تمبكتو إلى عام 1997، ولكن التعاون الفعلي والمستمر بدأ منذ عام 2006، كان من ثماره بناء مركز متكامل مؤلف من طابقين يحتوي على مختبر متكامل لترميم المخطوطات، ومختبر للتصوير الرقمي، ومكتبة عامة تحوي 10 آلاف كتاب وقاعة مطالعة وقاعة إنترنت.
مشاركة :