تعدّ منطقة البحر الأسود (روسيا وأوكرانيا ورومانيا بدرجة أقل بكثير) هي المورد الرئيسي للقمح لعدد من الدول العربية. وتحديداً، وذلك مهم للغاية، القمح الرخيص. وفي حالة العدوان الأوكراني على جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك والمشاركة الحتمية تقريباً في الصراع، فمن المحتمل جداً أن يتم حظر الصادرات البحرية الأوكرانية، وربما أي صادرات أخرى. وأساس الصادرات الأوكرانية إلى الدول العربية هو الحبوب فقط (يوضح الجدول أدناه مدى اعتماد كل دولة عربية على الصادرات الأوكرانية). أعتقد أن إمكانية التصدير عبر مضيق البحر الأسود لروسيا ستظل قائمة. إلا لو تطورت الأزمة إلى نزاع واسع النطاق مع الناتو، وحتى حينها، لا أعتقد أن الأمر سيستمر طويلاً، وسيكون من الممكن استئناف التجارة من جديد، إذا كانت هناك رغبة، بمجرد أن يترسب الغبار النووي... ربما لا يستحق الأمر أيضاً استبعاد مثل هذه الخيارات تماماً. بطريقة أو بأخرى، كان ارتفاع أسعار الحبوب العالمية في 2010-2011 من بين العوامل الموضوعية التي أدت إلى الربيع العربي. هذا العام، تواصل أسعار المواد الغذائية ارتفاعها عالمياً، ومن المحتمل أن تسهل عملية ضخ الأموال غير المغطاة بمعدلات فلكية من قبل البنوك المركزية الغربية. وقد بدأت هذه التريليونات المطبوعة حديثاً في التسرب فعلياً إلى أسواق الأصول العينية. لا شك ايضاً في أن نشوب حرب في أوكرانيا، سيدفع جزءاً كبيراً من رؤوس الأموال حول العالم إلى الهروب إلى الأصول العينية: الذهب والنفط والحبوب. أي أنه في حالة نشوب حرب في أوكرانيا، سترتفع أسعار الغذاء العالمية على أي حال، وبقوة، بكل ما يتبعه ذلك من تداعيات بالنسبة للدول العربية. وفيما يلي جدول بقيمة الصادرات/الواردات من أوكرانيا للدول العربية لعام 2018 (بالمليون دولار): مصر 100/1600 المملكة العربية السعودية 190/750 العراق 200/640 الإمارات العربية المتحدة 80/490 لبنان 2/400 تونس 20/390 المغرب 40/360 ليبيا 100/330 الأردن 10/160 اليمن 1/100 قطر 8/60 موريتانيا 5/60 عمان 7/6 السودان 50/-- الكويت 5/20 البحرين 10/-- سوريا 4/8 وللمقارنة روسيا 8000/3700 تركيا 1700/2400 ألمانيا 6000/2200 الصين 7600/2200 الولايات المتحدة الأمريكية 3000/1100 المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب تابعوا RT على
مشاركة :