المرشح الجمهوري بن كارسون يثير ضجة في أميركا بسبب تصريحاته المسيئة للمسلمين

  • 9/23/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

دافع جراح الأعصاب بن كارسون، المرشح لخوض سباق الحزب الجمهوري، عن تصريحاته المسيئة التي رفض فيها أن يتولى شخص مسلم رئاسة الولايات المتحدة، وبدل الاعتذار عن تصريحاته التي أثارت ردود أفعال متباينة، قال في مؤتمر صحافي بولاية أوهايو صباح أمس إنه يرحب بأي شخص يتولي منصب رئاسة الولايات المتحدة، لكن شريطة أن يتمسك بإعلاء القيم الأميركية والالتزام بالدستور الأميركي. وأكد كارسون احترامه للمهاجرين المسلمين وللدستور، ولحرية العقيدة وممارسة الشعائر الإسلامية، لكنه أبدى رفضه لفكرة الدولة الدينية والحكم وفقا للشريعة الإسلامية، إذ قال كارسون: «علينا أن ندرك ما هي أميركا وما هو دستورنا، ونحن لن نقبل في منصب قيادة البلد من يتداخل إيمانه مع واجبات الدستور»، مضيفا رفضه «لدولة ثيوقراطية»، كما شدد كارسون على أنه يرفض أن يترشح مسيحيا يريد أن يجعل الولايات المتحدة دولة ثيوقراطية. وواجه المرشح الجمهوري بن كارسون هجوما ضاريا من المنظمات الإسلامية العاملة في الولايات المتحدة، وهجوما آخر من منافسيه من المرشحين الجمهوريين لسباق الرئاسة، وهجوما ثالثا من هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الجمهوري، حول تصريحاته التي رفض فيها تولي أميركي مسلم منصب رئاسة الولايات المتحدة. وكان كارسون، الذي يحتل المرتبة الثانية بعد دونالد ترامب في استطلاعات الرأي لدى الناخبين الأميركيين، قد قال في مقابلة تلفزيونية الأحد الماضي إنه لا يعتقد أن شخصا مسلما يمكن أن يكون مسؤولا عن الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية لا تتسق مع دستور الولايات المتحدة. ومباشرة بعد ذلك، واجه المرشح الجمهوري على مدى يومين تعليقات منتقدة ومعارضة من جميع الجهات، جاء أشدها من منظمة «كير» الإسلامية، ومن رئيسها نهاد عوض الذي طالب كارسون بالانسحاب من سباق الحزب الجمهوري، وانتقد تصريحات كارسون التي قال فيها إن الإسلام يتعارض مع الدستور الأميركي بقوله: «إننا ندعو القادة السياسيين عبر كل الأطياف السياسية في أمتنا الأميركية إلى نبذ تلك التصريحات غير الدستورية وغير الأميركية، وندعو السيد كارسون إلى الانسحاب من السباق الرئاسي»، مضيفا أنه سيرسل نسخة من القرآن الكريم إلى كارسون وإلى كل المرشحين لخوض سباق الرئاسة لعام 2016. كما هاجم المرشحون الجمهوريون كارسون بعنف، وكان في مقدمة المنتقدين السيناتور ماركو روبيو الذي قال بلهجة محتجة: «لا أعتقد أن شخصا يمكن ألا يكون مؤهلا لتولي منصب الرئاسة بسبب طائفته أو ديانته». كما هاجم السيناتور تيد كروز تصريحات كارسون قائلا إن كلامه يتعارض مع الدستور الأميركي الذي ينص على حرية العقيدة، وقال بهذا الخصوص: «لا أتفق قطعا مع تلك التصريحات... فالدستور لا يضع اختبارا دينيا للمناصب العامة». أما السيناتور ليندسي غراهام، المرشح الجمهوري، فقد انتقد هو الآخر تلك التصريحات، واعتبرها «تصريحات خاطئة وغير مقبولة... ومن الواضح أن السيد كارسون ليس مستعجلا ليكون رئيسا». من جانبه، هاجم