الراحل مطر عبدالله.. حس جميل في الكلمة واللحن استقبله المستمع البحريني والخليجي بحب صاحب مفردة بحرينية أصيلة، جمع بين الكلمة واللحن، وتميز بجمل فنية خاصة، كانت أعماله وستظل جزءا من أرشيف الفن البحريني.. بهذه العبارات رثى فنانون وشعراء الشاعر الفنان مطر عبدالله العميري، الذي أثرى الحركة الفنية البحرينية بأعمال أصيلة نابعة مما تحمله البيئة البحرينية من فرادة وتميز. فقد وصف الفنان إبراهيم حبيب الفقيد الفنان مطر عبدالله بأنه فنان صاحب ميزة خاصة، متمرس في الفن الشعبي، اشتغل في الفرق منذ فترة طويلة وكان يؤلف لهم، وكان رحمه الله صاحب حس جميل في التلحين، وهذا اللحن استقبله المستمع البحريني والخليجي بحب، فهو صاحب جملة مستقاة من البيئة، وهذه الجملة خاصة وغير مستوردة، وبين الحاجة إلى عمل دراسة شاملة عن هذا الفنان وإنتاجه الفني ليحفظ في أرشيف الأغنية وذاكرة الناس. وقال الفنان إبراهيم حبيب: «تميز الفقيد رحمه الله بألحان جميلة وناجحة وقريبة من القلب، وهو امتداد لمن سبقوه، تميز المرحوم بطريقته المتفردة، اشتغل باللهجة البحرينية الصرفة، المستقاة من بيئته البحرينية». وأضاف الفنان حبيب: «عمل المرحوم لسنوات مع فن وفناني الطرب الشعبي، وقد ساهم قربه منهم في تكوين شخصيته، وللفن الشعبي مدارس مختلفة ولكل فرقة أسلوب وطريقة وفنيات خاصة بها، والشاعر مطر عبدالله استفاد من جميعها، فاللهجة المغناة كانت وستظل ترن في الأذن». واختتم الفنان إبراهيم حبيب إن شخصية الشاعر مطر عبدالله لابد أن تكون موجودة ومستمرة، وأن يكون لها امتداد، فأي فنان ليس لديه قاعدة يصعب استمراره، وخصوصية الكلمة ودفء المشاعر وصياغة الكلمة الشعبية هي القاعدة التي عمل وتميز بها الفنان الراحل، وأستذكر بعض كلماته التي ستبقى حاضرة في الذاكرة البحرينية والتي من بينها (هلا باللي لفاني يا هلا به، عدد دقات قلبي في غيابه) وأيضا (وداعك الله لا تسيء الظن فيني) وهي نماذج لجمل لم يسبق لأحد قبله تشكيلها. ومن جانبه قال الفنان أحمد الجميري: «لم أر أحدا تميز في الكلمة الشعبية كما تميز المرحوم الشاعر الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة والشاعر المرحوم مطر عبدالله، فأشعارهما ومفرداتها أصيلة غير متصنعة ومعايشة للبيئة وصادقة، ويرى أهمية المحافظة على هذا الفن، وما يتصل به من نصوص غنائية شعبية مميزة». إلى ذلك تحدث الفنان إبراهيم الدوسري عن سيرة الفقيد مطر عبدالله قائلا: «جمعتني مع المرحوم العديد من مواقف التعاون الفني والغنائي بشكل خاص خلال مسيرته الشعرية، فقد تعرفت عليه في أواخر السبعينيات، ولحنت من كلماته لمغني زميل وهو حسن القطان والتي سجلت في القاهرة في 1978، وتوالت أعمالي معه التي لحنتها وغنيتها والتي كانت من أشعاره، فمن بداية السبعينيات كان الشاعر من أهم شعراء الأغنية في البحرين والخليج العربي». أما الشاعر يونس سلمان مدير إذاعة البحرين فقد أكد القيمة الكبيرة التي حملتها أشعار الشاعر المرحوم مطر عبدالله، مؤكدا أهمية حفظها وتناقلها بين أجيال الشعراء، معتبرا أن حفظ التجارب يضمن اطلاع الأجيال القادمة عليها، لما تحويه من أحاسيس ومفردات وأوصاف خاصة. يذكر أن المرحوم الشاعر مطر عبدالله كان من أبرز شعراء الأغنية البحرينية الخليجية الذين تركوا بصمة في مجال الأغنية منذ سبعينيات القرن الماضي واستمر عطاؤه حتى السنوات القليلة الماضية، وقد اشتهر بقصائده ذات المفردات البحرينية الأصيلة وغنى له أشهر فناني البحرين والخليج العربي.
مشاركة :