أثار قرار المجمع الفقهي العراقي إغلاق المساجد السنية في بغداد خلافات بين عدد من رجال الدين، فيما اعلن ديوان الوقف السني المسؤول عن هذه المساجد العدول عن القرار الذي اعتبره رئيس الحكومة نوري المالكي: «إعلان حرب». الى ذلك اعلنت محافظة الانبار (غرب بغداد) استنفاراً امنياً عاماً، بعد تلقيها معلومات عن نية تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام – داعش» تنفيذ هجمات «كبرى» تستهدف مؤسسات رسمية وخدمية. وكان المجمع الفقهي أعلن الجمعة اغلاق المساجد السنية في بغداد، إثر اغتيال رجل الدين البارز قاسم المشهداني في حي الغالية (غرب) متهماً «مليشيات» بتنفيذ العملية التي اعقبها اغتيال امام مسجد جامع الأبرار في قضاء الخالص (شمال شرقي بغداد) مهند نعيم. وعلى رغم ان المجمع الفقهي لم يعلن رسمياً امس تراجعه عن قرار الإغلاق الا ان الوقف السني المسؤول رسمياً عن المساجد، اعلن التوصل إلى اتفاق مع المجمع على العدول عن القرار. وقال الشيخ زياد السامرائي، عضو ديوان الوقف السني لـ «الحياة» ان «اجتماعاً عقد ليلة امس (اول من امس) بين وفد من الوقف برئاسة الشيخ محمود الصميدعي والمجمع الفقهي في بغداد وتم الاتفاق على العدول عن قرار اغلاق المساجد لأن إغلاقها ليس في صالح الجميع». وانتقد المالكي بشدة قرار إغلاق المساجد واعتبر ذلك «اعلان الحرب»، ودعا الى توحيد الجهود الوطنية، ونبه، خلال مؤتمر لـ «حزب الدعوة»، من محاولات تضليل الرأي العام واتهم جهات سياسية بمحاولة اسقاط الدولة. وعلمت «الحياة» من مصادر داخل ديوان الوقف السني ان خلافات على القرار نشبت بين رجال دين، وان معظم المساجد السنية ما زالت مغلقة في بغداد على رغم إلغاء قرار إغلاقها. وكان النائب عن الانبار احمد العلواني، طالب في بيان، جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي بعقد اجتماع طارئ على خلفية الاستهداف المتكرر لرجال الدين. وفي الانبار ايضاً، أكدت مصادر امنية ان اجراءات احترازية اتخذت حول المؤسسات الرسمية بعد ورود معلومات عن نية تنظيم «القاعدة» تنفيذ هجمات ضدها. وأفاد ضابط رفيع المستوى ، طالباً عدم الاشارة الى اسمه لـ «الحياة» ان «قوات الجيش المنتشرة في المحافظة اتخذت ليل الجمعة -السبت سلسلة اجراءات احترازية لحماية المنشآت الحيوية». إلى ذلك، قال عضو اللجنة الامنية في مجلس المحافظة صهيب الراوي في اتصال مع «الحياة» ان «هناك تنسيقاً عالي المستوى بين السلطات الامنية المنتشرة في المحافظة لملاحقة اوكار تنظيم القاعدة». وأشار الى ان «عمليات مباغته ينفذها الجيش في الصحراء نجحت في تحجيم نشاط المسلحين في المحافظة خلال الايام الماضية». ومن المقرر ان يلتقي المالكي الاثنين وفداً يمثل محافظة الانبار للبحث في الشؤون الخدمية والامنية في المحافظة، وذلك قبل ان يتوجه الى طهران في زيارة اكدت مصادر مقربة منه انها لمناقشة الازمة السورية والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
مشاركة :