قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، إن بلاده لن تسعى للهيمنة ولن تشارك أبدا في «سباق التسلح»، مشدداً على أن مبادرة «الحزام والطريق» الصينية هي «طريق عام مفتوح للجميع وليست مسارا خاصا مملوكا لطرف واحد». وفي كلمة ألقاها عبر دائرة تلفزيونية في افتتاح منتدى بوآو الآسيوي السنوي، شدد شي على معارضته لنشوب «حرب باردة» جديدة أو أي مواجهة أيديولوجية. ورغم إشارته الى عدم وجود أي «تغيير جوهري في الاتجاه نحو عالم متعدد الأقطاب»، رأى شي أن «العولمة الاقتصادية تظهر مرونة متجددة، وأن الدعوة إلى دعم التعددية وتعزيز التواصل والتنسيق أمست أقوى». وقال إنه «يتعين على الدول الكبرى أن تتصرف بطريقة تليق بوضعها وبإحساس أكبر بالمسؤولية»، معتبرا أن «العالم يحتاج إلى العدالة لا إلى الهيمنة». وحول مبادرة «الحزام والطريق»، قال شي إن الصين تعمل مع جميع المشاركين الراغبين من أجل بناء هذه المبادرة كمسار يؤدي إلى تخفيف الفقر والنمو، ويساهم بشكل إيجابي في الازدهار المشترك للبشرية. كما أعرب عن ترحيب بلاده بمشاركة جميع الدول في الفرص الشاسعة التي يوفرها السوق الصيني. وتدعو الصين منذ فترة طويلة إلى إصلاح النظام العالمي كي يعكس على نحو أفضل نطاقاً أكثر تنوعاً من الرؤى والقيم من المجتمع الدولي، ومنها الخاصة بها، بدلاً من تلك التي تخص قلة من الدول الكبرى. وتشاحنت الصين مراراً مع أقطاب النظام العالمي، خصوصاً الولايات المتحدة، بشأن مجموعة من القضايا تتراوح من حقوق الإنسان إلى تأثير الصين الاقتصادي على الدول الأخرى. ومنذ توليه منصبه قبل 3 أشهر، تصدرت الصين دول أعمال أول قمة فعلية يعقدها الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، التي استضاف خلالها رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا. وقال الزعيمان، إنهما "يشتركان في مخاوف جدية" بشأن وضع حقوق الإنسان في هونغ كونغ وإقليم شينجيانغ الصيني، إذ قالت واشنطن، إن بكين ترتكب إبادة جماعية ضد المسلمين الأويغور. وتنفي الصين ارتكابها انتهاكات من هذا القبيل. إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أبلغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس رغبة بكين دفع شراكتها الاستراتيجية مع الرياض «إلى مستوى جديد»، مضيفة أن الزعيمين ناقشا في اتصال هاتفي تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتجارة والتكنولوجيا. ووسط تحذيرات جدية للمسؤولين الأميركيين لم يخفها نظراؤهم الصينيين من أن بكين "تفكر في غزو تايوان"، شدد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، أمس الأول، على أنه مستعد لإرسال سفنه الحربية إلى البحر الجنوبي للمطالبة بحقوقه في الموارد النفطية والمعدنية بالجزء المتنازع عليه في المنطقة الاستراتيجية. وبعد شكوى بعض المنتقدين من تساهله مع بكين ورفضه الضغط عليها لدفعها للالتزام بقرار تحكيم، دعا دوتيرتي شعبه إلى الاطمئنان بأنه سيؤكد حقهم في موارد بحر الصين الجنوبي كالنفط والمعادن. وقال في خطاب: "لست مهتماً كثيراً الآن بالصيد. ولا أعتقد بوجود أسماك كافية لكي نتشاجر عليها. لكن عندما نبدأ في التعدين، ونبدأ في البحث عما يوجد في بطن بحر الصين، نفطنا، فسأرسل عندئذ سفني الرمادية إلى هناك للمطالبة بحقوقنا". وأضاف: "إذا بدأوا في التنقيب عن النفط هناك سأقول للصين هل هذا ضمن اتفاقيتنا؟ وإن لم يكن ضمن اتفاقيتنا فسأنقب أيضاً عن النفط هناك" وذلك رغم تأكيده مجدداً على أنه يرغب في الحفاظ على الصداقة مع الصين. ومع تأكيده الدائم على أنه لا يقوى على الوقوف ضد الصين وأن أي تحد لأنشطتها سيهدد بحرب ستخسرها الفلبين، سعى دوتيرتي إلى بناء تحالف مع شي والاحجام عن مواجهة قيادته بعد حصوله على وعود بمليارات الدولارات من القروض والاستثمارات رغم عدم تنفيذ معظمها.
مشاركة :