في ذكرى وفاته السادسة.. كيف كانت طقوس الأبنودي في الكتابة

  • 4/20/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يبدأ الخال في الكتابة كان يمتنع عن الحديث مع أحد، وكان يُنكر كل ما حوله فهو وقتها يصبح في عالمه الخاص، في البداية كنت أغضب بشدة لجهلى بطبيعته، لكن بعد ذلك بدأت أعتاد الأمر، وأقول في نفسى: الأبنودى بيكتب شعر وهو أعظم شىء في الدنيا، وكنت أساعده في تهيئة المناخ الخاص بالكتابة، ويقول لى: كونى طيفًا.. حتى خطواتى لم يكن يريد أن يشعر بها.. هكذا قالت الإعلامية الكبيرة نهال كمال، رفيقة الخال لعقود طويلة. وأضافت: قبل مرضه كان يحب السهر والعمل طوال الليل وبعد أن اشتد عليه المرض التزم بالاستيقاظ مبكرًا، وكان يحرص على إحضار الفسيخ كطقس ثابت في شم النسيم، وكان يجهز الموائد لضيوفه حبًّا فيهم. وتكمل: «حافظنا جميعًا على هذا العالم الذى صنعه الأبنودى للإبداع؛ وأصبحت أنا أيضًا أشعر بالسعادة، لأننى أيقنت أنه يمر بأسعد أوقات حياته لحظة ميلاد شعر جديد، وبعد ذلك سيكون لنا جميعًا حظ وفير من هذه السعادة". في الوقت ذاته، كان أكثر ما يغضب الخال هو إزعاجه وقت الكتابة "فهو مثل البحر جميل وهادئ، لكن غضبه لا يستطيع أحد الوقوف أمامه»، قالت هذا وسارعت بالقول أيضًا «وهذا لا يمنع أنه كان شخصية حنونة جدًا، وكلامه في قصائده كان يمس القلب»؛ ولفتت إلى أنه دومًا كان قريبًا من الغلابة بأشعاره، كان يقول: «أنا لا أتحدث إلى الطبقة الراقية، وما يهمنى ويشغلنى الطبقة الفقيرة والعمال والفلاحين»؛ كان يخاطبهم مباشره ويؤثر فيهم. في الوقت نفسه كان يردد دائمًا مقولة: «أنا بلاقى الشعر تحت المخدة»، وكان يؤكد أن الشعر يأتى له ويكتب نفسه أيضًا «فكان يكتب الشعر في المطبخ، ويستغرق في كتابة القصيدة، فلو مر أحد من أمامه لا يراه، لذلك لا يحب أحد يرى أو يقرأ القصيدة وهو مستغرق في كتابتها».

مشاركة :