مع اختتام الجولة الثانية ل مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني ، أمس الإثنين، طغى الانطباع العام بأن هناك باب أمل إلا أن طريقا طويلا ما زال ينتظر هذا الملف الشائك. وفيما ينتظر أن تستريح الوفود الدولية التي شاركت في لقاءات مكثفة طوال الأسبوعين الماضيين لمدة أسبوع، يبدو أن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عرقجي لن يستكين. فوسائل الاعلام المحلية ستكثف مساعيها لأخذ أي جديد، قد يلعب أيضا ضمن الصراع الداخلي الجاري بين الجناح المتشدد والمعتدل قبيل الانتخابات الرئاسية. ولعل رد عرقجي على احدى وسائل الاعلام الرسمية مساء أمس جاء في هذا السياق. "مصادر مطلعة غير مطلعة"! فبعد أن نقل التلفزيون الإيراني ( Press TV) عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها إن الموقف الأميركي خلال محادثات فيينا تمسك بتعليق العقوبات وليس إلغائها، رد الدبلوماسي الرفيع مشككا في دقة المعلومات، وواصفا تلك المصادر بـ "غير المطلعة " على الإطلاق. إلا أن التلفزيون المحسوب على الاعلام الرسمي في البلاد، والموجه للخارج، عاجله برد سريع أيضا، قائلاً بتغريدة على تويتر حيث جرت ساحة تلك المناوشات: بدلا من التشكيك بمصداقيتنا، على السيد عراقچي أن يوضح أي جزئية غير صحيحة فيما نقلنا."! " المهمة ليست سهلة" يشار إلى أن نائب وزير الخارجية الإيرانية كان شدد أمس عقب انتهاء الجولة الثانية من المحادثات على أن الجدية وحدها ليست كافية لانجاح المفاوضات، مضيفا أن على الاطراف محاولة فهم المواقف والتقريب بينها . فيما اعتبر مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي، جوزيف بوريل أن المهمة ليست سهلة، لكن جميع الوفود عملت بجد ومصممة على إيجاد الحلول. كما أضاف أنه تم إحراز تقدم مهم في فيينا خلال الأسبوعين الماضيين لإعادة الاتفاق مع إيران إلى مساره الصحيح> وشدد على أن هذا الملف يحتاج لمرونة من جميع الاطراف فريق ثالث من الخبراء أما منسق المحادثات التي تتم برعاية الاتحاد الأوروبي، انريكي مورا، فأكد أنه مستعد لمضاعفة العمل مع جميع المشاركين وبشكل منفصل مع الولايات المتحدة. ولفت في تصريحات أمس إلى أن اللجنة المشتركة ناقشت التقدم المحرز خلال الأسبوعين الماضيين، ولكنه شدد على الحاجة لبذل المزيد من العمل الشاق. كما أعلن أنه تم إنشاء فريق ثالث من الخبراء لمعالجة قضايا التسلسل. وختم مذكّرا بأن " الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للمضي قدمًا في خطة العمل الشاملة المشتركة للتصدي للتحديات المستمرة". يذكر أن المحادثات ستستأنف بعد أسبوع من الآن، تعود خلالها الوفود إلى بلدانها للتشاور عن كثب قبل العودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات، للانطلاق بجولة ثالثة تراعي بحسب مراقبون العمل "بالمبدأ الثلاثي" أي "التماثلية"، و"التزامن والتدرج"، و"الاكتفاء بالمطالبة برفع القيود التي فرضت بموجب الملف النووي وحده".
مشاركة :