البكاء غريزة بشرية للتخفيف من الضغط النفسي وضغوطات الحياة وهي الوسيلة الوحيدة لرفع المستوي المزاجي والنفسي هذا ما أكده العلماء حيث اتضح أن 60 في المائة من الذين يبكون تتحسن نفسياتهم. والبكاء مباح بشرط ألا يصاحبه ما يدلُّ على التسخُّط من قضاء الله وقدره، لقول النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم: «إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمعِ العينِ ولا بحزنِ القلبِ، ولكن يُعَذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحمُ». والبكاء كما هو معروف سوائل ملحية المذاق تخرج من العيون وبالتحديد من الغدد الدمعية. ترى هل هناك دموع في غير محلها؟ للدموع أنواع كثيرة ومنها بكاء الوجع والآلام والجزع وبكاء الفزع والخوف والغضب وبكاء الشكر والرضا والمحبة والشوق وأعلاها من يبكي خوفاً وتضرعاً من الله عز وجل. وهذا البكاء يحدث طبيعيا ومن دون تصنع أو رياء. كذلك من أنواع البكاء الحقيقي بكاء الفراق والاستقبال لا أشخاص لهم في القلب محبة ومعزّه، أيضا بكاء الصدمة الأولى والمناظر الإنسانية التي نراها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية. هناك دموع لا أعلم كيف يستطيع الإنسان أن يمثلها ومنها دموع النفاق والمصلحة ودموع الأفلام والتمثيل ولا ننسي دموع العزاء المزيف للذين يبكون دون أن تذرف دمعة واحدة من عيونهم بالإضافة إلى دموع الكذب إنها دموع سطحية لا تمت للإنسانية ولا ترتقي لقيم الإنسان. أتساءل أيهما أصدق دموع الفرح أم دموع الحزن؟ ولماذا تبكي النساء أسرع من الرجال؟ وهل صحيح دموع المرأة جزء من مكياجها؟ بعض علماء النفس يعتبرون بكاء الكبار عودة إلى الطفولة.. إنهم يبكون لأنهم بحاجة إلى عطف من حولهم ويبكون لأنهم لا يجدون وسيلة للتنفيس عن الضغط النفسي إلا الدموع، ويبكون حزناً وقهراً وفرحاً أيضاً الوحدة وتخلي عن كبار السن لها دور كبير في تلك الدموع المأساوية، إنها دموع صادقة وفي محلها. وديننا الإسلامي أعطى ومنح كبار السن القدر والمكانة العالية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه). لا أعرف ما هي مشاعر الإنسان الذي يبكي زيفاً ونفاقاً؟ كيف يواجه نفسه؟ كيف يقنع الآخرين بدموع التمساح إنها قمة السخرية من الآخرين. وفى الأمثال العامية نجد مثلاً رائعاً يقول (ضربني وبكى، وسبقني واشتكى) فالمعتدى الظالم يتخذ من دموعه وسيلة لخداع الناس وإيهامهم بعكس الحقيقة ليظنوا أنه المظلوم لا الظالم، وكما قلنا فإنه كثيراً ما تنطلي هذه الدموع الزائفة والبكاء الخادع على كثير من الناس! إنها دموع في غير محلها. فالدموع ليست قطرات دمع بل في كل قطرة كلمة تترجم تلك الأحاسيس الصادقة التي يشعر بها الإنسان. اقتبس «إذا قسا القلب قحطت العين». ابن تيمية وختاماً تخيل نفسك في موقف معين غير مناسب فالدموع سوف تسقط من عينيك هناك من يعود للوراء حيث الذكريات المؤلمة المنقوشة في جدار الذاكرة إنها دموع صادقة وشتان بينها وبين الدموع الكاذبة التي تسقط في غير محلها والتي يصدقها البعض ويضحك منها البعض الآخر، الكثير والكثير من الرجال والنساء الذين يملكون موهبة التمثيل في الدموع المزيفة وما أكثرهم تجدهم من حولك دون عناء. أصدق الدموع وأجملها هي: دموع أمي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ودموع الأمهات.
مشاركة :