المرشح الجمهوري جيب بوش منافسه كارسون، ووصف تصريحاته بأنها غير مثمرة، بينما وصف حاكم ولاية نيويورك جورج باتاكي، المرشح الجمهوري، تصريحات كارسون بأنها متطرفة، مقارنا بينها وبين الحملة المعادية للكاثوليكية التي واجهها جون كيندي عام 1960، والتي ادعت أنه لا يمكن أن يكون لأميركا رئيس كاثوليكي، وفي هذا الشأن قال باتاكي: «الآن كارسون يقول إنه لا يمكن لأميركا أن يكون لها رئيس مسلم.. هذا خطأ». ولم تقتصر الانتقادات على الجانب الجمهوري والمنافسين الجمهوريين لكارسون فقط، بل امتدت إلى الحزب الديمقراطي الذي وجد فرصة سانحة للقفز على الأحداث، وانتقاد كارسون وتسجيل نقطة لصالح الديمقراطيين، في مقابل مرشح جمهوري له تصريحات عنصرية ومتطرفة، إذ انضمت هيلاري كلينتون إلى قافلة المهاجمين لكارسون لتنتقد تصريحاته المسيئة، وردت هيلاري بـ«نعم»، حاسمة وواضحة على سؤال حول ما إذا كان يمكن لمسلم أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة، لتتميز بذلك عن مرشحين آخرين حاولوا التهرب من الإجابة على هذا السؤال، الذي يحتمل أن يصبح اختبارا لسائر المرشحين إلى السباق الرئاسي. وأرفقت وزيرة الخارجية السابقة تغريدتها بمقتطف من المادة السادسة من الدستور الأميركي والتي تقول: «لا يجوز أبدا اشتراط امتحان ديني كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولايات المتحدة». كما خرجت مساعدة كلينتون هوما عابدين بهجمة عبر حسابها على «تويتر» قالت فيها إنه «من حق كل مسلم أن يكون فخورا بجينه، ومن حق أميركا أن تكون فخورة بكل مسلم يخدم هذا البلد العظيم». من جهتها، قالت رئيسة اللجنة الوطنية الديمقراطية ديبي واسرمان شولتز إنه «من الصعب أن نفهم لماذا ينكر حق أي مواطن أميركي خوض انتخابات الرئاسة، ولكن هذه التصريحات القادمة من الجمهوريين لا تثير الدهشة، وبطبيعة الحال فان أي مواطن أميركي يمكن أن يترشح للرئاسة». وانتقد جوش ارنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، تصريحات كارسون وقال: «إنه لأمر مخيب للآمال لكثير من المراقبين، ولهذا نرى احتجاجا كبيرا من جميع المرشحين الآخرين في السباق الجمهوري، وأنا أرى أن تلك التصريحات غير جيدة ولا تتوافق مع الدستور». وفي المقابل، قال دوغ واتس، المتحدث باسم كارسون، في بيان إن كارسون «لديه احترام كبير للمجتمع الإسلامي. لكن هناك فجوة كبيرة بين الإيمان وممارسة الدين وبين الدستور الأميركي والقيم الأميركية»، مؤكدا أن المجتمع الأميركي قائم على الدستور والقانون، وأن الدستور الأميركي يضمن حرية الجين وحرية التعبير والفصل بين الدين والدولة. وحاول كارسون التخفيف من وطأة تصريحاته وامتصاص الغضب، لكن بدلا من أن يعتذر عن تلك التصريحات المسيئة، زاد الطين بله بتصريحاته على شبكة «فوكس نيوز» مساء الاثنين بعد أن قال إنه سوف يصوت لرئيس مسلم لرئاسة الولايات المتحدة إذا قام بالتخلي عن عقيدته، وتابع موضحا: «إذا كان لشخص خلفية إسلامية، ولديه استعداد لرفض تلك المبادئ وقبول أسلوب الحياة لدينا، وأن يقسم على وضع الدستور الأميركي فوق دينه، ويحترم من ليس له دين، في ذلك الوقت سأكون على استعداد تام لتقديم الدعم له».

مشاركة :