قارئة الفنجان

  • 9/23/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جلست كرة القدم عندنا والخوف بعينيها تتأمل الأندية واللاعبين والمدربين والمشرفين والإداريين وتقول لهم من يقرأ فنجاني المقلوب. أُمهات مال أول قالوا خلك ياوليدي تلعب كرة ترى فيها الكثير من الفوائد راتب شهري وبيت إسكان وسيارة ولا عليك من الدراسة أو نيل شهادة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية فالمهم يا وليدي أن تسلك طريقك إلى المنتخب وتلعب في بطولة خليجي (1) وبعد ذلك ستجد نفسك وجيبك عامر بالمال وسوف أدعو لك الكريم أن يوفقك لأن كرة القدم في بلدان أوروبا تجعل اللاعب يمتلك الملايين. أُمهات اليوم يقولون لأولادهم:لابارك الله في كرة القدم خرُّبت لكم دراستكم وصرتم بلا شهادة ولم تنفعوا أنفسكم حتى لو تقدمتم لعمل ما يرضون يشغلونكم فراريش ولا مراسلين والذين يحرضونكم على لعب الكرة يمتلكون الأموال بالملايين وأنتم يا حسرة القلب ما عندكم شقة ولا راتب ولا سيارة حتى صبَّاب القهوة صار أشطر منكم عنده بيت وأراضي وراتب يطيح الطير من السماء. قالت أم مال أول لولدها المصاب:إشفادتك الكرة وين اللي طك على صدره وقال لك إلعب والأموال تتناثر تحت ريلك اليوم انت ميت ولا أحد يدري عنك أو يسأل عليك. قالت أم مال الحين:ها يا وليدي شخبارك مع الكرة إنشاء الله حصلت بيت من الإسكان واتحسن الراتب وصرت بخير. تقول قارئة الفنجان:يا ولدي قد مات شهيداً من صدَّق كرة القدم إنها تغني المحبوب. فالكرة العربية أشبه باللوري المقلوب من يدخل حجرتها أو يدنو من سور ناديها أو يرتدي قميصها أو يحتج على رئيس ناديها وجهاز الكرة فيه مرميُّ في البيت وعلى ظهره مقلوب مقلوب. لكما يا أم مال أول ويا أم هذا الزمن التعازي القلبية والحسرة الأزلية فأنتن يا أُمهات قلوبكن من عسل لكن الكرة في الوطن العربي صارت بصل. لو نعتذر للشاعر نزار قباني ونقول له تعال يا شاعر العرب وقل لنا من قبرك الرائع وذكراك العطرة ماذا يستحق العرب في كرة القدم لقال لنا رسالة من تحت الماء وقدَّم لنا التعازي القلبية على موت الكرة العربية وأعلن بالصوت القوي:إني أغرق إني أغرق إني أغرق.

مشاركة :