يقف حجاج بيت الله الحرام، اليوم (الأربعاء) على صعيد عرفات ليشهدوا الوقفة الكبرى. ويتوقع أن تشهد خطة التصعيد فجر اليوم من منى إلى عرفات نجاحاً نظراً إلى الجهود التي تبذل على الميدان، بعد النجاح الذي تحقق في تصعيد الحجاج من مكة المكرمة إلى منى أمس. وتأتي هذه الجهود بمتابعة مستمرة من القيادة الرشيدة. وانتشر رجال الأمن على الطرق المؤدية إلى منى لمتابعة حركة السير وتنظيمها بما يحقق الراحة والطمأنينة. وقال وزير الحج د. بندر الحجار: "إن قوافل الحجيج استقرت أمس في منى بكل يسر وسهولة، واليوم يشهد صعيد عرفات وصول هذه القوافل وهي تنعم بأجواء روحانية خاشعة لله تعالى وتشهد يوم عرفة ويوم الحج الأكبر". وأضاف أن "مكاتب إرشاد الحجاج التائهين والموزعة في مشعر عرفات تؤدي واجبها لخدمة الحجاج وإيصالهم إلى مخيماتهم". فيما جهزت وزارة الصحة المستشفيات والمراكز الصحية في المشاعر ومكة المكرمة مجهزة بالفرق الطبية لتقديم الخدمة التي يحتاجها الحاج في أي وقت. وجندت قيادة أمن الحج كامل طاقاتها الآلية والبشرية لتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم، حيث ركزت الخطة على منع دخول السيارات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات، والشركات المخصصة لنقل الحجاج. تنظيم أمني محكم ومتابعة لحركة السير.. وخدمات صحية ترافق ضيوف الرحمن وذكرت قيادة أمن الحج أن المشروعات الحيوية والعملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- هذا العام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، أسهمت في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وإليها، مؤكدة أن "هذه المشروعات تعد قراءة واضحة لما توليه القيادة من عناية واهتمام بوفود بيت الله العتيق وحرصها على تحقيق الراحة والطمأنينة للحجاج". إلى ذلك، واصل طيران الأمن العام طلعاته المستمرة على المشاعر المقدسة، وأكد اللواء الطيار محمد الحربي القائد العام لطيران الأمن العام، أن الطلعات الجوية المكثّفة تهدف للتأكد من الحالة الأمنية ومتابعة انسيابية الحركة المرورية أثناء توافد الحجاج لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وأشار إلى أن الطرق التي يسلكها المتسللون معروفة ومرصودة من الجهات الأمنية، ويتم التعامل مع كل الحالات من قبل الفرق الأرضية مباشرة مع إسناد جوي من طائرات الأمن إذا استدعى الموقف ذلك. وقال اللواء الحربي: "العمليات الجوية تابعت وصول حجاج بيت الله الحرام واستقرارهم؛ حيث تنفذ كل طائرة طلعتها بعدد ثلاث ساعات ومع دخول صباح اليوم يوم عرفة تستمر المتابعة ويستمر المسح الجوي لحظة التصعيد واستقرار الحجيج في مشعر عرفة ومن ثم نفرتهم إلى مشعر مزدلفة والبدء في نسك رمي الجمرات ومواصلة الجاهزية مع استقرارهم في منى أيام التشريق". من جهته، قال د. أسامة البار أمين العاصمة المقدسة، أن "الأمانة" جندت 23050 شخصا لتنفيذ خططها، ففي مجال النظافة سيكون العمل على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة بنظام "الورديات المتداخلة"، كما تمت زيادة أعداد العمالة حيث سيتم الاستفادة من 14 ألف عامل نظافة منهم 7500 في مكة المكرمة و6500 في المشاعر المقدسة، وهم مجهزون بأكثر من 1000 معدة متنوعة في الأشكال والأحجام، منها 665 معدة في مكة المكرمة و360 في المشاعر المقدسة، وتم تخصيص فرق مركزية لمواجهة أي حالات طوارئ كالأمطار أو الحرائق -لا سمح الله- أو لدعم أي منطقة عند الحاجة. قيادة أمن الحج تجند طاقاتها الآلية والبشرية لتيسير وتسهيل عملية التنقل وتعمل "الفرق" 24 ساعة في أيام الذروة بالاستعانة بمراقبين ومشرفين إضافيين في تلك الفترة، وتم دعمها أيضاً بالمعدات اللازمة مثل الشفاطات والمكانس الآلية لتجميع النفايات من الجسر و"البوبكات" و"القلابات" و"الشيولات" وغيرها، وسيتم تخزين النفايات المؤقت بعد كبسها بمشعر منى لمواجهة صعوبة حركة المعدات والاستفادة من الصناديق الضاغطة والمخازن الأرضية بأقصى درجة حيث هيأت الأمانة 1100 صندوق كهربائي ضاغط، وتسعة صناديق تعمل بالطاقة الشمسية و131 مخزنا أرضيا تستوعب في مجملها أكثر من 14 ألف طن من النفايات، كما سيتم توفير أكثر من أربعة آلاف حاوية صغيرة مقاس 240 لترا، وتوزيعها في مناطق المشاعر المقدسة، وعدد كبير من الدراجات والعربات صديقة البيئة وسهلة الاستخدام في المناطق المزدحمة. أما في مجال صحة البيئة ومراقبة الأسواق ومحال بيع المواد الغذائية فقد تضمنت الخطة تكثيف الأعمال المجال إذ يوجد في مكة المكرمة نحو 33 ألف محل تجاري وغذائي و2229 محلا موسميا، أما في المشاعر المقدسة فيوجد 643 محلا مؤقتاً ومباسط موسمية ومخابز وغيرها، إضافة إلى مواقع الحلاقة في مشعر منى البالغ عددها 1100 كرسي، وتتم متابعة جميع هذه الأماكن والتأكد من استيفاء الاشتراطات الصحية ومصادرة المواد التالفة وإجراء التحاليل المخبرية لجميع العينات من المواد الغذائية، إضافة إلى تنظيم أعمال اللجان المشاركة مع الجهات الحكومية مثل لجنة الغش التجاري، ولجنة مراقبة الأسعار، ولجنة منع البيع العشوائي، ولجنة مكافحة الباعة الجائلين وغيرها من اللجان. من جهة أخرى، صحبت سيارات إسعاف صغيرة فجر أمس (الثلاثاء) الحجيج في مشعر منى لتؤدي واجبها في علاج الحالات الطارئة والإسعافية، ونقل من يحتاج منهم إلى أقرب مستشفى وذلك ضمن خطة لجنة الطوارئ والطب الميداني؛ حيث تعمل السيارات على مدار الساعة ومزودة بأحدث الأجهزة اللازمة للعناية بالحالات الحرجة منها أجهزة مراقبة القلب والصدمات الكهربائية، وأجهزة التنفس الاصطناعي إلى جانب الأدوية اللازمة للتعامل مع أصعب الحالات الطبية الحرجة في أماكن حدوثها.
مشاركة :