أكدت مصادر عسكرية سورية أن دمشق تسلّمت من حليفتها موسكو مقاتلات وطائرات استطلاع، فضلاً عن معدات عسكرية لمساعدتها في محاربة تنظيم «داعش» الذي استهدفه الطيران الحربي السوري بكثافة خلال الأيام الماضية. وأفادت المصادر العسكرية السورية الثلثاء وكالة «فرانس برس» أن الجيش السوري «بدأ باستخدام» أسلحة روسية ضد التنظيم، في وقت تتهم واشنطن موسكو بتعزيز تواجدها العسكري في سورية. وقال مصدر عسكري سوري رفيع المستوى دون كشف اسمه: «نستطيع تأكيد وصول خمس طائرات روسية على الأقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع يوم الجمعة الماضي» إلى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية. وأضاف المصدر: «بدأ يظهر أثر السلاح الروسي على الأراضي السورية، وافتتح الجيش السوري استخدامه لهذه الأسلحة في مدينتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال)، تحديداً في استهدافات على أرتال لتنظيم داعش». وقُتل ما لا يقل عن 38 من عناصر هذا التنظيم يوم الإثنين في ضربات جوية «محددة» شنها الطيران الحربي السوري على مواقع في تدمر والسخنة والقريتين في محافظة حمص وسط البلاد، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلثاء. وأشار المصدر العسكري الرفيع المستوى إلى «أسلحة نوعية لديها إصابة دقيقة للهدف، ولدى بعضها صواريخ موجهة عن بعد»، لافتاً إلى أنها «أسلحة دفاعية وهجومية ولا تقتصر على الطائرات». وأكد مصدر عسكري آخر في مدينة اللاذقية لـ «فرانس برس» أنه بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة «وصلتنا أيضاً أسلحة استطلاع جديدة تساعد في تحديد مكان الهدف بدقة متناهية (...) بالإضافة إلى رادارات مرافقة لها ومناظير ليلة». ومنذ أسابيع، تبدي واشنطن قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية. وأكد مسؤولون اميركيون الإثنين لـ «فرانس برس» نشر روسيا طائرات مقاتلة في أراضي حليفتها من طراز اس يو-24 واس يو-25. وقال أحد هؤلاء المسؤولين ان من شأن تلك الطائرات أن تتيح لروسيا «شن ضربات بعيداً في سورية وحتى في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش» خارج سورية. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد أخيراً أنه «يوجد شيء جديد يفوق تزويد سورية بالسلاح وهو مشاركة روسيا في محاربة داعش وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وهذا شيء أساسي». والاثنين، ذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية أن العقد الساري بين موسكو ودمشق ينص على تسليم سورية «خمس مقاتلات من طراز ميغ - 29 ام/ام 2 بحلول العام 2016 وثلاثاً أخرى بحلول 2017». ووفق الصحيفة اليومية، فإن روسيا ستسلم حليفتها ايضاً «مجموعة أولى» من طائرات التدريب ياك-30. وأكدت ان «ليس هناك أي عقود جديدة، حيث أن كافة الأسلحة والمعدات تسلم اليوم (الى سوريا) وفقاً لعقود موقعة سابقاً». وبرغم أن الضربات الجوية السورية ضد تنظيم «داعش» أصبحت محددة أكثر، إلا أنها توقع أيضاً ضحايا مدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل 17 مدنياً على الاقل، بينهم سبعة أطفال، الاثنين في غارات جوية استهدفت بلدتين يسيطر عليهما التنظيم المتطرف في دير الزور. وفي محافظة الرقة، قال المرصد إن 8 قُتلوا (3 أطفال و4 رجال ومواطنة واحدة) نتيجة قصف الطيران الحربي مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وتابع أن عناصر من التنظيم من ضمنهم طفل من «أشبال الخلافة» قُتلوا في ضربة نفذتها طائرات حربية عند أطراف مدينة الرقة. وأشار إلى أن مدينة الرقة تشهد تشديداً من شرطة «الحسبة» على الأسواق حيث تم اعتقال عدد من الشبان، كما اعتقلت «الحسبة النسائية» مواطنة بتهمة «الكشف عن وجهها» في محل على رغم أن البائعة فيه مواطنة أيضاً. وفي محافظة حمص قُتل شخص وأصيب 12 «جراء تفجير آلية مفخخة في حي الزهراء الذي تقطنه غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية وسط مدينة حمص»، وفق المرصد. وفي الرستن بريف حمص، قال المرصد إن مجموعة مسلحة أعدمت ستة شبان بتهمة «فعل قوم لوط مرات متكررة والإدمان على المخدرات»، في حين أُعدم شاب سابع بالتهم نفسها في منطقة الزعفرانة بريف حمص الشمالي.
مشاركة :